2018 : سنة بدون
بسم الله الرحمن الرحيم
مع كل سنة ميلادية جديدة يتسابق المدونون في كتابة اهدافهم للسنة الجديدة و يفصلون عن طموحاتهم و مشاريعهم فيما يعرف بـ New year resolution . اعتقد انه حتى عامة الناس يضعون لانفسهم اهدافا و طموحات و ان كان في مخيلتهم فقط و لكن الكتابة و تحديد الاهداف بشكل مدروس و مخطط بطبيعة الحال ادعى للاستمرار في تحصيل المراد . منذ فترة اعجبتني نوعية معينة من هذه المقالات فيما يعرف بالاشهر المعينة اعني ان الكاتب يختار مهمة معينة كاكتساب مهارة جديدة او ترك عادة و يستمر عليها لمدة شهر و بعد ذلك يكتب نتيجة تجربته . هؤلاء الكتاب كامثال ديفيد كين صاحب رابتيتود و ليو صاحب عادات الزن يختارون لكل شهر في السنة مهمة معينة من مثل ترك استخدام الجوالات الذكية و ما الى ذلك و لكن لا خصوصية في الشهر ككمية عددية و لربما افضل مفهوم الاربعين الدارج عندنا في الثقافة الاسلامية و الذي يعتبر ملاك اكتساب العادات الجديدة او كما يقول الصوفية بالاربعين الصغير 21 يوما و الاربعين الكبير 42 يوما مع اني الى الان لم افهم مغزى اضافة اثنين الى الاربعين فالاربعون عدد تام كما ورد في القران الكريم قوله تعالى : و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و اتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة .
بل حتى في اشعارهم لم اجد اشارة الى الـ 42 بل كما يقول حافظ :
سحركه رهروى در سرزمين ... بكفت اين معما با قرينى
كه اى صوفى شراب انكه شود صاف ... كه در كوزه بماند اربعينى
على كل حال سألتزم بالترتيب الشهري مع اضافة عشرة ايام في بداية او نهاية كل تجربة لأتمها اربعين ليلة ، بل ربما تكون هذه العشرة بمثابة تحسس و استعداد للمهمة و ما يطرأ خلالها من تحديات قد لا تكون محسوبة في الوهلة الاولى كما حصل مع التحدي الاول كما سيأتيك ذكره .
الملاحظات و الشروط الاساسية في اختيار المهمات (التحديات) :
1- سأبدأ بمهمات من نوع الترك لانه كما يقال التخلية ثم التحلية ، و اذا لم أجد مهمات ترك تغطي كل الشهور سأضيف مهمات اكتساب .
2- يجب ان لا تكون المهمة لغوية لا هدف ملموس منها مثل مشاهدة اربعة افلام في كل يوم .
3- يجب ان لا تكون المهمة محرمة في شرعنا من مثل صوم الوصال او صوم الصمت و ما شاكل.
4- يجب ان لا تكون المهمة مكروهة في شرعنا من مثل ترك اكل اللحم اربعين يوما .
5- يجب ان لا تكون المهمة منافية للفطرة من مثل بعض طقوس ما يعرف بالصوم الروحي و ما شاكل .
6- يجب ان لا تكون المهمة على الطريقة الغربية و هناك ما يقابلها في شرعنا من مثل قضية الصوم المتباين .
7- يجب ان لا تكون المهمة فيما يتعلق بالامور الدينية فليس مكان هكذا تجارب مدونات عامة .
8- يجب ان تكون المهمة فيها نوع من الصعوبة فلا تكون استمرارا لعادات ايجابية مكتسبة سابقا او تركا لعادات سلبية ليست في محل الابتلاء.
9- سأختار من ارشيف المهمات المتواجد على الانترنت ما يناسب شخصيتي و خلفيتي الثقافية فهناك الكثير من المهمات التي لا تناسبني بطبيعة الحال.
10- سأضيف بعض المهمات من ابداعي الشخصي في امور اجد انها تمثل تحد مناسب لي .
11- لا بأس باقتراحاتكم اذا كنتم تودون رؤيتي اقوم بتجربة معينة مع ملاحظة النقاط السابقة .
في الاخير اجابة على سؤال ما فائدة هكذا تجارب خاصة انها منقطعة ؟
1- هي نوع من الرياضة في مخالفة النفس و ان كانت منقطعة .
2- هي تعتبر كاشفة عن نقاط ضعف و قوة النفس خلال فترة التحدي .
3- هي بمثابة استكشاف لمدى ضرورية بعض الاشياء التي نأخذها اخذ المسلمات في زماننا من مثل مشاهدة الاخبار ، استخدام الهواتف الذكية ..الخ و هذا لا يعني اننا ندخل التجربة بعقلية منغلقة لديها نتيجة مسبقة تريد اثباتها كمضرة مشاهدة الاخبار مثلا فلربما يجد الشخص ان حياته فعلا لا يمكن ان تستغني عن الشيء المذكور ايا ما كان .
4- ثبوت ايجابيات كبيرة للتجربة قد يؤدي الى الاستمرار في العادة المكتسبة و عدم الاكتفاء بالفترة المؤقتة .
اما مهمة شهر يناير من سنة 2018 فهي :
عدم النظر الى النساء
ذكرت في المقالة الاخيرة بتفصيل جيد مسألة النظر الى المراة في المفهوم الاسلامي بل و الاديان الاخرى مثل البوذية ، و اجدني اجد صعوبة في تحاشي النظر الى المراة كليا في هذا الزمن فهي موجودة في الشوارع و الافلام و التلفاز و الافلام الوثائقية و المجلات و في الواتس اب و اثناء تصفح الانترنت و غيرها. نحن هنا لا نتكلم عن النظرة المحرمة او المشوبة بالفتنة او حتى الاسترسالية بل نتكلم عن النظرة الاولى التي كما ورد انها لك و الثانية عليك. بناء على ذلك لن انظر الى اي امراة سواء كانت امراة واقعية ام مصورة ام مرسومة البتة بأي شكل من الاشكال كانت و ذلك طيلة شهر يناير .
لنرى هل فعلا يمكن للانسان ان يعيش بدون النظر الى المراة في هذا الزمن ؟
دمتم في الرضا ،
مع كل سنة ميلادية جديدة يتسابق المدونون في كتابة اهدافهم للسنة الجديدة و يفصلون عن طموحاتهم و مشاريعهم فيما يعرف بـ New year resolution . اعتقد انه حتى عامة الناس يضعون لانفسهم اهدافا و طموحات و ان كان في مخيلتهم فقط و لكن الكتابة و تحديد الاهداف بشكل مدروس و مخطط بطبيعة الحال ادعى للاستمرار في تحصيل المراد . منذ فترة اعجبتني نوعية معينة من هذه المقالات فيما يعرف بالاشهر المعينة اعني ان الكاتب يختار مهمة معينة كاكتساب مهارة جديدة او ترك عادة و يستمر عليها لمدة شهر و بعد ذلك يكتب نتيجة تجربته . هؤلاء الكتاب كامثال ديفيد كين صاحب رابتيتود و ليو صاحب عادات الزن يختارون لكل شهر في السنة مهمة معينة من مثل ترك استخدام الجوالات الذكية و ما الى ذلك و لكن لا خصوصية في الشهر ككمية عددية و لربما افضل مفهوم الاربعين الدارج عندنا في الثقافة الاسلامية و الذي يعتبر ملاك اكتساب العادات الجديدة او كما يقول الصوفية بالاربعين الصغير 21 يوما و الاربعين الكبير 42 يوما مع اني الى الان لم افهم مغزى اضافة اثنين الى الاربعين فالاربعون عدد تام كما ورد في القران الكريم قوله تعالى : و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و اتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة .
بل حتى في اشعارهم لم اجد اشارة الى الـ 42 بل كما يقول حافظ :
سحركه رهروى در سرزمين ... بكفت اين معما با قرينى
كه اى صوفى شراب انكه شود صاف ... كه در كوزه بماند اربعينى
على كل حال سألتزم بالترتيب الشهري مع اضافة عشرة ايام في بداية او نهاية كل تجربة لأتمها اربعين ليلة ، بل ربما تكون هذه العشرة بمثابة تحسس و استعداد للمهمة و ما يطرأ خلالها من تحديات قد لا تكون محسوبة في الوهلة الاولى كما حصل مع التحدي الاول كما سيأتيك ذكره .
الملاحظات و الشروط الاساسية في اختيار المهمات (التحديات) :
1- سأبدأ بمهمات من نوع الترك لانه كما يقال التخلية ثم التحلية ، و اذا لم أجد مهمات ترك تغطي كل الشهور سأضيف مهمات اكتساب .
2- يجب ان لا تكون المهمة لغوية لا هدف ملموس منها مثل مشاهدة اربعة افلام في كل يوم .
3- يجب ان لا تكون المهمة محرمة في شرعنا من مثل صوم الوصال او صوم الصمت و ما شاكل.
4- يجب ان لا تكون المهمة مكروهة في شرعنا من مثل ترك اكل اللحم اربعين يوما .
5- يجب ان لا تكون المهمة منافية للفطرة من مثل بعض طقوس ما يعرف بالصوم الروحي و ما شاكل .
6- يجب ان لا تكون المهمة على الطريقة الغربية و هناك ما يقابلها في شرعنا من مثل قضية الصوم المتباين .
7- يجب ان لا تكون المهمة فيما يتعلق بالامور الدينية فليس مكان هكذا تجارب مدونات عامة .
8- يجب ان تكون المهمة فيها نوع من الصعوبة فلا تكون استمرارا لعادات ايجابية مكتسبة سابقا او تركا لعادات سلبية ليست في محل الابتلاء.
9- سأختار من ارشيف المهمات المتواجد على الانترنت ما يناسب شخصيتي و خلفيتي الثقافية فهناك الكثير من المهمات التي لا تناسبني بطبيعة الحال.
10- سأضيف بعض المهمات من ابداعي الشخصي في امور اجد انها تمثل تحد مناسب لي .
11- لا بأس باقتراحاتكم اذا كنتم تودون رؤيتي اقوم بتجربة معينة مع ملاحظة النقاط السابقة .
في الاخير اجابة على سؤال ما فائدة هكذا تجارب خاصة انها منقطعة ؟
1- هي نوع من الرياضة في مخالفة النفس و ان كانت منقطعة .
2- هي تعتبر كاشفة عن نقاط ضعف و قوة النفس خلال فترة التحدي .
3- هي بمثابة استكشاف لمدى ضرورية بعض الاشياء التي نأخذها اخذ المسلمات في زماننا من مثل مشاهدة الاخبار ، استخدام الهواتف الذكية ..الخ و هذا لا يعني اننا ندخل التجربة بعقلية منغلقة لديها نتيجة مسبقة تريد اثباتها كمضرة مشاهدة الاخبار مثلا فلربما يجد الشخص ان حياته فعلا لا يمكن ان تستغني عن الشيء المذكور ايا ما كان .
4- ثبوت ايجابيات كبيرة للتجربة قد يؤدي الى الاستمرار في العادة المكتسبة و عدم الاكتفاء بالفترة المؤقتة .
اما مهمة شهر يناير من سنة 2018 فهي :
عدم النظر الى النساء
ذكرت في المقالة الاخيرة بتفصيل جيد مسألة النظر الى المراة في المفهوم الاسلامي بل و الاديان الاخرى مثل البوذية ، و اجدني اجد صعوبة في تحاشي النظر الى المراة كليا في هذا الزمن فهي موجودة في الشوارع و الافلام و التلفاز و الافلام الوثائقية و المجلات و في الواتس اب و اثناء تصفح الانترنت و غيرها. نحن هنا لا نتكلم عن النظرة المحرمة او المشوبة بالفتنة او حتى الاسترسالية بل نتكلم عن النظرة الاولى التي كما ورد انها لك و الثانية عليك. بناء على ذلك لن انظر الى اي امراة سواء كانت امراة واقعية ام مصورة ام مرسومة البتة بأي شكل من الاشكال كانت و ذلك طيلة شهر يناير .
لنرى هل فعلا يمكن للانسان ان يعيش بدون النظر الى المراة في هذا الزمن ؟
دمتم في الرضا ،