قاهر الوسواس
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عبد الله بن سنان قال : ذكرت لابي عبدالله عليه السلام رجلا مبتلى بالوضوء و الصلاة و قلت هو رجل عاقل . فقال ابوعبدالله عليه السلام : و اي عقل له و هو يطيع الشيطان ؟ فقلت له : و كيف يطيع الشيطان ؟ فقال : سله هذا الذي يأتيه من اي شيء هو ؟ فانه يقول لك : من عمل الشيطان .
قد يعاني البعض منا و لو لفترات من حياته نوعا من انواع الوسواس و قد تصل الحالة الى مراحل خطيرة جدا تفسد على الانسان دينه و دنياه . هذه بعض الادوات و الملاحظات و الحلول العملية لتجاوز هذه المحنة مع ملاحظة ان المخاطب هو الذي يعاني الحالة النفسية الجامعة لـ : الوسواسي ، كثير الشك و فاقد الاطمئنان فلسنا هنا نتعامل معها بناء على تعريفاتها اللغوية او الفقهية :
- وجوب التوكل على الله و الابتهال اليه رجاء ان يخرجه من ظلمات الوسواس و القلق الى نور الاطمئنان و السلام ، و ذلك يكتمل بأن يبرأ من حوله و قوته .
- لا يمكن حل المشكلة اذا لم نعترف بأن هناك مشكلة أعني ان يكون صريحا مع نفسه و يدع اي مبررات اخرى مثلا ان هذه الاعمال انما هي احتياط للدين و ما الى ذلك . فلو كانت هذه الاعمال فعلا مطلوبة لحصل له كما يقال عند اهل المعنى "حال" و لكن الواقع ان هذه الاعمال لا تجلب احوالا و لا تورث طمأنينة بل تنفر الانسان من العبادات و تجعلها هما و قلقا .
- يجب ان ندرك ان هذه معركة و قد تستغرق وقتا طويلا و ذلك يختلف بحسب همة الشخص و فترة الوسواس و غير ذلك من العوامل المؤثرة .
- الاستعانة بالاذكار النافعة في هذا الباب و من باب المثال لا الحصر خاصة قبل ان يباشر العمل العبادي :
-- الاكثار من قول لا اله الا الله.
-- توكلت على الحي الذي لا يموت و الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا.
-- أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين و اعوذ بالله ان يحضرون.
-- أعوذ بالله القويّ من الشيطان الغويّ، وأعوذ بمحمّد الرضي من شرّ ما قدّر وقضي، وأعوذ بإله الناس من شرّ الجنّة والناس اجمعين.
التفقه في الدين :
الكثير من الشك و الوسواس يكون عندما لا يعرف الانسان الحكم الشرعي في مسألة فيقوم بالاحتياط و اعادة القيام بالعمل . و لكنه لو علم الحكم لاستطاع ان يعمل بتكليفه و يترك الاحتياط مثلا في مسائل الصلاة و الوضوء و الغسل قد لا تكون هناك حاجة لاعادة العمل مثلا لو شك بعد الفراغ او ان شك شكا اثناء العمل و لكنه لا يبطل العمل و هذه المسائل مفصلة و تطلب في مظانها .
العقبة النفسية :
عندما يقوم الوسواسي بترك عمل وسواسي ما تأتيه حالة من القلق و التأنيب ان صح التعبير و يبدا بالتفكير و قد تستحوذ عليه الافكار الى ان يرجع و يقوم بالعمل مرة اخرى لكي يتخلص من هذا الهم . هذه تعتبر من اهم النقاط التي يجب ان نتعامل معها بصرامة فلو تركنا العمل بناء على انه وسواس و لكن بقينا نفكر في الموضوع فالفائدة هنا قليلة . المطلوب هو تجاهل كلي فلا يجب الانخراط في مناقشة النفس لان هذا يغذي الافكار و يقوي الوسواس بل المطلوب هو عدم الاهتمام بالوسواس مطلقا فمثلا لو لمس شيئا لا يدري هل هو طاهر ام نجس لا يجب ان يبدأ نقاشا مع نفسه بل بكل بساطة يبني على الطهارة و لا يلتفت للموضوع ابدا و لا يبحث عن مبررات مثلا انا لم المسه برطوبة او ما الى ذلك . في البداية ستكون العقبة النفسية متعبة و لكن مع الوقت و عدم الاهتمام تضعف هذه الحالة و تبدأ بالزوال خلال دقائق معدودة بدلا من ساعات طويلة .
اذا جاءت الانسان افكار ملحة و استحوذت على تفكيره فيستطيع التخلص منها بالانشغال بشيء آخر بدلا من محاولة طردها لانه كلما حاول طردها ازدادت قوة . و ليحاول ان يجد شيئا يشغله بقوة اي يستحوذ على تركيزه كي لا يعود للتفكير فيما يوسوس فيه و كلما جاءته فكرة وسواسية فقط يلاحظها على انها مجرد فكرة وسواسية و يعاود التركيز على عمله بدون ان يرتب على تلك الافكار اي اثر و لا ينجرف في متابعة الافكار.
التركيز :
التركيز ، الوعي ، الحضور ، الانتباه ، لا تهم التسمية المهم هو ان يكون الانسان منتبها لما يقوم به من اعمال اثناء تأديتها فذلك يقلل من الوسواس لان الاعمال اذا قمنا بها و العقل في مكان اخر يسهل ان يأتي الشيطان بالاسئلة المعتادة هل غسلت العضو الفلاني كاملا ؟ هل غسلت كذا ؟ هل ركعت ؟! كم ركعة صليت؟ ...الخ. لكن عندما يكون هناك انتباه فغسلة واحدة للعضو تكفي . و ينفع في هذا الباب تلقين النفس مثلا اثناء الغسل يخاطب نفسه عندما يغسل كل جزء من جسمه فيقول اغسل شعري ، وجهي ..الخ.
الطهارة :
اهم نقطة في هذا الباب هي ان كل شيء طاهر حتى تثبت نجاسته . و ثانيا انك لست ملزما بالتقصي و البحث عن طهارة الشيء . هكذا تسهل الامور و لا داعي للاحتياط لانه لا يفيد في ازالة العقبة النفسية بل نأخذ بالطهارة و نلامس الاشياء بدون وجل الى ان تزول العقبة النفسية بعد زمن . الحاصل هنا ان الوسواسي لديه منظور مغالط للقضية فهو يريد ان يتحقق من طهارة الاشياء فاصبح الاصل عنده النجاسة !
في التطهير بعد ان يتعلم طريقة التطهير الصحيحة يكتفي بالحد الادنى الذي يطهر به الشيء النجس فاذا انتبه انه يبالغ في التطهير يقطع التطهير و ينفع في تجاوز العقبة النفسية ان يسأل نفسه هل بقية الناس يطهرون اكثر من هكذا ؟
اذا المسألة تحتاج الى توكل على الله ثم معرفة و انضباط و علو همة ثم مع الوقت تبدا العقبات النفسية بالزوال شيئا فشيئا . و لا يصاب بالاحباط و اليأس عندما يرى انتكاسة بعد ايام من التحسن فنفسية الانسان لها دور و قد يأتي الشيطان ليستغل اوقات الضعف التي تحصل للانسان لاسباب مختلفة و لكن قال تعالى " انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا و ليس بضارهم شيئا الا باذن الله و على الله فليتوكل المتوكلون" ، فليتوكل و ليتصبر و لا يعمل ما يرضي الوسواس الى ان تنجلي هذه الفترة الزمنية.
دمتم في الرضا ،
عن عبد الله بن سنان قال : ذكرت لابي عبدالله عليه السلام رجلا مبتلى بالوضوء و الصلاة و قلت هو رجل عاقل . فقال ابوعبدالله عليه السلام : و اي عقل له و هو يطيع الشيطان ؟ فقلت له : و كيف يطيع الشيطان ؟ فقال : سله هذا الذي يأتيه من اي شيء هو ؟ فانه يقول لك : من عمل الشيطان .
قد يعاني البعض منا و لو لفترات من حياته نوعا من انواع الوسواس و قد تصل الحالة الى مراحل خطيرة جدا تفسد على الانسان دينه و دنياه . هذه بعض الادوات و الملاحظات و الحلول العملية لتجاوز هذه المحنة مع ملاحظة ان المخاطب هو الذي يعاني الحالة النفسية الجامعة لـ : الوسواسي ، كثير الشك و فاقد الاطمئنان فلسنا هنا نتعامل معها بناء على تعريفاتها اللغوية او الفقهية :
- وجوب التوكل على الله و الابتهال اليه رجاء ان يخرجه من ظلمات الوسواس و القلق الى نور الاطمئنان و السلام ، و ذلك يكتمل بأن يبرأ من حوله و قوته .
- لا يمكن حل المشكلة اذا لم نعترف بأن هناك مشكلة أعني ان يكون صريحا مع نفسه و يدع اي مبررات اخرى مثلا ان هذه الاعمال انما هي احتياط للدين و ما الى ذلك . فلو كانت هذه الاعمال فعلا مطلوبة لحصل له كما يقال عند اهل المعنى "حال" و لكن الواقع ان هذه الاعمال لا تجلب احوالا و لا تورث طمأنينة بل تنفر الانسان من العبادات و تجعلها هما و قلقا .
- يجب ان ندرك ان هذه معركة و قد تستغرق وقتا طويلا و ذلك يختلف بحسب همة الشخص و فترة الوسواس و غير ذلك من العوامل المؤثرة .
- الاستعانة بالاذكار النافعة في هذا الباب و من باب المثال لا الحصر خاصة قبل ان يباشر العمل العبادي :
-- الاكثار من قول لا اله الا الله.
-- توكلت على الحي الذي لا يموت و الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا.
-- أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين و اعوذ بالله ان يحضرون.
-- أعوذ بالله القويّ من الشيطان الغويّ، وأعوذ بمحمّد الرضي من شرّ ما قدّر وقضي، وأعوذ بإله الناس من شرّ الجنّة والناس اجمعين.
التفقه في الدين :
الكثير من الشك و الوسواس يكون عندما لا يعرف الانسان الحكم الشرعي في مسألة فيقوم بالاحتياط و اعادة القيام بالعمل . و لكنه لو علم الحكم لاستطاع ان يعمل بتكليفه و يترك الاحتياط مثلا في مسائل الصلاة و الوضوء و الغسل قد لا تكون هناك حاجة لاعادة العمل مثلا لو شك بعد الفراغ او ان شك شكا اثناء العمل و لكنه لا يبطل العمل و هذه المسائل مفصلة و تطلب في مظانها .
العقبة النفسية :
عندما يقوم الوسواسي بترك عمل وسواسي ما تأتيه حالة من القلق و التأنيب ان صح التعبير و يبدا بالتفكير و قد تستحوذ عليه الافكار الى ان يرجع و يقوم بالعمل مرة اخرى لكي يتخلص من هذا الهم . هذه تعتبر من اهم النقاط التي يجب ان نتعامل معها بصرامة فلو تركنا العمل بناء على انه وسواس و لكن بقينا نفكر في الموضوع فالفائدة هنا قليلة . المطلوب هو تجاهل كلي فلا يجب الانخراط في مناقشة النفس لان هذا يغذي الافكار و يقوي الوسواس بل المطلوب هو عدم الاهتمام بالوسواس مطلقا فمثلا لو لمس شيئا لا يدري هل هو طاهر ام نجس لا يجب ان يبدأ نقاشا مع نفسه بل بكل بساطة يبني على الطهارة و لا يلتفت للموضوع ابدا و لا يبحث عن مبررات مثلا انا لم المسه برطوبة او ما الى ذلك . في البداية ستكون العقبة النفسية متعبة و لكن مع الوقت و عدم الاهتمام تضعف هذه الحالة و تبدأ بالزوال خلال دقائق معدودة بدلا من ساعات طويلة .
اذا جاءت الانسان افكار ملحة و استحوذت على تفكيره فيستطيع التخلص منها بالانشغال بشيء آخر بدلا من محاولة طردها لانه كلما حاول طردها ازدادت قوة . و ليحاول ان يجد شيئا يشغله بقوة اي يستحوذ على تركيزه كي لا يعود للتفكير فيما يوسوس فيه و كلما جاءته فكرة وسواسية فقط يلاحظها على انها مجرد فكرة وسواسية و يعاود التركيز على عمله بدون ان يرتب على تلك الافكار اي اثر و لا ينجرف في متابعة الافكار.
التركيز :
التركيز ، الوعي ، الحضور ، الانتباه ، لا تهم التسمية المهم هو ان يكون الانسان منتبها لما يقوم به من اعمال اثناء تأديتها فذلك يقلل من الوسواس لان الاعمال اذا قمنا بها و العقل في مكان اخر يسهل ان يأتي الشيطان بالاسئلة المعتادة هل غسلت العضو الفلاني كاملا ؟ هل غسلت كذا ؟ هل ركعت ؟! كم ركعة صليت؟ ...الخ. لكن عندما يكون هناك انتباه فغسلة واحدة للعضو تكفي . و ينفع في هذا الباب تلقين النفس مثلا اثناء الغسل يخاطب نفسه عندما يغسل كل جزء من جسمه فيقول اغسل شعري ، وجهي ..الخ.
الطهارة :
اهم نقطة في هذا الباب هي ان كل شيء طاهر حتى تثبت نجاسته . و ثانيا انك لست ملزما بالتقصي و البحث عن طهارة الشيء . هكذا تسهل الامور و لا داعي للاحتياط لانه لا يفيد في ازالة العقبة النفسية بل نأخذ بالطهارة و نلامس الاشياء بدون وجل الى ان تزول العقبة النفسية بعد زمن . الحاصل هنا ان الوسواسي لديه منظور مغالط للقضية فهو يريد ان يتحقق من طهارة الاشياء فاصبح الاصل عنده النجاسة !
في التطهير بعد ان يتعلم طريقة التطهير الصحيحة يكتفي بالحد الادنى الذي يطهر به الشيء النجس فاذا انتبه انه يبالغ في التطهير يقطع التطهير و ينفع في تجاوز العقبة النفسية ان يسأل نفسه هل بقية الناس يطهرون اكثر من هكذا ؟
اذا المسألة تحتاج الى توكل على الله ثم معرفة و انضباط و علو همة ثم مع الوقت تبدا العقبات النفسية بالزوال شيئا فشيئا . و لا يصاب بالاحباط و اليأس عندما يرى انتكاسة بعد ايام من التحسن فنفسية الانسان لها دور و قد يأتي الشيطان ليستغل اوقات الضعف التي تحصل للانسان لاسباب مختلفة و لكن قال تعالى " انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا و ليس بضارهم شيئا الا باذن الله و على الله فليتوكل المتوكلون" ، فليتوكل و ليتصبر و لا يعمل ما يرضي الوسواس الى ان تنجلي هذه الفترة الزمنية.
دمتم في الرضا ،