مدرسة الغابة التايلندية
بسم الله الرحمن الرحيم
في زماننا يمكن تقسيم البوذية الى ثلاثة أقسام رئيسة :
الماهيانا : و تنتشر في الصين و اليابان و منها مدرسة الزن المشهورة .
الثيرفادا : و تنتشر في الدول الجنوبية مثل تايلند و سريلنكا و ميانمار .
التبتية : قد يصنفها البعض تحت مظلة الماهيانا و لكنها تتميز بسمات مختلفة تفرقها عن المدارس الاخرى و "الديلاي لاما" ينتمي لها.
مدرسة الغابة التايلندية تنتمي للثيرفادا و الثيرفادا تعني طريق الكبار او السلف لهذا في هذا الجانب هم يشبهون السلفية عندنا. من يقرا تعاليم بوذا الاصلية ثم ينظر الى التعاليم المتداولة حاليا يعرف ان هناك اختلافا كبيرا بين التعاليم . هناك الكثير من الاشياء الدخيلة خصوصا بعد ان قام نكارجونا (الملقب ببوذا الثاني) و فاسوباندو بمحاولات انشاء نظام فلسفي بوذي . لا يمكن انكار عمق الطرح عندهم لدرجة ان الهندوسية التي كانت النظريات الروحية دائما تخرج من عندها تأثرت بهذه الفلسفة خصوصا ما يتعلق بفلسفة شانكارا و الذي قد يعتبر اهم فيلسوف هندوسي منذ زمنه الى وقتنا الراهن.
في بدايات القرن العشرين كان التوجه السائد في البوذية التايلندية هو الدراسة النظرية بحيث ان التركيز اصبح نظريا لدرجة ان الطلاب يتخرجون بمعرفة نظرية مفصلة و لكن بدون ان يمارسوا الجانب العملي و كان الاعتقاد السائد ان باب الوصول الى مرحلة التنوير مغلق. الامر اشبه بمسلم يقضي حياته في دراسة الجوانب النظرية من الاسلام فهو يعطيك محاضرات عن المستحبات و المكروهات و اسرار الصلاة و ما الى ذلك و لكن هو لا يمارس اي شيء من هذا الكلام عمليا . نتيجة لهذا التوجه نشأت حركة مضادة للدراسة النظرية بقيادة "اجا مان" و استاذه "اجا ساو" و قوام هذه الحركة التركيز على الجانب العملي و تهميش دور الدراسة النظرية. لذلك قام اجا مان و اتباعه بالسياحة في الغابات و المناطق النائية كما كان يفعل بوذا حيث كانوا يقطعون مسافات طويلة مشيا على الاقدام في غابات موحشة حيث توجد انواع الافاعي السامة و النمور و يعيشون في الكهوف و يبيتون في المقابر.
و في حوالي منتصف القرن العشرين قام "اجاشا" تلميذ اجامان بقبول اول راهب غربي عنده و مع مرور الزمن وفد الكثير من الغربيين للدراسة عنده و يعتبر "اجان سوميدو" اهم تلميذ غربي عند اجاشا فقد قام هذا التلميذ بجهود جبارة في نشر البوذية الى الدول الغربية و اشرف على انشاء و ادارة معابد بوذية فيها . و في وقتنا الراهن تستقطب هذه المدرسة المهتمين بالدراسة العملية للبوذية و تستقبل الزوار لفترات مؤقتة "موسم الامطار" او فترات دائمة على حسب الرغبة.
اما بالنسبة للطقوس اليومية فالروتين عندهم هو الاستيقاظ المبكر و تنويع التأمل بين التأمل جلوسا و مشيا ( يدعون انها طريقة بوذا في التأمل) و يذهبون الى القرية لطلب الاكل حيث يبررون هذه العملية بأن المزارع يقدم الغذاء المادي و الراهب يقدم له بالمقابل الغذاء المعنوي او البركة و من جهة اخرى يريدون الا ينقطع الراهب عن المجتمع كليا بل يبقى محتاجا اليه . و يأكلون وجبة واحدة و لا يأكلون ليلا. هذه المدرسة تعتبر مدرسة محافظة و مبالغة في التقشف حيث لا يسمح للرهبان بتملك المال و لا يملكون الا حاجيات بسيطة كثوبين و وعاء للطعام . و لا بأس بذكر التعاليم العشرة التي يجب الالتزام بها :
1- الامتناع عن قتل المخلوقات الحية.
2- الامتناع عن السرقة.
3- الامتناع عن كل ما يخل بالعفة من شهوة و جنس .
4- الامتناع عن قول اي كلام غير صحيح .
5- الامتناع عن كل المسكرات.
6- الامتناع عن تناول الاكل في غير الاوقات المسموحة.
7- الامتناع عن الغناء ، الرقص ، الموسيقى او حضور المسرحيات و ما شاكل.
8- الامتناع عن مساحيق التجميل و العطور.
9- الامتناع عن الجلوس على الكراسي المرتفعة و النوم على الاسرة المرفهة .
10- الامتناع عن قبول المال .
اشرنا الى ان هذه المدرسة تقلل من قيمة الدراسة الاكاديمية و الابحاث الفلسفية و تبحث عن معرفة حضورية لذلك تجد ان اغلب محاضرات اعلام هذه المدرسة كآجاشا لا تشمل ابحاثا فلسفية عميقة و انما تعاليم عملية مبسطة و مباشرة. هذه التعاليم و ان كانت بسيطة الا انها خلاصة تعاليم بوذا الاساسية و تستخدم المباشرة في ايصال المعنى بدلا من الاطالة الفلسفية . و قد وجدت انهم يستخدمون اسلوب التشبيه و المقارنة في احيان كثيرة للوصول الى المعنى المطلوب فمن التشبيهات المشهورة تشبيه العقل بالقرد الذي لا يكاد يستقر جالسا بل دأبه القفز من شجرة الى اخرى . احيانا تكون التعليمات صادمة و غير متوقعة ففي احدى محاضراته عن عدم الانغماس في الشهوات يشير آجاشا الى حقيقة الشيء الذي يثيرنا و نطمح له او نطمح لتملكه فيبدا بذكر عيوب بعض الاشياء مثلا جسم الانسان من حيث التعرق و الاخراج و ما الى ذلك و يتساءل كم كنا لنفرح عندما ترسل لنا الحبيبة رسالة فيها من الكلام الغزلي المحرك للشهوة و لكن ماذا لو ارسلت لنا رسالة لا تحتوي الا على عذرتها في الظرف ! ليس مثيرا جدا الان ها؟!
و لكن بعيدا عن المحاضرات و التي يعتبرونها ايضا نوعا من انواع الدراسة النظرية هناك تركيز على التعلم العملي فقد يمارس المعلم انشطة شاقة لجعل التلاميذ يصلون الى حدودهم القصوى في التحمل و الصبر . مثلا قد يبدا المعلم معهم مشروعا لا معنى له اساسا او لا جدوى ظاهرة منه و لكن المغزى هو حصول حالة تعايش و رضا و قبول للحياة كما هي لا كما نريدها نحن . و يذكر احد طلاب آجاشا انه كنا نسير انا و هو في الطريق اذ وجدنا جذع شجرة في وسط الطريق فقال لي هيا ساعدني لكي نزيحها و عندما رفعتها معه سألني ثقيلة ؟! قلت ثقيلة حقا ! و بعد ان رميناها عند جانب الطريق قال ليست ثقيلة الان! فبمثل هذه التلميحات الذكية يستغنى آجاشا عمليا عن المحاضرات المطولة و يوصل المعنى بأيسر الطرق حيث ان الطالب فهم و بطريقة لا ينساها ابدا اننا مثقلون فقط عندما نعيش و الهموم الفكرية معنا دائما تثقل العقل ( سواء ذكريات و الام الماضي او التطلعات و القلق المستقبلي ) و لن نعرف الخفة و السلام الا عندما نتوقف عن حمل هذه الهموم معنا في كل مكان و زمان و نرمي بها جانبا .
جوهر طقوس هذه المدرسة هو التأمل لساعات طويلة في اماكن نائية و تنويع التأمل بين الجلوس و المشي . اما التأمل جلوسا فهو المعروف عند اغلب المدارس الاخرى حيث يجلس الراهب جلسة اللوتس المشهورة او اي جلسة اخرى بشرط ان يكون الظهر منتصبا و الجسم في حالة سكون تام ثم يبدا بالتركيز على النفس في شهيقه و زفيره و هكذا يعود للنفس كلما فقد التركيز . و احيانا يستخدمون كلمة "بودهو" حيث نبدا ببود في الشهيق و ننتهي بهو في الزفير . اما تأمل المشي فتكون الخطوات هي محل التركيز الذهني حيث يستشعر كل خطوة "يمين يسار يمين يسار يمين يسار" و هكذا الى ان يقف و يعاود الكرة راجعا و عادة تكون المسافة قصيرة .
نختم كما العادة باقتباسات من كلام آجاشا :
" السلام يوجد في نفس المكان الذي يوجد به التوتر و الألم . انه لا يتحصل من معلم و ليس موجودا في الغابة او على مرتفع ما. اينما تعيش الالم هناك ايضا يمكن ان تجد الخلاص من الالم . محاولة الهروب من الالم في الواقع ركض باتجاهه . "
" هذه الايام الناس لا تبحث عن الحقيقة . انهم يدرسون لكي يديروا معيشتهم و يربوا ابنائهم و يعتنوا بانفسهم هذا كل ما في الامر . عندهم ان تكون ذكيا خير من ان تكون حكيما . "
" القلب هو الكتاب الوحيد الجدير بالقراءة "
" انت معلم نفسك . البحث عن المعلمين لن ينهي الشك . ابحث في نفسك عن الحقيقة – باطنا لا خارجا - . معرفة نفسك هي الاهم . "
"مارس كل شيء بعقل غير متعلق . لا تقبل المدح و الربح أو اي شيء . اذا تركت التعلق قليلا ستتحصل على القليل من السلام ، اذا تركت التعلق كثيرا ستتحصل على الكثير من السلام ، اذا تركت التعلق كليا ستتحصل على السلام كاملا ."
"اهتم و حافظ على قيمك كما يهتم البستاني بالنباتات ."
"لو اعطيت موزة كبيرة صفراء حلوة المذاق و لكنها سامة هل كنت ستأكلها ؟ اغلب الناس سيأكلونها ! هم يعلمون بأن الرغبات مسمومة و لكنهم يأكلونها على اية حال"
و قل الحمد لله ،
في زماننا يمكن تقسيم البوذية الى ثلاثة أقسام رئيسة :
الماهيانا : و تنتشر في الصين و اليابان و منها مدرسة الزن المشهورة .
الثيرفادا : و تنتشر في الدول الجنوبية مثل تايلند و سريلنكا و ميانمار .
التبتية : قد يصنفها البعض تحت مظلة الماهيانا و لكنها تتميز بسمات مختلفة تفرقها عن المدارس الاخرى و "الديلاي لاما" ينتمي لها.
مدرسة الغابة التايلندية تنتمي للثيرفادا و الثيرفادا تعني طريق الكبار او السلف لهذا في هذا الجانب هم يشبهون السلفية عندنا. من يقرا تعاليم بوذا الاصلية ثم ينظر الى التعاليم المتداولة حاليا يعرف ان هناك اختلافا كبيرا بين التعاليم . هناك الكثير من الاشياء الدخيلة خصوصا بعد ان قام نكارجونا (الملقب ببوذا الثاني) و فاسوباندو بمحاولات انشاء نظام فلسفي بوذي . لا يمكن انكار عمق الطرح عندهم لدرجة ان الهندوسية التي كانت النظريات الروحية دائما تخرج من عندها تأثرت بهذه الفلسفة خصوصا ما يتعلق بفلسفة شانكارا و الذي قد يعتبر اهم فيلسوف هندوسي منذ زمنه الى وقتنا الراهن.
في بدايات القرن العشرين كان التوجه السائد في البوذية التايلندية هو الدراسة النظرية بحيث ان التركيز اصبح نظريا لدرجة ان الطلاب يتخرجون بمعرفة نظرية مفصلة و لكن بدون ان يمارسوا الجانب العملي و كان الاعتقاد السائد ان باب الوصول الى مرحلة التنوير مغلق. الامر اشبه بمسلم يقضي حياته في دراسة الجوانب النظرية من الاسلام فهو يعطيك محاضرات عن المستحبات و المكروهات و اسرار الصلاة و ما الى ذلك و لكن هو لا يمارس اي شيء من هذا الكلام عمليا . نتيجة لهذا التوجه نشأت حركة مضادة للدراسة النظرية بقيادة "اجا مان" و استاذه "اجا ساو" و قوام هذه الحركة التركيز على الجانب العملي و تهميش دور الدراسة النظرية. لذلك قام اجا مان و اتباعه بالسياحة في الغابات و المناطق النائية كما كان يفعل بوذا حيث كانوا يقطعون مسافات طويلة مشيا على الاقدام في غابات موحشة حيث توجد انواع الافاعي السامة و النمور و يعيشون في الكهوف و يبيتون في المقابر.
و في حوالي منتصف القرن العشرين قام "اجاشا" تلميذ اجامان بقبول اول راهب غربي عنده و مع مرور الزمن وفد الكثير من الغربيين للدراسة عنده و يعتبر "اجان سوميدو" اهم تلميذ غربي عند اجاشا فقد قام هذا التلميذ بجهود جبارة في نشر البوذية الى الدول الغربية و اشرف على انشاء و ادارة معابد بوذية فيها . و في وقتنا الراهن تستقطب هذه المدرسة المهتمين بالدراسة العملية للبوذية و تستقبل الزوار لفترات مؤقتة "موسم الامطار" او فترات دائمة على حسب الرغبة.
اما بالنسبة للطقوس اليومية فالروتين عندهم هو الاستيقاظ المبكر و تنويع التأمل بين التأمل جلوسا و مشيا ( يدعون انها طريقة بوذا في التأمل) و يذهبون الى القرية لطلب الاكل حيث يبررون هذه العملية بأن المزارع يقدم الغذاء المادي و الراهب يقدم له بالمقابل الغذاء المعنوي او البركة و من جهة اخرى يريدون الا ينقطع الراهب عن المجتمع كليا بل يبقى محتاجا اليه . و يأكلون وجبة واحدة و لا يأكلون ليلا. هذه المدرسة تعتبر مدرسة محافظة و مبالغة في التقشف حيث لا يسمح للرهبان بتملك المال و لا يملكون الا حاجيات بسيطة كثوبين و وعاء للطعام . و لا بأس بذكر التعاليم العشرة التي يجب الالتزام بها :
1- الامتناع عن قتل المخلوقات الحية.
2- الامتناع عن السرقة.
3- الامتناع عن كل ما يخل بالعفة من شهوة و جنس .
4- الامتناع عن قول اي كلام غير صحيح .
5- الامتناع عن كل المسكرات.
6- الامتناع عن تناول الاكل في غير الاوقات المسموحة.
7- الامتناع عن الغناء ، الرقص ، الموسيقى او حضور المسرحيات و ما شاكل.
8- الامتناع عن مساحيق التجميل و العطور.
9- الامتناع عن الجلوس على الكراسي المرتفعة و النوم على الاسرة المرفهة .
10- الامتناع عن قبول المال .
اشرنا الى ان هذه المدرسة تقلل من قيمة الدراسة الاكاديمية و الابحاث الفلسفية و تبحث عن معرفة حضورية لذلك تجد ان اغلب محاضرات اعلام هذه المدرسة كآجاشا لا تشمل ابحاثا فلسفية عميقة و انما تعاليم عملية مبسطة و مباشرة. هذه التعاليم و ان كانت بسيطة الا انها خلاصة تعاليم بوذا الاساسية و تستخدم المباشرة في ايصال المعنى بدلا من الاطالة الفلسفية . و قد وجدت انهم يستخدمون اسلوب التشبيه و المقارنة في احيان كثيرة للوصول الى المعنى المطلوب فمن التشبيهات المشهورة تشبيه العقل بالقرد الذي لا يكاد يستقر جالسا بل دأبه القفز من شجرة الى اخرى . احيانا تكون التعليمات صادمة و غير متوقعة ففي احدى محاضراته عن عدم الانغماس في الشهوات يشير آجاشا الى حقيقة الشيء الذي يثيرنا و نطمح له او نطمح لتملكه فيبدا بذكر عيوب بعض الاشياء مثلا جسم الانسان من حيث التعرق و الاخراج و ما الى ذلك و يتساءل كم كنا لنفرح عندما ترسل لنا الحبيبة رسالة فيها من الكلام الغزلي المحرك للشهوة و لكن ماذا لو ارسلت لنا رسالة لا تحتوي الا على عذرتها في الظرف ! ليس مثيرا جدا الان ها؟!
و لكن بعيدا عن المحاضرات و التي يعتبرونها ايضا نوعا من انواع الدراسة النظرية هناك تركيز على التعلم العملي فقد يمارس المعلم انشطة شاقة لجعل التلاميذ يصلون الى حدودهم القصوى في التحمل و الصبر . مثلا قد يبدا المعلم معهم مشروعا لا معنى له اساسا او لا جدوى ظاهرة منه و لكن المغزى هو حصول حالة تعايش و رضا و قبول للحياة كما هي لا كما نريدها نحن . و يذكر احد طلاب آجاشا انه كنا نسير انا و هو في الطريق اذ وجدنا جذع شجرة في وسط الطريق فقال لي هيا ساعدني لكي نزيحها و عندما رفعتها معه سألني ثقيلة ؟! قلت ثقيلة حقا ! و بعد ان رميناها عند جانب الطريق قال ليست ثقيلة الان! فبمثل هذه التلميحات الذكية يستغنى آجاشا عمليا عن المحاضرات المطولة و يوصل المعنى بأيسر الطرق حيث ان الطالب فهم و بطريقة لا ينساها ابدا اننا مثقلون فقط عندما نعيش و الهموم الفكرية معنا دائما تثقل العقل ( سواء ذكريات و الام الماضي او التطلعات و القلق المستقبلي ) و لن نعرف الخفة و السلام الا عندما نتوقف عن حمل هذه الهموم معنا في كل مكان و زمان و نرمي بها جانبا .
جوهر طقوس هذه المدرسة هو التأمل لساعات طويلة في اماكن نائية و تنويع التأمل بين الجلوس و المشي . اما التأمل جلوسا فهو المعروف عند اغلب المدارس الاخرى حيث يجلس الراهب جلسة اللوتس المشهورة او اي جلسة اخرى بشرط ان يكون الظهر منتصبا و الجسم في حالة سكون تام ثم يبدا بالتركيز على النفس في شهيقه و زفيره و هكذا يعود للنفس كلما فقد التركيز . و احيانا يستخدمون كلمة "بودهو" حيث نبدا ببود في الشهيق و ننتهي بهو في الزفير . اما تأمل المشي فتكون الخطوات هي محل التركيز الذهني حيث يستشعر كل خطوة "يمين يسار يمين يسار يمين يسار" و هكذا الى ان يقف و يعاود الكرة راجعا و عادة تكون المسافة قصيرة .
نختم كما العادة باقتباسات من كلام آجاشا :
" السلام يوجد في نفس المكان الذي يوجد به التوتر و الألم . انه لا يتحصل من معلم و ليس موجودا في الغابة او على مرتفع ما. اينما تعيش الالم هناك ايضا يمكن ان تجد الخلاص من الالم . محاولة الهروب من الالم في الواقع ركض باتجاهه . "
" هذه الايام الناس لا تبحث عن الحقيقة . انهم يدرسون لكي يديروا معيشتهم و يربوا ابنائهم و يعتنوا بانفسهم هذا كل ما في الامر . عندهم ان تكون ذكيا خير من ان تكون حكيما . "
" القلب هو الكتاب الوحيد الجدير بالقراءة "
" انت معلم نفسك . البحث عن المعلمين لن ينهي الشك . ابحث في نفسك عن الحقيقة – باطنا لا خارجا - . معرفة نفسك هي الاهم . "
"مارس كل شيء بعقل غير متعلق . لا تقبل المدح و الربح أو اي شيء . اذا تركت التعلق قليلا ستتحصل على القليل من السلام ، اذا تركت التعلق كثيرا ستتحصل على الكثير من السلام ، اذا تركت التعلق كليا ستتحصل على السلام كاملا ."
"اهتم و حافظ على قيمك كما يهتم البستاني بالنباتات ."
"لو اعطيت موزة كبيرة صفراء حلوة المذاق و لكنها سامة هل كنت ستأكلها ؟ اغلب الناس سيأكلونها ! هم يعلمون بأن الرغبات مسمومة و لكنهم يأكلونها على اية حال"
و قل الحمد لله ،