نظر العارف (2) : قل للمليحة في الخمار الاسود
بسم الله الرحمن الرحيم
ابيات الشاهد :
قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ... حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه ... لا تقتليه بحق دين محمـد
قصة الابيات :
كما يروى : ان احدهم كان يبيع الخُمر في المدينة و كان الخمار الاسود في ذلك الزمان اقل الخمر طلبا. فرأى الدارمي - و هو شاعر قد تنسك - هذا البائع حزينا فسأله فأجابه بخبر كساد بضاعته فقال له انشد هذه الابيات السالفة الذكر. و بعد انتشار الابيات رغبت نساء المدينة في الخمار الاسود لما فيه من الفتنة و القدرة على اغواء حتى النساك ، و لما علم الشاعر بأن الخمر قد بيعت جميعا عاد فلزم المسجد. و قد تعتبر هذه القصة نموذجا مبكرا من نماذج القدرة التسويقية للاعلانات التجارية.
التفسير السطحي :
و هو واضح من ظاهر الابيات فهناك ناسك رأى حسناء في خمار اسود فأسرته العيون الساحرات فشغل بها عن الصلاة و الصيام . لكن السؤال ما يعني الشاعر بقوله :
" ردي عليه صلاته و صيامه " فقوله "لا تقتليه" صيغة معروفة عند شعراء العشق في طلب الوصل و لكن ما المراد من قوله ردي عليه صلاته و صيامه ؟ هل هو طلب من المعشوق ان يمكنه من ان ينساه حتى يعود لحياته القديمة؟ ليس هذا اسلوب خطاب للمعشوق ! ام ان الشاعر يريد جودي بوصل حتى استطيع بعدها ان اعود لصلاتي و صيامي ؟ على هذا يكون العشق مسألة وقتية فقط. على كل حال هذا البيت كما قرأت أُضيف لاحقا و ليس من اصل ابيات الشاعر و لكن لا بأس من ادراجه و سيتم توجيهه ان شاء الله.
نظر العارف :
اما العارف فيقول ان المليحة في الخمار الاسود انما المراد منها جمال الله سبحانه و تعالى فقد كان مستورا بالنسبة للناسك فكان يقوم بصلاته و صيامه ككل مسلم او مرتاض . لكن عندما وقفت له عند باب المسجد اي عندما تجلى الجمال الالهي له اثناء ادائه فريضته بات مبهورا بمشاهدة الجمال مشغولا عن الصلاة و الصيام . و قد خرج بذلك من طريق النسك الى طريق الحب فمشاهدة الجمال تولد العشق في القلب و العاشق مشغول عن العبادة بل عن كل شيء بمشاهدة المعشوق . الان ما المراد من ردي عليه صلاته وصيامه على ضوء التفسير الجديد ؟ المراد ان الشاعر يطلب من المعشوق ان يقطع الوصل مؤقتا حتى يعود و قد ملأه الشوق فيتعبد و يتذلل للمعشوق فالعبادة الان لن تكون كسابقتها و هذا شيء معروف عند بعض العرفاء حيث يفضلون البقاء على حافة الوصل و الحفاظ على الاثنينية بدلا من الوحدة مع المحبوب حيث يمكنهم التذلل و الخضوع للمحبوب . يدل على هذا المعنى قوله لا تقتليه بحق دين محمـد ، لان استغراقه في مشاهدة الجمال فناء في المحبوب و موت للهوية الدنيوية.
و في الابيات تفضيل واضح لطريق الحب على طريق النسك ، فنار الحب عندما تشتعل لا تبقي و لا تذر، و هذا هو المطلوب للوصول الى الاستغراق . فبدلا من التفكرات الفلسفية المعقدة والرياضات الشاقة و المحاولات الطويلة لترويض النفس و ترك الشهوات و النزوات يأتي الحب فيوحد الهم فيصبح الانسان فجأة مستغرقا في المحبوب مشغولا عن كل شيء بدون مجاهدة و معاناة و تكلف. و قد اتفق على هذا التفضيل اغلب المرتاضين فحتى الهندوس بعد ان يستعرضوا طرق الوصول من نسك و معرفة و خدمة اجتماعية و ما الى ذلك يشيرون في النهاية الى ان طريق الحب و التفاني هو اقوى الطرق . الان ربما تعرف لماذا اهل البيت عليهم السلام يكررون ان سفينة الحسين عليه السلام اسرع و اوسع فالحسين عليه السلام أصل الحب الذي منه تبدأ كل قصص الحب فمنه خلق العشق و اليه يعود .
در ازل برتو حسنت زتجلى دم زد ... عشق بيداشد و اتش بهمه عالم زد
دع عنك عشق العاشقين فإنما خلق الغرام لحب آل محمد
دمتم في الرضا ،
ابيات الشاهد :
قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ... حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه ... لا تقتليه بحق دين محمـد
قصة الابيات :
كما يروى : ان احدهم كان يبيع الخُمر في المدينة و كان الخمار الاسود في ذلك الزمان اقل الخمر طلبا. فرأى الدارمي - و هو شاعر قد تنسك - هذا البائع حزينا فسأله فأجابه بخبر كساد بضاعته فقال له انشد هذه الابيات السالفة الذكر. و بعد انتشار الابيات رغبت نساء المدينة في الخمار الاسود لما فيه من الفتنة و القدرة على اغواء حتى النساك ، و لما علم الشاعر بأن الخمر قد بيعت جميعا عاد فلزم المسجد. و قد تعتبر هذه القصة نموذجا مبكرا من نماذج القدرة التسويقية للاعلانات التجارية.
التفسير السطحي :
و هو واضح من ظاهر الابيات فهناك ناسك رأى حسناء في خمار اسود فأسرته العيون الساحرات فشغل بها عن الصلاة و الصيام . لكن السؤال ما يعني الشاعر بقوله :
" ردي عليه صلاته و صيامه " فقوله "لا تقتليه" صيغة معروفة عند شعراء العشق في طلب الوصل و لكن ما المراد من قوله ردي عليه صلاته و صيامه ؟ هل هو طلب من المعشوق ان يمكنه من ان ينساه حتى يعود لحياته القديمة؟ ليس هذا اسلوب خطاب للمعشوق ! ام ان الشاعر يريد جودي بوصل حتى استطيع بعدها ان اعود لصلاتي و صيامي ؟ على هذا يكون العشق مسألة وقتية فقط. على كل حال هذا البيت كما قرأت أُضيف لاحقا و ليس من اصل ابيات الشاعر و لكن لا بأس من ادراجه و سيتم توجيهه ان شاء الله.
نظر العارف :
اما العارف فيقول ان المليحة في الخمار الاسود انما المراد منها جمال الله سبحانه و تعالى فقد كان مستورا بالنسبة للناسك فكان يقوم بصلاته و صيامه ككل مسلم او مرتاض . لكن عندما وقفت له عند باب المسجد اي عندما تجلى الجمال الالهي له اثناء ادائه فريضته بات مبهورا بمشاهدة الجمال مشغولا عن الصلاة و الصيام . و قد خرج بذلك من طريق النسك الى طريق الحب فمشاهدة الجمال تولد العشق في القلب و العاشق مشغول عن العبادة بل عن كل شيء بمشاهدة المعشوق . الان ما المراد من ردي عليه صلاته وصيامه على ضوء التفسير الجديد ؟ المراد ان الشاعر يطلب من المعشوق ان يقطع الوصل مؤقتا حتى يعود و قد ملأه الشوق فيتعبد و يتذلل للمعشوق فالعبادة الان لن تكون كسابقتها و هذا شيء معروف عند بعض العرفاء حيث يفضلون البقاء على حافة الوصل و الحفاظ على الاثنينية بدلا من الوحدة مع المحبوب حيث يمكنهم التذلل و الخضوع للمحبوب . يدل على هذا المعنى قوله لا تقتليه بحق دين محمـد ، لان استغراقه في مشاهدة الجمال فناء في المحبوب و موت للهوية الدنيوية.
و في الابيات تفضيل واضح لطريق الحب على طريق النسك ، فنار الحب عندما تشتعل لا تبقي و لا تذر، و هذا هو المطلوب للوصول الى الاستغراق . فبدلا من التفكرات الفلسفية المعقدة والرياضات الشاقة و المحاولات الطويلة لترويض النفس و ترك الشهوات و النزوات يأتي الحب فيوحد الهم فيصبح الانسان فجأة مستغرقا في المحبوب مشغولا عن كل شيء بدون مجاهدة و معاناة و تكلف. و قد اتفق على هذا التفضيل اغلب المرتاضين فحتى الهندوس بعد ان يستعرضوا طرق الوصول من نسك و معرفة و خدمة اجتماعية و ما الى ذلك يشيرون في النهاية الى ان طريق الحب و التفاني هو اقوى الطرق . الان ربما تعرف لماذا اهل البيت عليهم السلام يكررون ان سفينة الحسين عليه السلام اسرع و اوسع فالحسين عليه السلام أصل الحب الذي منه تبدأ كل قصص الحب فمنه خلق العشق و اليه يعود .
در ازل برتو حسنت زتجلى دم زد ... عشق بيداشد و اتش بهمه عالم زد
دع عنك عشق العاشقين فإنما خلق الغرام لحب آل محمد
دمتم في الرضا ،