عن التعلقات
بسم الله الرحمن الرحيم
في كتب الاخلاق و تهذيب النفس قد يفتتح الكلام بتبيان حالنا في النقص و ان الانسان عندما ينظر الى نفسه و يدرك نقصه يحاول اكمال هذا النقص من خلال التخلي من صفات النقص و التحلي بصفات الكمال . هذا من جهة و من جهة اخرى يمكن ان يكون الداعي الى السير في رحلة الكمال هو ادراك نقص المتع الخارجية و انها مجرد متع وقتية تزول طالت ام قصرت بدون ان تترك سعادة دائمة في النفس بل احيانا تترك شعورا بالندم أو الفراغ .
… " تفكر ساعة خير من قيام ليلة " قلت كيف يتفكر ؟ قال عليه السلام " يمر بالخربة او بالدار فيقول اين ساكنوك ؟ اين بانوك ؟ مالك لا تتكلمين ؟" .
عندما نمعن النظر في الاشياء من حولنا نرى انها متغيرة اي يطرا عليها التغير و الزوال (كل من عليها فان) فيكون عند اذن من الخطأ التعلق بشيء يتغير و يفنى . عندما نتعلق بأي شيء من هذا فاننا نربط سعادتنا بشيء خارج عن ارادتنا عندما يتغير او يزول يبقى التعلق فيولد الالم في النفس .
عندما ننظر الى حالنا فنحن و من خلال التأثر بطريقة تفكير مجتمعنا نجد اننا متعلقون بأشياء هي سبب احزاننا و الامنا مثلا التعلق بالوظيفة و كم من الالام التي يتحمل الموظف جراء هذا التعلق عندما لا يجد الزيادة المطلوبة او يحرم من الترقية الموعودة. ايضا التعلق بالمال الشيء الذي يبدو انه لا ينتهى فمهما زاد الدخل نختلق اعذارا لجمع المزيد منه و الحرص عليه و كم نحزن عندما نخسر فرصا للتحصل على المزيد. مثال اخر التعلق بالزوجة هذه المخلوقة الجميلة التي نضحي بالغالي من اجلها قد تتغير و ينتهي الامر بالطلاق هذا فضلا عما تمر به من فترات شهرية او عند الحمل حينما تتغير اخلاقها . و كذا حال الابناء فهم سيذهبون في حالهم و سيكونون في شغل مع ابنائهم مع زوجاتهم مع وظائفهم فلو اننا لم نتعلق بهم لما آلمنا هجرانهم .
اخيرا الام و الاب صحيح هم الاصدق عاطفة و لكن في نهاية الامر بعد ان يرسلوك لبيت الزوجية فسيتركونك تعيش حياتك الى ان يفارقوا الدنيا فيخلفوا في نفسك الم الفراق، هذا فضلا عن انك قد تعيش الجزء الاكبر من حياتك بعيدا عنهم . التعلق ايضا هو سبب المشاكل الاخلاقية مثلا الحسد فأنا احسد فلانا لانه اكثر اموالا مني و ذلك لتعلقي بالمال و الا لو انني لست مهمتا بالمال لما حسدت الرجل. الغضب يحدث عندما نحرم من شيء نرغب به او نعطى شيئا يخالف مبتغانا او اننا نغضب من فلان لانه لم يتصرف التصرف الذي نريده نحن ، هذه كلها رغبات و تعلقات. و الادمان هو شدة التعلق بالشيء بحيث لا يمكن ان تفارقه.
أعتقد انه علينا ان نعي اننا لا نملك شيئا في هذه الدنيا فالاشياء الخارجية لا نملكها ابدا حتى لو خيل الينا اننا ملكناها انما لوقت قصير نتحكم بها بل حتى جسمنا لا نملك ان نتحكم به في كثير من العمليات بل حتى افكارنا ليست ملكنا ، و اذا كنت تختلف معي فجرب ان تجلس خمس دقائق و حاول ان لا تفكر باي شيء و الا يخطر ببالك شيء ، فغريب ممن لا يملك نفسه ان يريد ملك غيره. اذا و قد تبين اننا لا نملك شيئا و ان الاشياء متغيرة زائلة فليس من الصواب ان نتعلق بها لان مصير هذا التعلق هو الخيبة و الالم . لذلك السعادة الحقيقية لا تكتسب من الامور الخارجية.
السؤال الان هو ما الحل اذا ؟ هو اما ان نتعلق بما لا يتغير و لا يفنى او ان نتعلم فن التخلي ، سواء عن الاشخاص او الاشياء او العواطف او الذكريات . قال تعالى "يوم يفر المرء من اخيه و امه و ابيه و صاحبته و بنيه " هذه الاية الكريمة و ان كانت عن يوم القيامة الا انه فيها معنى ان من لم ينفع نفسه لن ينفعه اهله و هم من يرجى منهم الفائدة ، قال تعالى " عليكم انفسكم". و من هذا المعنى نعرف انه يجب ان نعيش بلا تعلقات فالاشياء و الاشخاص مرافقون في رحلة الحياة يلعبون دورا في مسيرتنا ثم ينتهي هذا الدور و علينا ان نكمل المسير بدونهم فلا معنى من التعلق بهم و البكاء على فراقهم و ذكراهم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
في كتب الاخلاق و تهذيب النفس قد يفتتح الكلام بتبيان حالنا في النقص و ان الانسان عندما ينظر الى نفسه و يدرك نقصه يحاول اكمال هذا النقص من خلال التخلي من صفات النقص و التحلي بصفات الكمال . هذا من جهة و من جهة اخرى يمكن ان يكون الداعي الى السير في رحلة الكمال هو ادراك نقص المتع الخارجية و انها مجرد متع وقتية تزول طالت ام قصرت بدون ان تترك سعادة دائمة في النفس بل احيانا تترك شعورا بالندم أو الفراغ .
… " تفكر ساعة خير من قيام ليلة " قلت كيف يتفكر ؟ قال عليه السلام " يمر بالخربة او بالدار فيقول اين ساكنوك ؟ اين بانوك ؟ مالك لا تتكلمين ؟" .
عندما نمعن النظر في الاشياء من حولنا نرى انها متغيرة اي يطرا عليها التغير و الزوال (كل من عليها فان) فيكون عند اذن من الخطأ التعلق بشيء يتغير و يفنى . عندما نتعلق بأي شيء من هذا فاننا نربط سعادتنا بشيء خارج عن ارادتنا عندما يتغير او يزول يبقى التعلق فيولد الالم في النفس .
عندما ننظر الى حالنا فنحن و من خلال التأثر بطريقة تفكير مجتمعنا نجد اننا متعلقون بأشياء هي سبب احزاننا و الامنا مثلا التعلق بالوظيفة و كم من الالام التي يتحمل الموظف جراء هذا التعلق عندما لا يجد الزيادة المطلوبة او يحرم من الترقية الموعودة. ايضا التعلق بالمال الشيء الذي يبدو انه لا ينتهى فمهما زاد الدخل نختلق اعذارا لجمع المزيد منه و الحرص عليه و كم نحزن عندما نخسر فرصا للتحصل على المزيد. مثال اخر التعلق بالزوجة هذه المخلوقة الجميلة التي نضحي بالغالي من اجلها قد تتغير و ينتهي الامر بالطلاق هذا فضلا عما تمر به من فترات شهرية او عند الحمل حينما تتغير اخلاقها . و كذا حال الابناء فهم سيذهبون في حالهم و سيكونون في شغل مع ابنائهم مع زوجاتهم مع وظائفهم فلو اننا لم نتعلق بهم لما آلمنا هجرانهم .
اخيرا الام و الاب صحيح هم الاصدق عاطفة و لكن في نهاية الامر بعد ان يرسلوك لبيت الزوجية فسيتركونك تعيش حياتك الى ان يفارقوا الدنيا فيخلفوا في نفسك الم الفراق، هذا فضلا عن انك قد تعيش الجزء الاكبر من حياتك بعيدا عنهم . التعلق ايضا هو سبب المشاكل الاخلاقية مثلا الحسد فأنا احسد فلانا لانه اكثر اموالا مني و ذلك لتعلقي بالمال و الا لو انني لست مهمتا بالمال لما حسدت الرجل. الغضب يحدث عندما نحرم من شيء نرغب به او نعطى شيئا يخالف مبتغانا او اننا نغضب من فلان لانه لم يتصرف التصرف الذي نريده نحن ، هذه كلها رغبات و تعلقات. و الادمان هو شدة التعلق بالشيء بحيث لا يمكن ان تفارقه.
أعتقد انه علينا ان نعي اننا لا نملك شيئا في هذه الدنيا فالاشياء الخارجية لا نملكها ابدا حتى لو خيل الينا اننا ملكناها انما لوقت قصير نتحكم بها بل حتى جسمنا لا نملك ان نتحكم به في كثير من العمليات بل حتى افكارنا ليست ملكنا ، و اذا كنت تختلف معي فجرب ان تجلس خمس دقائق و حاول ان لا تفكر باي شيء و الا يخطر ببالك شيء ، فغريب ممن لا يملك نفسه ان يريد ملك غيره. اذا و قد تبين اننا لا نملك شيئا و ان الاشياء متغيرة زائلة فليس من الصواب ان نتعلق بها لان مصير هذا التعلق هو الخيبة و الالم . لذلك السعادة الحقيقية لا تكتسب من الامور الخارجية.
السؤال الان هو ما الحل اذا ؟ هو اما ان نتعلق بما لا يتغير و لا يفنى او ان نتعلم فن التخلي ، سواء عن الاشخاص او الاشياء او العواطف او الذكريات . قال تعالى "يوم يفر المرء من اخيه و امه و ابيه و صاحبته و بنيه " هذه الاية الكريمة و ان كانت عن يوم القيامة الا انه فيها معنى ان من لم ينفع نفسه لن ينفعه اهله و هم من يرجى منهم الفائدة ، قال تعالى " عليكم انفسكم". و من هذا المعنى نعرف انه يجب ان نعيش بلا تعلقات فالاشياء و الاشخاص مرافقون في رحلة الحياة يلعبون دورا في مسيرتنا ثم ينتهي هذا الدور و علينا ان نكمل المسير بدونهم فلا معنى من التعلق بهم و البكاء على فراقهم و ذكراهم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين