احياء المعارف الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت اقرا مقابلة مع الاستاذ العلامة حسن زاده آملي ، و قد سأله المحاور سؤالا جميلا و كانت الاجابة اجمل من العلامة ، هذه ترجمتي للسؤال و الجواب و يليه تعقيب بسيط لي…
السؤال : ما هو دورنا كمعلمين و اساتذة و مفكرين في احياء المعارف الاسلامية ؟
الجواب : اهم دور لنا في احياء المعارف الاسلامية ، هو ان نبدا بإصلاح انفسنا . لا يوجد لدينا عمل اهم من اصلاح النفس و ما سوى ذلك من شؤون الحياة انما هي بمثابة المستلزمات و المهيئات لنيل هذا الهدف المقدس . و منهج صنع الانسان و عين الحياة هو القران الكريم ، (ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم) ، ( يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
لا توجد طريقة افضل لاحياء معارف الاسلام من الدعوة و التعريف بها عن طريق سيرتنا و افعالنا العملية . فالله وصف الغافلين بأنهم كالانعام فمن نسي نفسه فقد خسر الدنيا و الاخرة فهو ليس من اهل الدنيا حتى و لا يستطيع ان يستلذ بنعيمها.
المشاغل و الامنيات و الرغبات النفسية تصيب الانسان بمرض الغفلة و تبعده عن الملكوت و نيل الصفات الكمالية .عن الامام علي عليه السلام : أعجب من الذي يبحث عما فقده و هو قد اضاع نفسه و لم يبحث عنها .
و قال : العارف من عرف نفسه و اعرض عن كلما يبعده عن ربه .
و عن ابي عبدالله عليه السلام: كل ما يشغلك عن ربك معبودك (صنمك).
روحك طائر ملكوتي لا تأسره في قفص اهوائك كي يستطيع ان يرتقي في مدارج و معارج القران .
انتهى كلامه ...
النقطة الاولى انه واضح انني ترجمت معاني الاحاديث الثلاثة الواردة و لم انقلها نصا لانه لم يذكرها بالعربية بنصها الاصلي و لا توجد اشارة للمصدر و لكن المعاني واضحة فلم ار كثير جدوى في البحث عن مصادرها الان .
النقطة الثانية ان السائل هم مجموعة من المعلمين و المثقفين فكان الجواب المتوقع هو ان يتكلم لهم عن اشياء خارجية من امثلتها : ترجمة المعارف الاسلامية الى لغات حية اخرى ، تنشيط المجهود الدعوي ، نشر المعارف في العالم الاثيري..الخ.
و لكن الجواب كان مغايرا للمتوقع فكان الكلام كله عن شيء داخلي ! و يأتي جوابه جميلا و يضرب على الوتر الحساس فالفئة المثقفة فرحة بما لديها و دائما تفكر في اصلاح المجتمع و العالم و تنسى اصلاح انفسها ، و يظهر جليا ان في النفوس مشكلة لما نراه من حب للشهرة و حسد بين العلماء و الدعاة انفسهم . هذه الظاهرة اشار اليها القران الكريم في قوله :ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . فالاية مشتملة للمعنين الايجابي و السلبي و هو قوله تعالى : الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ، و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. اذا لن يكون هناك تغير الى الاحسن او الاسوء الا بتغير ما في النفس . اشارة سريعة فقط الى الاية الكريمة لماذا بدا المؤمن السير من الظلمات و الكافر من النور ؟ فالجواب ان النور و الظلمات نسبة الى المراحل التالية ، فحال المؤمن و الكافر كرجلين في غرفة بها سراج مضيء يخرج المؤمن الى خارج الدار تحت اشعة الشمس فيعرف انه كان في ظلمات و اما الكافر فيخرج من الغرفة الى غرفة في سرداب بها شمعة صغيرة فيعرف انه كان في نور .
النقطة الثالثة اشارته الى اهمية الدعوة بالعمل و الفعل بدلا من الكلام و هذه معروفة انها من خصائص الموعظة فلماذا نتأثر و نخشع عندما نسمع احد الزهاد يعظنا و لا نعير اهتماما لشخص عادي عندما يعظنا ؟ ربما على الشباب و بعض الدعاة ان يراجعوا انفسهم عندما يتضجرون من عدم اقبال الناس و انتقاداتهم. المعارف الاسلامية مثل الموعظة تحتاج الى التطبيق العملي كي تؤثر في الانسان و الا الكلام عن الكمال و المثاليات ليس متعسرا و ما ابلغ الشعراء في الموعظة ! هنا اشير الى قصة دائما اشير اليها ، عن احد المريدين جلس عند مرشده شهورا فسأله كل هذه المدة و لم ندرس شيئا ؟ فأجابه كل هذه المدة و انت تصاحبني و لم تتعلم شيئا فما حاجتنا للكلام و الدرس ؟
الحاصل ان من يريد ان يصلح العالم يجب ان يصلح نفسه اولا و من اصلح نفسه لا يحتاج الى مجهود لاصلاح غيره فافعاله تتكلم نيابة عنه . و اما من اقحم نفسه في اصلاح الناس و لم ينته من اصلاح نفسه و تزكيتها من العيوب و الاهواء فلن يفلح كثيرا ان عاجلا او آجلا لان الناس لا تريد موعظة من شخص لا يتحلى بها ابتداء و هو بذلك يترك نفسه عرضة لانتقاد المنتقد و شماتة الشامت .
دمتم في الرضا ،
كنت اقرا مقابلة مع الاستاذ العلامة حسن زاده آملي ، و قد سأله المحاور سؤالا جميلا و كانت الاجابة اجمل من العلامة ، هذه ترجمتي للسؤال و الجواب و يليه تعقيب بسيط لي…
السؤال : ما هو دورنا كمعلمين و اساتذة و مفكرين في احياء المعارف الاسلامية ؟
الجواب : اهم دور لنا في احياء المعارف الاسلامية ، هو ان نبدا بإصلاح انفسنا . لا يوجد لدينا عمل اهم من اصلاح النفس و ما سوى ذلك من شؤون الحياة انما هي بمثابة المستلزمات و المهيئات لنيل هذا الهدف المقدس . و منهج صنع الانسان و عين الحياة هو القران الكريم ، (ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم) ، ( يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
لا توجد طريقة افضل لاحياء معارف الاسلام من الدعوة و التعريف بها عن طريق سيرتنا و افعالنا العملية . فالله وصف الغافلين بأنهم كالانعام فمن نسي نفسه فقد خسر الدنيا و الاخرة فهو ليس من اهل الدنيا حتى و لا يستطيع ان يستلذ بنعيمها.
المشاغل و الامنيات و الرغبات النفسية تصيب الانسان بمرض الغفلة و تبعده عن الملكوت و نيل الصفات الكمالية .عن الامام علي عليه السلام : أعجب من الذي يبحث عما فقده و هو قد اضاع نفسه و لم يبحث عنها .
و قال : العارف من عرف نفسه و اعرض عن كلما يبعده عن ربه .
و عن ابي عبدالله عليه السلام: كل ما يشغلك عن ربك معبودك (صنمك).
روحك طائر ملكوتي لا تأسره في قفص اهوائك كي يستطيع ان يرتقي في مدارج و معارج القران .
انتهى كلامه ...
النقطة الاولى انه واضح انني ترجمت معاني الاحاديث الثلاثة الواردة و لم انقلها نصا لانه لم يذكرها بالعربية بنصها الاصلي و لا توجد اشارة للمصدر و لكن المعاني واضحة فلم ار كثير جدوى في البحث عن مصادرها الان .
النقطة الثانية ان السائل هم مجموعة من المعلمين و المثقفين فكان الجواب المتوقع هو ان يتكلم لهم عن اشياء خارجية من امثلتها : ترجمة المعارف الاسلامية الى لغات حية اخرى ، تنشيط المجهود الدعوي ، نشر المعارف في العالم الاثيري..الخ.
و لكن الجواب كان مغايرا للمتوقع فكان الكلام كله عن شيء داخلي ! و يأتي جوابه جميلا و يضرب على الوتر الحساس فالفئة المثقفة فرحة بما لديها و دائما تفكر في اصلاح المجتمع و العالم و تنسى اصلاح انفسها ، و يظهر جليا ان في النفوس مشكلة لما نراه من حب للشهرة و حسد بين العلماء و الدعاة انفسهم . هذه الظاهرة اشار اليها القران الكريم في قوله :ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . فالاية مشتملة للمعنين الايجابي و السلبي و هو قوله تعالى : الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ، و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. اذا لن يكون هناك تغير الى الاحسن او الاسوء الا بتغير ما في النفس . اشارة سريعة فقط الى الاية الكريمة لماذا بدا المؤمن السير من الظلمات و الكافر من النور ؟ فالجواب ان النور و الظلمات نسبة الى المراحل التالية ، فحال المؤمن و الكافر كرجلين في غرفة بها سراج مضيء يخرج المؤمن الى خارج الدار تحت اشعة الشمس فيعرف انه كان في ظلمات و اما الكافر فيخرج من الغرفة الى غرفة في سرداب بها شمعة صغيرة فيعرف انه كان في نور .
النقطة الثالثة اشارته الى اهمية الدعوة بالعمل و الفعل بدلا من الكلام و هذه معروفة انها من خصائص الموعظة فلماذا نتأثر و نخشع عندما نسمع احد الزهاد يعظنا و لا نعير اهتماما لشخص عادي عندما يعظنا ؟ ربما على الشباب و بعض الدعاة ان يراجعوا انفسهم عندما يتضجرون من عدم اقبال الناس و انتقاداتهم. المعارف الاسلامية مثل الموعظة تحتاج الى التطبيق العملي كي تؤثر في الانسان و الا الكلام عن الكمال و المثاليات ليس متعسرا و ما ابلغ الشعراء في الموعظة ! هنا اشير الى قصة دائما اشير اليها ، عن احد المريدين جلس عند مرشده شهورا فسأله كل هذه المدة و لم ندرس شيئا ؟ فأجابه كل هذه المدة و انت تصاحبني و لم تتعلم شيئا فما حاجتنا للكلام و الدرس ؟
الحاصل ان من يريد ان يصلح العالم يجب ان يصلح نفسه اولا و من اصلح نفسه لا يحتاج الى مجهود لاصلاح غيره فافعاله تتكلم نيابة عنه . و اما من اقحم نفسه في اصلاح الناس و لم ينته من اصلاح نفسه و تزكيتها من العيوب و الاهواء فلن يفلح كثيرا ان عاجلا او آجلا لان الناس لا تريد موعظة من شخص لا يتحلى بها ابتداء و هو بذلك يترك نفسه عرضة لانتقاد المنتقد و شماتة الشامت .
دمتم في الرضا ،