من الكثرة الى الوحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى ان كل المدارس العرفانية من مختلف الاديان بل و حتى الروحانية الجديدة و التي لا تؤمن بوجود إله في بعض اشكالها تدعو الانسان للسعي الحثيث و السفر الباطني من عالم الكثرات الى عالم الوحدة . هذا السفر هو ما اشار اليه الملا صدرا في حكمته المتعالية تحت عنوان " السفر من الخلق الى الحق " فالخلق كثرة و الحق واحد . و من الطبيعي ان تختلف الطرق للوصول الى هذه الوحدة باختلاف المدارس و قد ذكرت في مقالات سابقة بعض تلك الطرق من وجهة نظر بعض المدارس. هذا و قد كنت استمع للدكتور إلهى قمشئي حيث كان يحاضر امام مجموعة من الطلبة و كان يتكلم عن هذا الموضوع و كان يشرح كيف ان هذا المبدأ – اي الصعود الى الوحدة و النزول الى الكثرة – موجود في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية و الفنية و الطبيعية و غير ذلك. في نهاية كلامه اقترح خمسة طرق للوصول الى هذه الوحدة و قد احببت ان اذكرها هنا باختصار و بتصرف لانها مميزة و يندر ان يشار اليها في المدارس الاخرى .
1- المرشد: هذه النقطة بالذات متفق عليها عند اغلب المدارس فوجود المرشد ضروري في كل شيء فلماذا يستثنى في خصوص السفر الباطني ؟ و لو فرضنا ان المريد يتمتع بقدرة عالية و استعداد وقاد فوجود المرشد في كل الاحوال سيسرع من عملية وصوله لان المرشد الواصل قد قطع الطريق كاملا و يعرف مداخل و مخارج النفس. و قد يتقاعس البعض عن الابتداء في السير بحجة انتظار المرشد و هذا من الاخطاء الشائعة و من تسويلات الشيطان فالمرشد سيأتي وقت استعداد المريد و من لم يعمل بالاساسيات فلماذا ينتظر المرشد فالحاجة الى المرشد لا تظهر جلية الا في المراحل المتقدمة و الدقيقة . و قد قالوا عليهم السلام " من عمل بما علم كفي ما لم يعلم " و " من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم " . و قد ذكر ابن عربي آداب المريد قبل توفر الشيخ و في الجملة يجب البدء في تهذيب النفس و سيأتي المرشد في الوقت المناسب. اضف الى ذلك ان المرشد الكامل كما قلنا نحتاجه في المراحل المتقدمة و اما في المراحل الاولى فيكفي التأسي و الاقتداء بالعلماء و الصالحين و اي شخص هو افضل منا، كما روي " صاحبوا من تذكركم الله رؤيته ".
2- الكتب : و الكتب برأي الدكتور تشمل القرآن الكريم و سائر كتب الاديان الاخرى من مثل الزبور و الغيتا . الدكتور هنا يعمل بالحديث المشهور " الحكمة ضالة المؤمن " . طبعا هناك الكثير من الكتب التي تتكلم عن تهذيب النفس و الاسفار الروحية و ليس محل ذكرها هنا .
3- الطبيعة : الخروج الى الطبيعة و الانغماس في جمالها ايضا من الطرق الموصلة برأي الدكتور و لا يخفى شدة التركيز على هذا الجانب في المدارس الشرقية كالطاوية و البوذية و الهندوسية . تجدر الاشارة هنا الى ان الدعوة الى الانغماس في الطبيعة هي ليست دعوة للانغماس الفكري و التأمل العقلي او الاستكشاف العلمي و انما هي دعوة للانغماس الوجودي للاتصال الوجداني المباشر بالطبيعة و موجوداتها.
4- الادب : يدعو الدكتور الى قراءة الآداب العالمية التي تحتوي على انفاس معرفية من الشرق و الغرب و من جملة ما ذكر من اعمال الشرق : اشعار حافظ ، مولانا ، النظامي ، السعدي ، الفردوسي و من الغرب اعمال شكسبير واشعار السيدة اميلي دكنسن و اعمال ثورو و ايمرسن بل لنختصر و نقول ان الدكتور يميل الى المدرسة المتعالية الامريكية اضافة الى ادب عصر النهضة.
5- الفن : و يدعو الدكتور الى الاستمتاع بجمال الاعمال الفنية في مختلف اشكالها من موسيقى و رسم و خط و مسرحيات بل و حتى فن السجاد المتداول في الاراضي الايرانية . الاعمال الفنية الراقية لديها القدرة على انعاش الروح و مداعبة الوجدان و ربط الانسان بعالم غيبي ارفع . و قد لمست في الدكتور شغفا شديدا بالموسيقى فهو يعتبرها الملهمة للعلماء و الشعراء و لا يخفى ان الدكتور يتكلم عن نوع معين من الموسيقى لا ما يطلق عليه هذه الايام مسمى موسيقى . هذه الموسيقى هي ما يعزفها امثال الموسيقار المشهور باخ الا ترى انه هو القائل " هدف الموسيقى النهائي هو الوصول الى جلال الله و انعاش الروح " .
دمتم في الرضا ،
لا يخفى ان كل المدارس العرفانية من مختلف الاديان بل و حتى الروحانية الجديدة و التي لا تؤمن بوجود إله في بعض اشكالها تدعو الانسان للسعي الحثيث و السفر الباطني من عالم الكثرات الى عالم الوحدة . هذا السفر هو ما اشار اليه الملا صدرا في حكمته المتعالية تحت عنوان " السفر من الخلق الى الحق " فالخلق كثرة و الحق واحد . و من الطبيعي ان تختلف الطرق للوصول الى هذه الوحدة باختلاف المدارس و قد ذكرت في مقالات سابقة بعض تلك الطرق من وجهة نظر بعض المدارس. هذا و قد كنت استمع للدكتور إلهى قمشئي حيث كان يحاضر امام مجموعة من الطلبة و كان يتكلم عن هذا الموضوع و كان يشرح كيف ان هذا المبدأ – اي الصعود الى الوحدة و النزول الى الكثرة – موجود في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية و الفنية و الطبيعية و غير ذلك. في نهاية كلامه اقترح خمسة طرق للوصول الى هذه الوحدة و قد احببت ان اذكرها هنا باختصار و بتصرف لانها مميزة و يندر ان يشار اليها في المدارس الاخرى .
1- المرشد: هذه النقطة بالذات متفق عليها عند اغلب المدارس فوجود المرشد ضروري في كل شيء فلماذا يستثنى في خصوص السفر الباطني ؟ و لو فرضنا ان المريد يتمتع بقدرة عالية و استعداد وقاد فوجود المرشد في كل الاحوال سيسرع من عملية وصوله لان المرشد الواصل قد قطع الطريق كاملا و يعرف مداخل و مخارج النفس. و قد يتقاعس البعض عن الابتداء في السير بحجة انتظار المرشد و هذا من الاخطاء الشائعة و من تسويلات الشيطان فالمرشد سيأتي وقت استعداد المريد و من لم يعمل بالاساسيات فلماذا ينتظر المرشد فالحاجة الى المرشد لا تظهر جلية الا في المراحل المتقدمة و الدقيقة . و قد قالوا عليهم السلام " من عمل بما علم كفي ما لم يعلم " و " من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم " . و قد ذكر ابن عربي آداب المريد قبل توفر الشيخ و في الجملة يجب البدء في تهذيب النفس و سيأتي المرشد في الوقت المناسب. اضف الى ذلك ان المرشد الكامل كما قلنا نحتاجه في المراحل المتقدمة و اما في المراحل الاولى فيكفي التأسي و الاقتداء بالعلماء و الصالحين و اي شخص هو افضل منا، كما روي " صاحبوا من تذكركم الله رؤيته ".
2- الكتب : و الكتب برأي الدكتور تشمل القرآن الكريم و سائر كتب الاديان الاخرى من مثل الزبور و الغيتا . الدكتور هنا يعمل بالحديث المشهور " الحكمة ضالة المؤمن " . طبعا هناك الكثير من الكتب التي تتكلم عن تهذيب النفس و الاسفار الروحية و ليس محل ذكرها هنا .
3- الطبيعة : الخروج الى الطبيعة و الانغماس في جمالها ايضا من الطرق الموصلة برأي الدكتور و لا يخفى شدة التركيز على هذا الجانب في المدارس الشرقية كالطاوية و البوذية و الهندوسية . تجدر الاشارة هنا الى ان الدعوة الى الانغماس في الطبيعة هي ليست دعوة للانغماس الفكري و التأمل العقلي او الاستكشاف العلمي و انما هي دعوة للانغماس الوجودي للاتصال الوجداني المباشر بالطبيعة و موجوداتها.
4- الادب : يدعو الدكتور الى قراءة الآداب العالمية التي تحتوي على انفاس معرفية من الشرق و الغرب و من جملة ما ذكر من اعمال الشرق : اشعار حافظ ، مولانا ، النظامي ، السعدي ، الفردوسي و من الغرب اعمال شكسبير واشعار السيدة اميلي دكنسن و اعمال ثورو و ايمرسن بل لنختصر و نقول ان الدكتور يميل الى المدرسة المتعالية الامريكية اضافة الى ادب عصر النهضة.
5- الفن : و يدعو الدكتور الى الاستمتاع بجمال الاعمال الفنية في مختلف اشكالها من موسيقى و رسم و خط و مسرحيات بل و حتى فن السجاد المتداول في الاراضي الايرانية . الاعمال الفنية الراقية لديها القدرة على انعاش الروح و مداعبة الوجدان و ربط الانسان بعالم غيبي ارفع . و قد لمست في الدكتور شغفا شديدا بالموسيقى فهو يعتبرها الملهمة للعلماء و الشعراء و لا يخفى ان الدكتور يتكلم عن نوع معين من الموسيقى لا ما يطلق عليه هذه الايام مسمى موسيقى . هذه الموسيقى هي ما يعزفها امثال الموسيقار المشهور باخ الا ترى انه هو القائل " هدف الموسيقى النهائي هو الوصول الى جلال الله و انعاش الروح " .
دمتم في الرضا ،