سنة بدون (1) : عدم النظر الى النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت في مطلع السنة عن نيتي تجربة بعض التحديات الشهرية على طريقة بعض الكتاب الاجانب و ذكرت ملخصا ان التحدي الاول سيكون " عدم النظر الى اي امراة سواءً كانت امراة واقعية او مصورة او مرسومة البتة بأي شكل من الاشكال كانت و ذلك طيلة شهر يناير . لنرى هل فعلا يمكن للانسان ان يعيش بدون النظر الى النساء في هذا الزمن ؟ "
و الان الى تقرير التجربة :
بداية اخترت لهذه التجربة عنوانا مشجعا فكتبت اعلى سجل الملاحظات :
Purify the eyes to see the light
و لم اكن لاخالف شروط هذه التجارب في لزوم عدم كونها تجربة دينية فالاهتمام الاكبر هنا هو الجانب العملي و لكن هذا الشعار لاضفاء المزيد من الهدفية و لوضع التجربة في مكانها الصحيح ضمن رؤية اكبر و اشمل . على كل حال بدأت التجربة بتاريخ 24 من شهر ديسمبر الماضي و ذلك كما اشرت سابقا ابتغاء اضافة بعض الايام التمرينية قبل بدء الايام الفعلية و ذلك ايضا لاتمام الاربعين يوما. خلال هذه الايام من شهر ديسمبر بدات بتسجيل اي نظرة الى انثى في دفتر الملاحظات حينها بدا نمط واضح بالظهور اعني ان اغلبية النظرات كانت تأتي من جهات محددة ابرزها الواتساب ، اليوتيوب ، تصفح الانترنت و متجر التسوق في مقر عملي . طبعا المشكلة ان التحدي ينص على عدم النظر الى المراة مطلقا اي النظرة الاولى و ليس النظرة المسترسلة او الثانية ..الخ ، عليه بدأت جديا بالبحث عن الحلول خصوصا ما يتعلق بالمصادر الرئيسية .
فالواتساب كان من السهولة بمكان اذ انه يوفر خاصية الغاء تفعيل انزال الصور و الفيديوهات بشكل تلقائي ثم انتقلت الى اليوتيوب و تصفح الانترنت فاخترت حلا صعبا فالغيت خاصية عرض الصور في متصفحاتي على الجوال و الحاسب الشخصي و جهاز العمل . في البداية اعتقدت ان هذه العملية ستجعل من عملية تصفح الانترنت عملية مستحيلة فاغلب المواقع تعتمد اعتمادا كبيرا على الصور لاسيما ان بعضها حتى الاسهم و الخيارات تكون على شكل صور لكنني تفاجات انه فعلا لم اواجه اية مشاكل تذكر و كل المواقع التي اتصفحها تعمل بشكل جيد بدون صور فمن هذه المواقع : موقع البنك ، موقع روسيا اليوم ، موقع واي كومبينيتر، المواقع الحكومية و ربما الموقع الوحيد الذي كان لا يعمل كليا بدون الصور هو موقع شركة الكهرباء و لكن لحسن الحظ فان موقعهم لا يعرض اي صور للجنس الاخر .
طبعا انا معتاد على تصفح الانترنت بدون اعلانات باستخدام adblock و لكن استخدام الانترنت بهذه الطريقة واقعا كان تجربة مختلفة و اعتقد انني لن اقوم بتفعيل خاصية عرض الصور الى اجل غير مسمى . للذين يحبون تجربة هكذا طريقة في تصفح الانترنت قد اريحهم حين اقول انه في اي وقت يمكنهم تفعيل الصورة المطلوبة وقت الضرورة بلمسات قليلة من خلال المتصفح لكنني لم احتج الى ذلك الا في موارد نادرة و ندمت على التفعيل حينها ، فمثلا كنت اريد رؤية صورة هاتف نقال معروض للبيع و بعد تفعيل الصورة اكتشفت انها تحتوي على صورة امراة ! و هكذا في احد الايام قمت بتفعيل صورة لرؤية نموذج من سطح المكتب "كيدي" و مع الاسف برنامج الصوتيات كان يعرض صورة لبعض المغنيات .
بعد هذه الخطوات فعلا بدأ سيل الصور الانثوية بالنضوب ، و نادرا ما اصبحت ارى صورا الا في ايام معدودة مثلا حين كنت مارا باحد الاشخاص و كان يشاهد مسلسلا او فيلما او ما الى ذلك فكنت اشيح ببصري و امضي في طريقي فليس لي الحق في اجبار من حولي بخوض تجربة مماثلة و ان كان ذلك يؤثر على تجربتي الشخصية .
رافق هذا التحدي تحدي آخر فقد صممت على ان لا اشاهد اي مقاطع فيديو للتسلية و هذا لم يكن صعبا لانني اساسا كنت لا اشاهد اي مقطع فيه انثى حتى و لو كان وثائقيا بل انني توقفت عن قراءة المجلات و الروايات لانها تحتوي على صور النساء، فلم يبق الكثير من المقاطع التي تصلح للتسلية اساسا لان في الغالب هذه المقاطع لا تخلو من انثى . و لكن واجهت رغبة لمشاهدة بعض المقاطع الكوميدية الخالية من النساء في يومين حينما كنت مكتئبا و لكن طرد تلك الرغبة كان بسيطا جدا .
نأتي الان الى النصف الاخر من التحدي و هو عدم مشاهدة النساء في الحياة اليومية و هنا بدا لي ان التحدي اصبح مستحيلا فمتى ما خرجت وجدت النساء في الشوارع و المحلات و لكن يحسب لي انني قليل الخروج مجملا و يحسب لمجتمعنا نقطة المحافظة فالنساء بلباسهن الاسود المحتشم و غطاء الوجه الكامل قد لا يصح ان يقال عنك انك رأيت امراة و انما رايت سوادا لذلك لم اعر هذا الامر اهتماما و اكتفيت باشاحة البصر اينما صادفت سوادا ! لكن هذا لا يعني انني لم اواجه نساءً بالمعنى الحرفي فقد واجهت في بداية الايام في ديسمبر بعض النساء السافرات في مركز تسوق الشركة لذلك بعد بضعة محاولات يائسة حاولت تجنب الذهاب الى ذلك المكان مطلقا . و قد اضطررت للتحادث مع نساء في مناسبتين الاولى مع موظفة استقبال المستشفى و الثانية في محل بيع عطورات و من البداهة بمكان ان الاولى كانت اضطرارية و الثانية اختيارية. اما بخصوص الصور الثابتة في الشوارع و المحلات فالحمدلله بلادنا اسلامية و لا يوجد الكثير من الاعلانات الانثوية و لكن شاهدت صورة في محل الحلاقة على مستلزمات الحلاقة و كذا وجدت اعلانا في البنك كان يحتوي على صورة امراة و ان كانت محجبة مع اسرتها و اما الصيدلية فلا انصح بالذهاب اليها !
بالنتيجة كانت تجربة ممتعة و قد كانت صعبة نسبيا في اول الايام فقد تتفاجأ من حجم الحضور الانثوي في حياتنا اليومية و لكن مع الاجراءات الاحترازية اصبحت من السهولة بمكان حتى انني شعرت بالملل في منتصف التجربة و بدأت التفكير باضافة تحديات اخرى . هل يمكننا ان نعيش بدون رؤية النساء في زماننا ؟ قد لا ننجح في ذلك اذا اردنا المعنى الحرفي و قد نحرم انفسنا من الكثير في سبيل ذلك من مثل عدم مشاهدة الافلام الوثائقية و المحاضرات التعليمية و المجلات الثقافية و ما الى ذلك من الامور المفيدة و لكن بدا لي واضحا اننا نستطيع بكل يسر ان نقلص كمية الرؤية الى مستويات تساوق العدم . بعد نهاية التجربة اعتقد انني سأستمر في مواصلة مكتسباتها و سأواصل التصفح بدون صور و لكن قد اخفف القيود فأتسامح مع فيلم وثائقي او محاضرات تعليمية بين الفينة و الاخرى ان استدعى الامر حقا. في النهاية مع هكذا اصرار في غض البصر قد لا تصل الى مستوى رؤية الملائكة و لكن لن تعدم البركة و الصفاء و ستكون خلوا من حظك فيما يتعلق بزنا البصر .
التحدي الثاني : ترك القراءة الالكترونية
القراءة الالكترونية من اقوى انواع الادمان عندي و اقضي ساعات طويلة في القراءة خاصة خلال ساعات العمل الرسمي . هذه العادة و ان كانت ذات فوائد جمة الا انها لا تخلو من السلبيات التي سأتطرق لها في التقرير المفصل .
أهم الاشياء التي سأتركها في هذا الشهر : الكتب الالكترونية ، برنامج بوكت الذي يحتوي على المقالات المطولة التي احتفظ بها للقراءة على الجوال، مواقع الاخبار، Ycombinator ، جميع المدونات و المقالات و كل اشكال تصفح الانترنت للقراءة Web surfing .
دمتم في الرضا ،
كتبت في مطلع السنة عن نيتي تجربة بعض التحديات الشهرية على طريقة بعض الكتاب الاجانب و ذكرت ملخصا ان التحدي الاول سيكون " عدم النظر الى اي امراة سواءً كانت امراة واقعية او مصورة او مرسومة البتة بأي شكل من الاشكال كانت و ذلك طيلة شهر يناير . لنرى هل فعلا يمكن للانسان ان يعيش بدون النظر الى النساء في هذا الزمن ؟ "
و الان الى تقرير التجربة :
بداية اخترت لهذه التجربة عنوانا مشجعا فكتبت اعلى سجل الملاحظات :
Purify the eyes to see the light
و لم اكن لاخالف شروط هذه التجارب في لزوم عدم كونها تجربة دينية فالاهتمام الاكبر هنا هو الجانب العملي و لكن هذا الشعار لاضفاء المزيد من الهدفية و لوضع التجربة في مكانها الصحيح ضمن رؤية اكبر و اشمل . على كل حال بدأت التجربة بتاريخ 24 من شهر ديسمبر الماضي و ذلك كما اشرت سابقا ابتغاء اضافة بعض الايام التمرينية قبل بدء الايام الفعلية و ذلك ايضا لاتمام الاربعين يوما. خلال هذه الايام من شهر ديسمبر بدات بتسجيل اي نظرة الى انثى في دفتر الملاحظات حينها بدا نمط واضح بالظهور اعني ان اغلبية النظرات كانت تأتي من جهات محددة ابرزها الواتساب ، اليوتيوب ، تصفح الانترنت و متجر التسوق في مقر عملي . طبعا المشكلة ان التحدي ينص على عدم النظر الى المراة مطلقا اي النظرة الاولى و ليس النظرة المسترسلة او الثانية ..الخ ، عليه بدأت جديا بالبحث عن الحلول خصوصا ما يتعلق بالمصادر الرئيسية .
فالواتساب كان من السهولة بمكان اذ انه يوفر خاصية الغاء تفعيل انزال الصور و الفيديوهات بشكل تلقائي ثم انتقلت الى اليوتيوب و تصفح الانترنت فاخترت حلا صعبا فالغيت خاصية عرض الصور في متصفحاتي على الجوال و الحاسب الشخصي و جهاز العمل . في البداية اعتقدت ان هذه العملية ستجعل من عملية تصفح الانترنت عملية مستحيلة فاغلب المواقع تعتمد اعتمادا كبيرا على الصور لاسيما ان بعضها حتى الاسهم و الخيارات تكون على شكل صور لكنني تفاجات انه فعلا لم اواجه اية مشاكل تذكر و كل المواقع التي اتصفحها تعمل بشكل جيد بدون صور فمن هذه المواقع : موقع البنك ، موقع روسيا اليوم ، موقع واي كومبينيتر، المواقع الحكومية و ربما الموقع الوحيد الذي كان لا يعمل كليا بدون الصور هو موقع شركة الكهرباء و لكن لحسن الحظ فان موقعهم لا يعرض اي صور للجنس الاخر .
طبعا انا معتاد على تصفح الانترنت بدون اعلانات باستخدام adblock و لكن استخدام الانترنت بهذه الطريقة واقعا كان تجربة مختلفة و اعتقد انني لن اقوم بتفعيل خاصية عرض الصور الى اجل غير مسمى . للذين يحبون تجربة هكذا طريقة في تصفح الانترنت قد اريحهم حين اقول انه في اي وقت يمكنهم تفعيل الصورة المطلوبة وقت الضرورة بلمسات قليلة من خلال المتصفح لكنني لم احتج الى ذلك الا في موارد نادرة و ندمت على التفعيل حينها ، فمثلا كنت اريد رؤية صورة هاتف نقال معروض للبيع و بعد تفعيل الصورة اكتشفت انها تحتوي على صورة امراة ! و هكذا في احد الايام قمت بتفعيل صورة لرؤية نموذج من سطح المكتب "كيدي" و مع الاسف برنامج الصوتيات كان يعرض صورة لبعض المغنيات .
بعد هذه الخطوات فعلا بدأ سيل الصور الانثوية بالنضوب ، و نادرا ما اصبحت ارى صورا الا في ايام معدودة مثلا حين كنت مارا باحد الاشخاص و كان يشاهد مسلسلا او فيلما او ما الى ذلك فكنت اشيح ببصري و امضي في طريقي فليس لي الحق في اجبار من حولي بخوض تجربة مماثلة و ان كان ذلك يؤثر على تجربتي الشخصية .
رافق هذا التحدي تحدي آخر فقد صممت على ان لا اشاهد اي مقاطع فيديو للتسلية و هذا لم يكن صعبا لانني اساسا كنت لا اشاهد اي مقطع فيه انثى حتى و لو كان وثائقيا بل انني توقفت عن قراءة المجلات و الروايات لانها تحتوي على صور النساء، فلم يبق الكثير من المقاطع التي تصلح للتسلية اساسا لان في الغالب هذه المقاطع لا تخلو من انثى . و لكن واجهت رغبة لمشاهدة بعض المقاطع الكوميدية الخالية من النساء في يومين حينما كنت مكتئبا و لكن طرد تلك الرغبة كان بسيطا جدا .
نأتي الان الى النصف الاخر من التحدي و هو عدم مشاهدة النساء في الحياة اليومية و هنا بدا لي ان التحدي اصبح مستحيلا فمتى ما خرجت وجدت النساء في الشوارع و المحلات و لكن يحسب لي انني قليل الخروج مجملا و يحسب لمجتمعنا نقطة المحافظة فالنساء بلباسهن الاسود المحتشم و غطاء الوجه الكامل قد لا يصح ان يقال عنك انك رأيت امراة و انما رايت سوادا لذلك لم اعر هذا الامر اهتماما و اكتفيت باشاحة البصر اينما صادفت سوادا ! لكن هذا لا يعني انني لم اواجه نساءً بالمعنى الحرفي فقد واجهت في بداية الايام في ديسمبر بعض النساء السافرات في مركز تسوق الشركة لذلك بعد بضعة محاولات يائسة حاولت تجنب الذهاب الى ذلك المكان مطلقا . و قد اضطررت للتحادث مع نساء في مناسبتين الاولى مع موظفة استقبال المستشفى و الثانية في محل بيع عطورات و من البداهة بمكان ان الاولى كانت اضطرارية و الثانية اختيارية. اما بخصوص الصور الثابتة في الشوارع و المحلات فالحمدلله بلادنا اسلامية و لا يوجد الكثير من الاعلانات الانثوية و لكن شاهدت صورة في محل الحلاقة على مستلزمات الحلاقة و كذا وجدت اعلانا في البنك كان يحتوي على صورة امراة و ان كانت محجبة مع اسرتها و اما الصيدلية فلا انصح بالذهاب اليها !
بالنتيجة كانت تجربة ممتعة و قد كانت صعبة نسبيا في اول الايام فقد تتفاجأ من حجم الحضور الانثوي في حياتنا اليومية و لكن مع الاجراءات الاحترازية اصبحت من السهولة بمكان حتى انني شعرت بالملل في منتصف التجربة و بدأت التفكير باضافة تحديات اخرى . هل يمكننا ان نعيش بدون رؤية النساء في زماننا ؟ قد لا ننجح في ذلك اذا اردنا المعنى الحرفي و قد نحرم انفسنا من الكثير في سبيل ذلك من مثل عدم مشاهدة الافلام الوثائقية و المحاضرات التعليمية و المجلات الثقافية و ما الى ذلك من الامور المفيدة و لكن بدا لي واضحا اننا نستطيع بكل يسر ان نقلص كمية الرؤية الى مستويات تساوق العدم . بعد نهاية التجربة اعتقد انني سأستمر في مواصلة مكتسباتها و سأواصل التصفح بدون صور و لكن قد اخفف القيود فأتسامح مع فيلم وثائقي او محاضرات تعليمية بين الفينة و الاخرى ان استدعى الامر حقا. في النهاية مع هكذا اصرار في غض البصر قد لا تصل الى مستوى رؤية الملائكة و لكن لن تعدم البركة و الصفاء و ستكون خلوا من حظك فيما يتعلق بزنا البصر .
التحدي الثاني : ترك القراءة الالكترونية
القراءة الالكترونية من اقوى انواع الادمان عندي و اقضي ساعات طويلة في القراءة خاصة خلال ساعات العمل الرسمي . هذه العادة و ان كانت ذات فوائد جمة الا انها لا تخلو من السلبيات التي سأتطرق لها في التقرير المفصل .
أهم الاشياء التي سأتركها في هذا الشهر : الكتب الالكترونية ، برنامج بوكت الذي يحتوي على المقالات المطولة التي احتفظ بها للقراءة على الجوال، مواقع الاخبار، Ycombinator ، جميع المدونات و المقالات و كل اشكال تصفح الانترنت للقراءة Web surfing .
دمتم في الرضا ،