عن قلة الذوق
بسم الله الرحمن الرحيم
الكثير من الكتاب و المفكرين كتبوا عن اسباب تدهور الحضارة الانسانية و اننا نشهد تقدما تقنيا و تراجعا انسانيا ، و نشرت دراسات و حلول و اقتراحات لمواطن الخلل و كيف تتم معالجتها .
بعد تأمل يمكننا ان نعزو كل هذه المشاكل الى سبب بسيط هو انعدام او قلة الذوق و الحل هو في البحث عن كيفية تصحيح اختلال حاسة الذوق . ربما يبدو الامر تبسيطا مبالغا فيه و لكن واقعا لو تفكرنا ان الامر لا يعدو كونه مشكلة في الذوق لا اكثر .
لنأخذ المستوى الاخلاقي الا نقول عن شخص عديم الاخلاق او متعجرف يتصرف بعنجهية انه قليل ذوق ؟ فعلا لو ان لديه قليلا من الذوق لترفع عن التصرف بجلافة.
الاخلاق اصلا تدور مدار الذوق فمن يتحلى بقليل من الذوق لا يحتاج ان يقرا كتب الاخلاق كي يدرك انه يتوجب عليه القيام لكي يجلس مكانه من هو اكبر منه سنا او امرأة و هو في حافلة مكتظة .
الدين اصلا في اغلبه مسألة ذوق لذلك لا يعذر من لا دين له من التحلي بالصفات الكريمة التي يدعو لها الدين. المشكلة ان البعض متبلد لدرجة انه لا يدرك مثلا وجوب احترام الوالدين فيحتاج لنصح القران الكريم او زجره.
اذا ليست المشكلة في ان العالم يبتعد عن الدين بقدر كونها ابتعادا عن الذوق ، و الا هل من لديه ذوق سليم يحتاج لمن يخبره ان الزنا فجور و فاحشة ، هل من لديه ذوق يسمح لنفسه اصلا بالتفكير في مضاجعة القصر او ممارسة الشذوذ؟
نأتي الى الجانب الفكري و الثقافي ..
يقال ان عند بعض العلماء ذوق في الاحاديث الشريفة حتى انه يستطيع ان يحكم على الحديث بالصحة او الضعف قبل ان يحقق السند .. لماذا هذا ؟ لان الاحاديث الصحيحة لها طعم خاص من لديه ذوق يستطيع ان يتذوقها مباشرة …
لماذا يهجر القران ؟ لا غرابة ان يهجر القران من لا يتذوقه فالقرآن جميل و الجمال يحتاج لتذوق كي تعيشه ، و لكن "لا يمسه الا المطهرون" هذا في ظاهره فكيف بباطنه ؟!
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا اصبحنا لا نستطيع ان نميز بين الكذب و الحقيقة و الا فالكذب له رائحة يمكن ان تشمها و الحقيقة لها نور يمكن ان تراه …
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا استبدلنا الموسيقى الكلاسيكية بموسيقى الراب و الكلمات الماجنة ، و مسرحيات شكسبير بالهراء الذي يبث على الشاشات على مدار الساعة …
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا استبدلنا روايات تولستوي بروايات عبير ..
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا اصبح الفن مجرد سفور و فجور، و استبدلت افلام كوروساوا بأفلام الاكشن الرخيصة …
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا اصبحنا لا نحسن ان نميز بين الكتابة الجيدة و الردئية ، و اصبح رصيدنا الثقافي مجرد صحف و مجلات …
عندما اختلت حاسة الذوق سقطت المراة من قدسيتها و جمالها الى ان اصبحت نسخة منعمة من الرجل …
على الصعيد التقني هناك مقولة مشهورة لستيف جوبز عن ميكروسوفت حيث قال : مشكلتهم انهم ليس لديهم ذوق ! ليس لديهم ذوق بتاتا !…
هذا و استغفر الله ربي و اتوب اليه ،
الكثير من الكتاب و المفكرين كتبوا عن اسباب تدهور الحضارة الانسانية و اننا نشهد تقدما تقنيا و تراجعا انسانيا ، و نشرت دراسات و حلول و اقتراحات لمواطن الخلل و كيف تتم معالجتها .
بعد تأمل يمكننا ان نعزو كل هذه المشاكل الى سبب بسيط هو انعدام او قلة الذوق و الحل هو في البحث عن كيفية تصحيح اختلال حاسة الذوق . ربما يبدو الامر تبسيطا مبالغا فيه و لكن واقعا لو تفكرنا ان الامر لا يعدو كونه مشكلة في الذوق لا اكثر .
لنأخذ المستوى الاخلاقي الا نقول عن شخص عديم الاخلاق او متعجرف يتصرف بعنجهية انه قليل ذوق ؟ فعلا لو ان لديه قليلا من الذوق لترفع عن التصرف بجلافة.
الاخلاق اصلا تدور مدار الذوق فمن يتحلى بقليل من الذوق لا يحتاج ان يقرا كتب الاخلاق كي يدرك انه يتوجب عليه القيام لكي يجلس مكانه من هو اكبر منه سنا او امرأة و هو في حافلة مكتظة .
الدين اصلا في اغلبه مسألة ذوق لذلك لا يعذر من لا دين له من التحلي بالصفات الكريمة التي يدعو لها الدين. المشكلة ان البعض متبلد لدرجة انه لا يدرك مثلا وجوب احترام الوالدين فيحتاج لنصح القران الكريم او زجره.
اذا ليست المشكلة في ان العالم يبتعد عن الدين بقدر كونها ابتعادا عن الذوق ، و الا هل من لديه ذوق سليم يحتاج لمن يخبره ان الزنا فجور و فاحشة ، هل من لديه ذوق يسمح لنفسه اصلا بالتفكير في مضاجعة القصر او ممارسة الشذوذ؟
نأتي الى الجانب الفكري و الثقافي ..
يقال ان عند بعض العلماء ذوق في الاحاديث الشريفة حتى انه يستطيع ان يحكم على الحديث بالصحة او الضعف قبل ان يحقق السند .. لماذا هذا ؟ لان الاحاديث الصحيحة لها طعم خاص من لديه ذوق يستطيع ان يتذوقها مباشرة …
لماذا يهجر القران ؟ لا غرابة ان يهجر القران من لا يتذوقه فالقرآن جميل و الجمال يحتاج لتذوق كي تعيشه ، و لكن "لا يمسه الا المطهرون" هذا في ظاهره فكيف بباطنه ؟!
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا اصبحنا لا نستطيع ان نميز بين الكذب و الحقيقة و الا فالكذب له رائحة يمكن ان تشمها و الحقيقة لها نور يمكن ان تراه …
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا استبدلنا الموسيقى الكلاسيكية بموسيقى الراب و الكلمات الماجنة ، و مسرحيات شكسبير بالهراء الذي يبث على الشاشات على مدار الساعة …
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا استبدلنا روايات تولستوي بروايات عبير ..
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا اصبح الفن مجرد سفور و فجور، و استبدلت افلام كوروساوا بأفلام الاكشن الرخيصة …
عندما اختلت حاسة الذوق عندنا اصبحنا لا نحسن ان نميز بين الكتابة الجيدة و الردئية ، و اصبح رصيدنا الثقافي مجرد صحف و مجلات …
عندما اختلت حاسة الذوق سقطت المراة من قدسيتها و جمالها الى ان اصبحت نسخة منعمة من الرجل …
على الصعيد التقني هناك مقولة مشهورة لستيف جوبز عن ميكروسوفت حيث قال : مشكلتهم انهم ليس لديهم ذوق ! ليس لديهم ذوق بتاتا !…
هذا و استغفر الله ربي و اتوب اليه ،