لماذا أعجبت بـ ويتجنشتاين ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
البارحة قرات كتيبا صغيرا يحوي مختصر حياة لودويج ويتجنشتاين و بعض مقولاته. بداية و بصراحة المترجم حائز على درجة الدكتوراة و مع ذلك ذوقه متوسط في اختيار المقولات و ترجمته مضطربة لدرجة ان بعض المقولات لا يمكن فهمها حتى مع اطالة التفكر . المشكلة انه يترجم عن الالمانية و الا ربما استطعت ان افهم المعنى من خلال النص الاصلي . لا احاول ان اقول ان المترجم لا يستحق درجة الدكتوراة او انه يترجم نصوصا لا يفهمها و انما اشير الى صعوبة هذه العملية خاصة عندما تكون النصوص فلسفية فهي فعلا تحتاج الى تأمل طويل لاختيار الترجمة الاقرب ( و لا اقول الصحيحة).
حقيقة لا ادعي الاطلاع الشامل على النتاج الفكري لهذا الفيلسوف ، و لكن من خلال القليل الذي قراته واقعا اعجبت بافكاره و خصوصا المواضيع التي اختار ان يبحثها مثل المنطق و اللغة و قد ذكرت شيئا من افكاره في مقالة البرمجة و الفلسفة . اما الان فقد اعجبت به ايضا كشخص لعدة نقاط اذكر منها على سبيل المثال :
انه رجل يتحلى بالكرم الوفير فقد ورث ثروة كبيرة بعد وفاة ابيه ايام شبابه فقام بتوزيعها على مفكرين و علماء في زمانه. و بما ان المقالة السابقة تكلمت فيها عن الكرم و بما انه رجل غربي و لم نعهد الكرم عندهم فقد اعجبت بهذه الخصلة كثيرا.
انه رجل يتحلى بالشجاعة ، فقد شارك في الحرب العالمية و ترقى في مراتب الجند و حاز على ميداليات لقاء شجاعاته و تضحياته و الجميل انه كان يواصل عمله في الكتابة الفكرية حتى في تلك الظروف الصعبة .
انه رجل جامع (او كما نقول علامة) فقد درس الهندسة (بعد ان عدل عن الفيزياء) و تعمق في هندسة الطائرات و ساهم باختراعاته في صنع طائرة مروحية . و في تلك الفترة بدا يهوى الرياضيات شيئا فشيئا. و قد احتار في ان يواصل الفلسفة او الطيران و لكنه اختار الفلسفة باشارة من برتراند راسل ، و قبل ان يصل الى الخامسة و العشرين وفق لاكتشافات جديدة في المنطق. بعد الحرب قرر ان يصبح معلما فدرس دورة في التربية و التعليم ثم اصبح مدرسا في احدى القرى . و بمساعدة طلابه قام بكتابة قاموس و لكنه سرعان ما ترك التدريس بعد بعض المشاكل و بدا العمل كبستاني في احدى الحدائق بفيينا ! ثم قام بالمشاركة في بناء بيت اخته كمهندس معماري ، بعد كل هذا حصل على الدكتوراة من كمبريدج و بدا يحاضر في جامعة ترينيتي . و هكذا تمر السنوات و ينشر العديد من الابحاث و الكتب الى ان تنتهي فترة البحث المدفوعة التي قدمتها له الجامعة فيبقى فترة بدون دخل ثابت حينها يبدا دراسة الطب و يفتح عيادة مشتركة ! في العام 1939 يحصل على كرسي استاذ الفلسفة في جامعة كمبريدج و يتحصل على الجنسية البريطانية …الخ.
لا اعلم كم درسا يمكن ان يستفاد من هذه القطعة فقط ! لكن واقعا نقطة انتقاله الى العمل كبستاني و هو بكل تلك المؤهلات شيء عجيب فالامر ليس سهلا كما يبدو لكنه ربما راى فيها فرصة للتوقف قليلا و التأمل في افكاره و نظرياته، و الذي يجعلني اقارن هذا مع وضعنا الحالي في الاستمرار على وظيفة معينة خوف التغيير و خوف نظرة المجتمع الذي يعمل بمقولة "خلك على مجنونك لا يجيك الي اجن منه !"، فالحياة عندنا مجرد دخل ثابت من وظيفة رتيبة كي نعيش و نختم هذه المسيرة العظيمة بتملك منزل العمر !
و نختم بمقولات مختارة قليلة :
لا توجد عاطفة في الحكمة ، و لكن الايمان في الجهة المقابلة هو ما يسميه كيركغارد عاطفة.
فقط من خلال التفكير بجنون اكثر من الفلاسفة يمكنك ان تحل مسائلهم .
الفلسفة تشبه محاولة فتح خزنة من خلال تركيبة ارقام : كل حركة لرقم يظهر انها لا تحقق شيئا ، فقط عندما تصبح كل الاشياء في اماكنها سيفتح الباب.
الفيلسوف الذي لا يشارك في الحوارات كالملاكم الذي لا يدخل الحلبة !
لا شيء اصعب من عدم خداع النفس !
النواحي الاهم في الاشياء مخفية علينا و ذلك لبساطتها و مألوفيتها . (الانسان لا يلاحظ بعض الاشياء لانه دائما يراها امامه).
ما الذي نستفيده من التعريف ؟! غير الحصول على مصطلحات اخرى تحتاج الى تعريف ؟!
ما لا يمكن تخيله لا يمكن الكلام عنه حتى !
بحق ان الوعي هو صوت الله (عز و جل )
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
البارحة قرات كتيبا صغيرا يحوي مختصر حياة لودويج ويتجنشتاين و بعض مقولاته. بداية و بصراحة المترجم حائز على درجة الدكتوراة و مع ذلك ذوقه متوسط في اختيار المقولات و ترجمته مضطربة لدرجة ان بعض المقولات لا يمكن فهمها حتى مع اطالة التفكر . المشكلة انه يترجم عن الالمانية و الا ربما استطعت ان افهم المعنى من خلال النص الاصلي . لا احاول ان اقول ان المترجم لا يستحق درجة الدكتوراة او انه يترجم نصوصا لا يفهمها و انما اشير الى صعوبة هذه العملية خاصة عندما تكون النصوص فلسفية فهي فعلا تحتاج الى تأمل طويل لاختيار الترجمة الاقرب ( و لا اقول الصحيحة).
حقيقة لا ادعي الاطلاع الشامل على النتاج الفكري لهذا الفيلسوف ، و لكن من خلال القليل الذي قراته واقعا اعجبت بافكاره و خصوصا المواضيع التي اختار ان يبحثها مثل المنطق و اللغة و قد ذكرت شيئا من افكاره في مقالة البرمجة و الفلسفة . اما الان فقد اعجبت به ايضا كشخص لعدة نقاط اذكر منها على سبيل المثال :
انه رجل يتحلى بالكرم الوفير فقد ورث ثروة كبيرة بعد وفاة ابيه ايام شبابه فقام بتوزيعها على مفكرين و علماء في زمانه. و بما ان المقالة السابقة تكلمت فيها عن الكرم و بما انه رجل غربي و لم نعهد الكرم عندهم فقد اعجبت بهذه الخصلة كثيرا.
انه رجل يتحلى بالشجاعة ، فقد شارك في الحرب العالمية و ترقى في مراتب الجند و حاز على ميداليات لقاء شجاعاته و تضحياته و الجميل انه كان يواصل عمله في الكتابة الفكرية حتى في تلك الظروف الصعبة .
انه رجل جامع (او كما نقول علامة) فقد درس الهندسة (بعد ان عدل عن الفيزياء) و تعمق في هندسة الطائرات و ساهم باختراعاته في صنع طائرة مروحية . و في تلك الفترة بدا يهوى الرياضيات شيئا فشيئا. و قد احتار في ان يواصل الفلسفة او الطيران و لكنه اختار الفلسفة باشارة من برتراند راسل ، و قبل ان يصل الى الخامسة و العشرين وفق لاكتشافات جديدة في المنطق. بعد الحرب قرر ان يصبح معلما فدرس دورة في التربية و التعليم ثم اصبح مدرسا في احدى القرى . و بمساعدة طلابه قام بكتابة قاموس و لكنه سرعان ما ترك التدريس بعد بعض المشاكل و بدا العمل كبستاني في احدى الحدائق بفيينا ! ثم قام بالمشاركة في بناء بيت اخته كمهندس معماري ، بعد كل هذا حصل على الدكتوراة من كمبريدج و بدا يحاضر في جامعة ترينيتي . و هكذا تمر السنوات و ينشر العديد من الابحاث و الكتب الى ان تنتهي فترة البحث المدفوعة التي قدمتها له الجامعة فيبقى فترة بدون دخل ثابت حينها يبدا دراسة الطب و يفتح عيادة مشتركة ! في العام 1939 يحصل على كرسي استاذ الفلسفة في جامعة كمبريدج و يتحصل على الجنسية البريطانية …الخ.
لا اعلم كم درسا يمكن ان يستفاد من هذه القطعة فقط ! لكن واقعا نقطة انتقاله الى العمل كبستاني و هو بكل تلك المؤهلات شيء عجيب فالامر ليس سهلا كما يبدو لكنه ربما راى فيها فرصة للتوقف قليلا و التأمل في افكاره و نظرياته، و الذي يجعلني اقارن هذا مع وضعنا الحالي في الاستمرار على وظيفة معينة خوف التغيير و خوف نظرة المجتمع الذي يعمل بمقولة "خلك على مجنونك لا يجيك الي اجن منه !"، فالحياة عندنا مجرد دخل ثابت من وظيفة رتيبة كي نعيش و نختم هذه المسيرة العظيمة بتملك منزل العمر !
و نختم بمقولات مختارة قليلة :
لا توجد عاطفة في الحكمة ، و لكن الايمان في الجهة المقابلة هو ما يسميه كيركغارد عاطفة.
فقط من خلال التفكير بجنون اكثر من الفلاسفة يمكنك ان تحل مسائلهم .
الفلسفة تشبه محاولة فتح خزنة من خلال تركيبة ارقام : كل حركة لرقم يظهر انها لا تحقق شيئا ، فقط عندما تصبح كل الاشياء في اماكنها سيفتح الباب.
الفيلسوف الذي لا يشارك في الحوارات كالملاكم الذي لا يدخل الحلبة !
لا شيء اصعب من عدم خداع النفس !
النواحي الاهم في الاشياء مخفية علينا و ذلك لبساطتها و مألوفيتها . (الانسان لا يلاحظ بعض الاشياء لانه دائما يراها امامه).
ما الذي نستفيده من التعريف ؟! غير الحصول على مصطلحات اخرى تحتاج الى تعريف ؟!
ما لا يمكن تخيله لا يمكن الكلام عنه حتى !
بحق ان الوعي هو صوت الله (عز و جل )
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين