سأتوقف عن القراءة لمدة سنة كاملة
بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا العنوان غريب و مكتوب لكي يجذب اكبر عدد من القراء و هو ليس لي في حقيقة الامر ، و لكن العنوان هو مجرد ترجمة عربية لعنوان مقالة كتبها احدهم يدعي فيها انه سيتوقف عن القراءة مدة سنة كاملة. في هذه المقالة يتهكم الكاتب على مقالة كتبت تغريدة عنها تحكي عن انقطاع احد محرري التقنية المشهورين عن الانترنت لمدة سنة كاملة . لماذا اختار القراءة بالذات ؟ لانه اولا كما قلنا مجرد محاولة جذب لاكبر عدد من القراء فالكل يريد ان يعرف ما هي فوائد ترك القراءة مدة سنة ؟ ثانيا يريد الكاتب ان يطرح تساؤلا عن جدوى القراءة و هل هي فعلا الطريق الامثل للاستفادة من الوقت كما نتصور ؟
ايضا كنت قد كتبت مقالة بعنوان الانتحار المعلوماتي سابقا و كيف ان كتابا يختفون من الانترنت و ربما يأخذون معهم نتاجهم ، طبعا هذه المرة المسألة ليست انتحارا فميلر فقط سينقطع عن الانترنت مدة سنة و لكن نتاجه موجود و ينوي العودة له . المقالتان و خاصة الاولى اثارت ردود فعل واسعة في مواقع التقنية ربما لان كاتب الاولى مشهور جدا و ايضا قدم مقالة مفصلة عما ينوي فعله لو ترك الانترنت و كيف سيعيش بدونها . طبعا مسألة ترك الانترنت او اي تقنية اخرى قل مثلا المنتديات ، الشات ، فيسبوك..الخ ليست جديدة فهي قديمة و بين كل فترة و اخرى نقرا مقالة بترك احدهم لاحد الاشياء مثلا هناك مبرمجون يكتبون عن تركهم للغات برمجة بقوا فيها سنوات ، او تركهم لنظام تشغيل معين ، لكن الشيء الملاحظ ان هذه النوعية من الانقطاعات و الترك ازدادت حدتها مع ظهور الويب 2 بالتحديد و بلغت ذروتها الان بعد ان انتقلت الانترنت الى الموبايل . الشيء الاكيد هو ان الويب 2 و الموبايل تزيد من الادمان بشكل مخيف ما يجعل البعض يعلن وقفة تحد امامها . الويب 2 بالنسبة لي – و لا آبه للتعريفات اللماعة المختلفة- هي ظاهرة المشاركة و ان يكون المحتوى مصنوعا من قبل زوار عاديين و ليس من قبل كتاب او شركات و هذا ما تقوم عليه مواقع الويب 2 مثل ستامبل ، تويتر ، فيسبوك ، جوجل بلس ، انستاجرام ..الخ
الان نرجع الى صلب الموضوع هل الانقطاع عن الانترنت شيء جيد ؟ ماذا سيكسب من يترك الانترنت و ماذا سيخسر ؟ اذا كانت هذه التقنية صنعت لتسهيل حياتنا فلماذا ننظر اليها نظرة سلبية ؟ لنأخذ بعض النقاط التي اثارها المعقبون على المقالة الاصلية :
1- توجد اضرار صحية ( ضعف النظر ، السمنة ، الام الظهر و المفاصل ..الخ)
2- الادمان يعتبر اضاعة للوقت (اكثر نقطة تم الاشارة اليها)
3- ضعف العلاقات الاجتماعية الواقعية و التسبب بالانطواء في احيان كثيرة.
4- بالنسبة لنا كمجتمع مسلم يمكن اضافة نقطة مهمة و هي المحتوى الفاسد سواء الجنسي او الفكري.
في الجهة المقابلة تم رد هذه النقاط و غيرها بالاشارة الى الاعتدال و الوسطية كحل رئيسي اول و اما ما يخص النقاط في حد ذاتها فتم ذكر تمارين و عادات صحية لتخفيف الاضرار الصحية الى نسبة بسيطة . و اما اضاعة الوقت فتم ردها بطريقين الاول : انها مسؤولية الشخص نفسه في ان يجعل من اوقاته على الانترنت مفيدة و ليست مجرد مضيعة للوقت فهذا ليس ذنب التقنية ، و الثاني : ان ترك الانترنت او اي تقنية لا يلزم الاستفادة من الوقت فمجرد التخلص من الانترنت في احسن الاحوال يعني انك تركت عادة مضيعة للوقت و لكن تبقى مرحلة اخرى هي الاستفادة الفعلية من الوقت و هذه النقطة بالذات شديدة الاهمية جدا جدا و لاجلها كتبت هذه المقالة فالسؤال المهم هنا ماذا ستفعل عندما تترك الامر الفلاني الا يعتبر مجرد الجلوس اضاعة للوقت ؟ النوم ، التمشية مع الاصدقاء ، قراءة الصحف ، مشاهدة التلفاز ، هذه ايضا و غيرها ممكن ان تعتبر مجرد مضيعة للوقت ، لهذا اختار كاتب المقالة الثانية ترك القراءة فهو يريد ان يطرح تساؤلا شجاعا ، هل مجرد القراءة تعتبر استفادة من الوقت ؟! عندما ننظر الى نوعية الكتب الاكثر مبيعا و الروايات و غيرها نجد ان القراءة ايضا قد تكون مضيعة للوقت هي بدورها ..
أليس ممكنا ان يكون من يجلس ساعات طويلة يتصفح الويكيبيديا و يشاهد الافلام الوثائقية على يوتيوب مستفيدا من وقته اكثر ممن يجلس ساعات يقرا قصصا او كتبا تجارية مثلا؟ اعتقد المسألة معقدة و في النهاية ترجع الى ماهية هذا الشيء المفيد فاذا كنا قد قلنا في مقالة الانتحار المعلوماتي ان بعض العلماء و الفنانين في اواخر حياتهم يتلفون نتاجهم او يغيرون مسار اهتمامهم كليا اليس هذا العمل ناتج من تغير قناعاتهم الشخصية بجدوى اعمالهم السابقة ، فاذا كان هذا حال علماء كبار كنيوتن فليس من الغرابة ان نضع القراءة او الدراسة ايضا تحت السؤال و المحاكمة ؟! واقعا قد يصل الكثير خاصة في اواخر حياتهم الى انهم اضاعوا حياتهم في اشياء لم تكن بتلك الاهمية و الفائدة التي كانوا يتصورونها ، مثلا عالم نحو قضى حياته كلها في الاعراب و البحث عن اماكن الحركات و الحروف ناسيا الاستمتاع بمعاني تلك الكلمات .
عودة للتقنية لا شك ان فيها اضرارا و لكن الم تصبح التقنية مجرد شماعة نعلق عليها كل اسباب فشلنا، السنا نبالغ عندما نقول ان فيسبوك و واتساب تسببت في عدم التواصل الحقيقي بين الاصدقاء و المعارف ؟ نحن من الاصل مشغولون في الحياة مع الوظيفة و الاولاد ، و صلة الرحم هي من اصلها قليلة حتى قبل ان يوجد الفيسبوك ، على الاقل الان نرى تواصلا و لو بالرسائل و التحديثات عن اصدقائنا و معارفنا الذين لا نراهم الا في كل سنة مرة .
و اضاعة الوقت فدائما نردد ان الانترنت و الفيسبوك و غيره مضيعة للوقت و لكن لو نكون واقعيين مع انفسنا اغلبنا لو ترك الانترنت لن يستعيض عنها بقراءة الكتب و لكن ربما سيشاهد التلفاز او يلعب بلايستيشن او يجلس على عتبة الدار يراقب المارة !
في النهاية وجهة نظري معروفة حيال التقنية من خلال كتابات سابقة و لكن تساؤلي فعلا عن هذه الانشطة المهمة جدا التي سيقوم بها امثال "ميلر" بحيث انها مهمة جدا لدرجة ان دخول ساعتين للانترنت يوميا يعتبر مضيعة للوقت ، اليس تسديد الفواتير في البنك تضييع للوقت عندما يمكنك ان تسدد فواتيرك خلال دقيقة من بيتك باستخدام الحاسب او الموبايل !؟
دمتم بود ،
طبعا العنوان غريب و مكتوب لكي يجذب اكبر عدد من القراء و هو ليس لي في حقيقة الامر ، و لكن العنوان هو مجرد ترجمة عربية لعنوان مقالة كتبها احدهم يدعي فيها انه سيتوقف عن القراءة مدة سنة كاملة. في هذه المقالة يتهكم الكاتب على مقالة كتبت تغريدة عنها تحكي عن انقطاع احد محرري التقنية المشهورين عن الانترنت لمدة سنة كاملة . لماذا اختار القراءة بالذات ؟ لانه اولا كما قلنا مجرد محاولة جذب لاكبر عدد من القراء فالكل يريد ان يعرف ما هي فوائد ترك القراءة مدة سنة ؟ ثانيا يريد الكاتب ان يطرح تساؤلا عن جدوى القراءة و هل هي فعلا الطريق الامثل للاستفادة من الوقت كما نتصور ؟
ايضا كنت قد كتبت مقالة بعنوان الانتحار المعلوماتي سابقا و كيف ان كتابا يختفون من الانترنت و ربما يأخذون معهم نتاجهم ، طبعا هذه المرة المسألة ليست انتحارا فميلر فقط سينقطع عن الانترنت مدة سنة و لكن نتاجه موجود و ينوي العودة له . المقالتان و خاصة الاولى اثارت ردود فعل واسعة في مواقع التقنية ربما لان كاتب الاولى مشهور جدا و ايضا قدم مقالة مفصلة عما ينوي فعله لو ترك الانترنت و كيف سيعيش بدونها . طبعا مسألة ترك الانترنت او اي تقنية اخرى قل مثلا المنتديات ، الشات ، فيسبوك..الخ ليست جديدة فهي قديمة و بين كل فترة و اخرى نقرا مقالة بترك احدهم لاحد الاشياء مثلا هناك مبرمجون يكتبون عن تركهم للغات برمجة بقوا فيها سنوات ، او تركهم لنظام تشغيل معين ، لكن الشيء الملاحظ ان هذه النوعية من الانقطاعات و الترك ازدادت حدتها مع ظهور الويب 2 بالتحديد و بلغت ذروتها الان بعد ان انتقلت الانترنت الى الموبايل . الشيء الاكيد هو ان الويب 2 و الموبايل تزيد من الادمان بشكل مخيف ما يجعل البعض يعلن وقفة تحد امامها . الويب 2 بالنسبة لي – و لا آبه للتعريفات اللماعة المختلفة- هي ظاهرة المشاركة و ان يكون المحتوى مصنوعا من قبل زوار عاديين و ليس من قبل كتاب او شركات و هذا ما تقوم عليه مواقع الويب 2 مثل ستامبل ، تويتر ، فيسبوك ، جوجل بلس ، انستاجرام ..الخ
الان نرجع الى صلب الموضوع هل الانقطاع عن الانترنت شيء جيد ؟ ماذا سيكسب من يترك الانترنت و ماذا سيخسر ؟ اذا كانت هذه التقنية صنعت لتسهيل حياتنا فلماذا ننظر اليها نظرة سلبية ؟ لنأخذ بعض النقاط التي اثارها المعقبون على المقالة الاصلية :
1- توجد اضرار صحية ( ضعف النظر ، السمنة ، الام الظهر و المفاصل ..الخ)
2- الادمان يعتبر اضاعة للوقت (اكثر نقطة تم الاشارة اليها)
3- ضعف العلاقات الاجتماعية الواقعية و التسبب بالانطواء في احيان كثيرة.
4- بالنسبة لنا كمجتمع مسلم يمكن اضافة نقطة مهمة و هي المحتوى الفاسد سواء الجنسي او الفكري.
في الجهة المقابلة تم رد هذه النقاط و غيرها بالاشارة الى الاعتدال و الوسطية كحل رئيسي اول و اما ما يخص النقاط في حد ذاتها فتم ذكر تمارين و عادات صحية لتخفيف الاضرار الصحية الى نسبة بسيطة . و اما اضاعة الوقت فتم ردها بطريقين الاول : انها مسؤولية الشخص نفسه في ان يجعل من اوقاته على الانترنت مفيدة و ليست مجرد مضيعة للوقت فهذا ليس ذنب التقنية ، و الثاني : ان ترك الانترنت او اي تقنية لا يلزم الاستفادة من الوقت فمجرد التخلص من الانترنت في احسن الاحوال يعني انك تركت عادة مضيعة للوقت و لكن تبقى مرحلة اخرى هي الاستفادة الفعلية من الوقت و هذه النقطة بالذات شديدة الاهمية جدا جدا و لاجلها كتبت هذه المقالة فالسؤال المهم هنا ماذا ستفعل عندما تترك الامر الفلاني الا يعتبر مجرد الجلوس اضاعة للوقت ؟ النوم ، التمشية مع الاصدقاء ، قراءة الصحف ، مشاهدة التلفاز ، هذه ايضا و غيرها ممكن ان تعتبر مجرد مضيعة للوقت ، لهذا اختار كاتب المقالة الثانية ترك القراءة فهو يريد ان يطرح تساؤلا شجاعا ، هل مجرد القراءة تعتبر استفادة من الوقت ؟! عندما ننظر الى نوعية الكتب الاكثر مبيعا و الروايات و غيرها نجد ان القراءة ايضا قد تكون مضيعة للوقت هي بدورها ..
أليس ممكنا ان يكون من يجلس ساعات طويلة يتصفح الويكيبيديا و يشاهد الافلام الوثائقية على يوتيوب مستفيدا من وقته اكثر ممن يجلس ساعات يقرا قصصا او كتبا تجارية مثلا؟ اعتقد المسألة معقدة و في النهاية ترجع الى ماهية هذا الشيء المفيد فاذا كنا قد قلنا في مقالة الانتحار المعلوماتي ان بعض العلماء و الفنانين في اواخر حياتهم يتلفون نتاجهم او يغيرون مسار اهتمامهم كليا اليس هذا العمل ناتج من تغير قناعاتهم الشخصية بجدوى اعمالهم السابقة ، فاذا كان هذا حال علماء كبار كنيوتن فليس من الغرابة ان نضع القراءة او الدراسة ايضا تحت السؤال و المحاكمة ؟! واقعا قد يصل الكثير خاصة في اواخر حياتهم الى انهم اضاعوا حياتهم في اشياء لم تكن بتلك الاهمية و الفائدة التي كانوا يتصورونها ، مثلا عالم نحو قضى حياته كلها في الاعراب و البحث عن اماكن الحركات و الحروف ناسيا الاستمتاع بمعاني تلك الكلمات .
عودة للتقنية لا شك ان فيها اضرارا و لكن الم تصبح التقنية مجرد شماعة نعلق عليها كل اسباب فشلنا، السنا نبالغ عندما نقول ان فيسبوك و واتساب تسببت في عدم التواصل الحقيقي بين الاصدقاء و المعارف ؟ نحن من الاصل مشغولون في الحياة مع الوظيفة و الاولاد ، و صلة الرحم هي من اصلها قليلة حتى قبل ان يوجد الفيسبوك ، على الاقل الان نرى تواصلا و لو بالرسائل و التحديثات عن اصدقائنا و معارفنا الذين لا نراهم الا في كل سنة مرة .
و اضاعة الوقت فدائما نردد ان الانترنت و الفيسبوك و غيره مضيعة للوقت و لكن لو نكون واقعيين مع انفسنا اغلبنا لو ترك الانترنت لن يستعيض عنها بقراءة الكتب و لكن ربما سيشاهد التلفاز او يلعب بلايستيشن او يجلس على عتبة الدار يراقب المارة !
في النهاية وجهة نظري معروفة حيال التقنية من خلال كتابات سابقة و لكن تساؤلي فعلا عن هذه الانشطة المهمة جدا التي سيقوم بها امثال "ميلر" بحيث انها مهمة جدا لدرجة ان دخول ساعتين للانترنت يوميا يعتبر مضيعة للوقت ، اليس تسديد الفواتير في البنك تضييع للوقت عندما يمكنك ان تسدد فواتيرك خلال دقيقة من بيتك باستخدام الحاسب او الموبايل !؟
دمتم بود ،