ماذا تعلمت من الدكتور " الهي قمشئي " ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك الكثير من المفكرين الذين قرأت لهم و لكن القليل منهم ترك في حياتي بصمة واضحة . من هؤلاء استطيع و بكل فخر ان اشير الى الدكتور قمشئي و الذي يعتبر نادرة من نوادر زماننا . لو قيل لي ما هي الشخصية التي تختارها لتمثيل البشرية - سفير البشرية - لاخترت هذا الدكتور لانه فعلا لا يمثل بلدا معينا و لا مذهبا معينا بل يمثل البشرية في أسمى معانيها .
ولد حسين الهي قمشئي في طهران العام 1318 شـ . أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الالهيات بجامعة طهران الى جانب دروسه الحوزوية عند والده و بعض اساتذته. ثم اشتغل بالتدريس في جامعة طهران و اصبح محاضرا في جامعات ايرانية و خارجية . بدأ التأليف و الترجمة في العرفان و الادب و قد شغل منصب رئيس مكتبة ايران الوطنية لمدة سنة . مؤلفاته كثيرة جدا و لكن يمكن الاشارة الى :
- 365 يوما مع القران الكريم .
- 365 يوما مع السعدي.
- مختارات و شرح " فيه ما فيه - لمولانا "
- مختارات " منطق الطير – لعطار "
- مقدمة و تصحيح لديوان حافظ الشيرازي .
- ترجمة " النبي لجبران خليل جبران "
- المقالات .
الجامعية :
الجامعية سمة بارزة في شخصية هذا الرجل فالذي يسمع محاضراته او يقرأ تأليفاته يجده يتكلم عن انواع الادب الشرقي و الغربي ، الاديان ، الفلسفة ، التاريخ ، الهندسة المعمارية ، الموسيقى ، المكتبات و الكتب ، الاجتماعيات و علم النفس و غير ذلك من المواضيع . هذا بخلاف ما هو رائج هذه الايام من التخصص الشديد في احد فروع العلم و عدم الانفتاح على العلوم الاخرى .
القراءة :
لقد قام الدكتور بجهود جبارة كي ينشر و يحبب ثقافة القراءة الى قلوب الشباب و الشابات و قد بدأ بنفسه فهو المثال الاكمل للشخص القارئ . في محاضراته دائما نجده يتكلم عن المكتبات و القراءة الجماعية و كيف ننظم القراءة الحرة كي نخرج بالفائدة بدلا من العشوائية . من يزور موقعه يجد انه يقدم برامجا مقترحة و مختلفة للقراءة لكل فئة عمرية . و عندما سألوه عن كيف يجد الوقت لقراءة هذا الكم من الكتب اشار الى ان المسألة فقط تحتاج الى قليل من النظم و الاستمرار.
احترام الثقافات و الأديان الاخرى :
من يقرأ مقالاتي الاخيرة في الاديان الشرقية يجد اني اتكلم باحترام عن هذه الاديان و رموزها و ذلك لمسته جلياً في شخصية الدكتور فهو على الرغم من خلفيته الدينية و تربيته في بيت تقليدي الا انه يحترم الاديان الاخرى بشكل قد لا يحتمله المحافظون و رجال الدين . ليس من الغريب ان تراه ينصح بقراءة العهد القديم او الباغافادغيتا و ذلك ليس كقراءة اطلاع و نقد بل قراءة تعلم و استفادة . نعم الكثير هم من يقرأون الاعمال العالمية و لكن اما يقرأونها لدحضها و نقدها او يقرأونها بنظرة استعلائية و القليل هو من يقرأ بنفسية المتعلم الشغوف .
الادب و الادب المقارن :
الادب هو اهم اهتمامات الدكتور فتراه حافظا لاغلب دواوين الشعر الفارسي من امثال حافظ ، فردوسي ، سعدي ، الشبستري ، العطار و غيرهم. ليس هذا فحسب بل أجده حافظا لاشعار شكسبير و اجده متأثرا بقوة بشخصيات حركة التعالي الامريكية من مثل ايمرسن ، ثورو و السيدة ايميلي دكنسون . هذا و اجده مطلعا على الادب الشرقي خاصة الهندي و لكن بدرجة اقل .
الادب المقارن ايضا من اهم اهتمامات الدكتور و جل مصنفاته و محاضراته تنطوي تحت هذا الباب. فهو يعقد المقارنات و يستخرج اوجه الشبه ليس بين شعراء الفارسية كحافظ و سعدي فحسب بل بين الاعمال الشرقية و الاعمال الغربية فتراه يزاوج في محاضراته بين اشعار شكسبير و اشعار حافظ .
الحفظ :
ليس لدي احصائيات عن مخزون هذا الرجل و لكن من يسمع محاضراته يستغرب قدرته العالية على قراءة الاشعار عن ظهر قلب لشعراء مختلفين . ما يلفت النظر انه ليس كما عادة الادباء ينشد بيتا شعريا كموضع للشاهد و انما يأتي بالقصائد كاملة او اجزاء طويلة منها. أحيانا اجد ان هذا الاسترسال يخرج المحاضرة من مسارها .
تذوق الجمال :
الجمال و تذوق الجمال و معرفة الجمال مصطلحات غريبة على مجتمعنا و ثقافتنا ( اذا استثنينا الجمال الانثوي) . لكن الدكتور لا يحاول في محاضراته ان يعلمنا الجمال المعنوي فقط بل يدعو الى معرفة الجمال الحسي ايضا هذا الجمال المفقود كليا عن مدننا و شوارعنا و ممتلكاتنا . في هذا العصر الذي يعج بالكآبة اينما تولي وجهك اعتقد اننا بحاجة الى تعلم هذه المهارة . للمزيد عن هذه النقطة يمكنكم قراءة :
عن قلة الذوق
دمتم في الرضا ،
هناك الكثير من المفكرين الذين قرأت لهم و لكن القليل منهم ترك في حياتي بصمة واضحة . من هؤلاء استطيع و بكل فخر ان اشير الى الدكتور قمشئي و الذي يعتبر نادرة من نوادر زماننا . لو قيل لي ما هي الشخصية التي تختارها لتمثيل البشرية - سفير البشرية - لاخترت هذا الدكتور لانه فعلا لا يمثل بلدا معينا و لا مذهبا معينا بل يمثل البشرية في أسمى معانيها .
ولد حسين الهي قمشئي في طهران العام 1318 شـ . أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الالهيات بجامعة طهران الى جانب دروسه الحوزوية عند والده و بعض اساتذته. ثم اشتغل بالتدريس في جامعة طهران و اصبح محاضرا في جامعات ايرانية و خارجية . بدأ التأليف و الترجمة في العرفان و الادب و قد شغل منصب رئيس مكتبة ايران الوطنية لمدة سنة . مؤلفاته كثيرة جدا و لكن يمكن الاشارة الى :
- 365 يوما مع القران الكريم .
- 365 يوما مع السعدي.
- مختارات و شرح " فيه ما فيه - لمولانا "
- مختارات " منطق الطير – لعطار "
- مقدمة و تصحيح لديوان حافظ الشيرازي .
- ترجمة " النبي لجبران خليل جبران "
- المقالات .
الجامعية :
الجامعية سمة بارزة في شخصية هذا الرجل فالذي يسمع محاضراته او يقرأ تأليفاته يجده يتكلم عن انواع الادب الشرقي و الغربي ، الاديان ، الفلسفة ، التاريخ ، الهندسة المعمارية ، الموسيقى ، المكتبات و الكتب ، الاجتماعيات و علم النفس و غير ذلك من المواضيع . هذا بخلاف ما هو رائج هذه الايام من التخصص الشديد في احد فروع العلم و عدم الانفتاح على العلوم الاخرى .
القراءة :
لقد قام الدكتور بجهود جبارة كي ينشر و يحبب ثقافة القراءة الى قلوب الشباب و الشابات و قد بدأ بنفسه فهو المثال الاكمل للشخص القارئ . في محاضراته دائما نجده يتكلم عن المكتبات و القراءة الجماعية و كيف ننظم القراءة الحرة كي نخرج بالفائدة بدلا من العشوائية . من يزور موقعه يجد انه يقدم برامجا مقترحة و مختلفة للقراءة لكل فئة عمرية . و عندما سألوه عن كيف يجد الوقت لقراءة هذا الكم من الكتب اشار الى ان المسألة فقط تحتاج الى قليل من النظم و الاستمرار.
احترام الثقافات و الأديان الاخرى :
من يقرأ مقالاتي الاخيرة في الاديان الشرقية يجد اني اتكلم باحترام عن هذه الاديان و رموزها و ذلك لمسته جلياً في شخصية الدكتور فهو على الرغم من خلفيته الدينية و تربيته في بيت تقليدي الا انه يحترم الاديان الاخرى بشكل قد لا يحتمله المحافظون و رجال الدين . ليس من الغريب ان تراه ينصح بقراءة العهد القديم او الباغافادغيتا و ذلك ليس كقراءة اطلاع و نقد بل قراءة تعلم و استفادة . نعم الكثير هم من يقرأون الاعمال العالمية و لكن اما يقرأونها لدحضها و نقدها او يقرأونها بنظرة استعلائية و القليل هو من يقرأ بنفسية المتعلم الشغوف .
الادب و الادب المقارن :
الادب هو اهم اهتمامات الدكتور فتراه حافظا لاغلب دواوين الشعر الفارسي من امثال حافظ ، فردوسي ، سعدي ، الشبستري ، العطار و غيرهم. ليس هذا فحسب بل أجده حافظا لاشعار شكسبير و اجده متأثرا بقوة بشخصيات حركة التعالي الامريكية من مثل ايمرسن ، ثورو و السيدة ايميلي دكنسون . هذا و اجده مطلعا على الادب الشرقي خاصة الهندي و لكن بدرجة اقل .
الادب المقارن ايضا من اهم اهتمامات الدكتور و جل مصنفاته و محاضراته تنطوي تحت هذا الباب. فهو يعقد المقارنات و يستخرج اوجه الشبه ليس بين شعراء الفارسية كحافظ و سعدي فحسب بل بين الاعمال الشرقية و الاعمال الغربية فتراه يزاوج في محاضراته بين اشعار شكسبير و اشعار حافظ .
الحفظ :
ليس لدي احصائيات عن مخزون هذا الرجل و لكن من يسمع محاضراته يستغرب قدرته العالية على قراءة الاشعار عن ظهر قلب لشعراء مختلفين . ما يلفت النظر انه ليس كما عادة الادباء ينشد بيتا شعريا كموضع للشاهد و انما يأتي بالقصائد كاملة او اجزاء طويلة منها. أحيانا اجد ان هذا الاسترسال يخرج المحاضرة من مسارها .
تذوق الجمال :
الجمال و تذوق الجمال و معرفة الجمال مصطلحات غريبة على مجتمعنا و ثقافتنا ( اذا استثنينا الجمال الانثوي) . لكن الدكتور لا يحاول في محاضراته ان يعلمنا الجمال المعنوي فقط بل يدعو الى معرفة الجمال الحسي ايضا هذا الجمال المفقود كليا عن مدننا و شوارعنا و ممتلكاتنا . في هذا العصر الذي يعج بالكآبة اينما تولي وجهك اعتقد اننا بحاجة الى تعلم هذه المهارة . للمزيد عن هذه النقطة يمكنكم قراءة :
عن قلة الذوق
دمتم في الرضا ،