الانتحار و الاكتئاب
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية ربما يستغرب في العنوان تقديمه الانتحار على الاكتئاب ، فالعادة ان الاكتئاب كونه احد الاسباب الرئيسية المؤدية للانتحار يقدم في العنوان من باب تقدم السبب المؤدي الى النتيجة كـ "صحبة السوء و المخدرات" ، و لكن هذا اخلق بالمقالات الاكاديمية او الدراسات النفسية التي تحلل و تدرس ظاهرة الانتحار او اي ظاهرة اخرى. اما انا فلا شأني لي بهذا كله و انما اكتب هذه المقالة تعبيرا عن تجربة و حالة نفسية عشتها بعد مطالعة لبعض ظواهر الانتحار و التي ولدت لدي حالة اكتئاب شديد من هنا كان الانتحار ثم الاكتئاب. عملي هنا اذا فقط الاكتفاء بعرض ثلاثة من التجارب (الالمانية ، اليابانية ، الامريكية) و بعضا من مرئياتي لها و تأثري بها.
التجربة الالمانية :
منذ فترة ليست بالقصيرة شاهدت فيلم السقوط الذي يحكي قصة هتلر و الدولة النازية في اواخر ايامها و ساعاتها . في هذا الفيلم ثلاثة مواقف تستوقفني للتفكير فيها ..
اولا: ان هتلر لم يكتف بالانتحار هو و معشوقته التي تزوجها في اخر ساعة بل قام بقتل كلبته ايضا ثم امر بحرق الجثث كي لا تقع في ايدي الروس. اثار استغرابي هنا ان المخرج بالغ في مشهد قتل الكلبة و جعله مؤثرا جدا ، ما يدعوني للتعجب و السخرية في نفس الوقت فكيف يمكن لانسان مثل هتلر ان يقتل الاف البشر و يدمر المدن بدون رحمة ثم تاخذه العاطفة العظيمة و يترقق و هو يفارق كلبته ؟! كيف يمكن ان تقلب الموازين لدى البشر فيصبح الحيوان اعز عليه من الانسان . انه لمن السخرية حقا ان احد الافلام الايطالية تمت مقاضاته لاحتوائه على مشاهد قتل لحيوانات و يثور الراي العام على المخرج بينما لا يثور احد منهم للالاف التي تموت جوعا و قتلا كل يوم في كل مكان في العالم .
ثانيا: المشهد المؤثر و الصعب جدا هو مشهد انتحار عائلة غوبلز ، و غوبلز هذا - لمن لا يعرفه – احد اكثر الاشخاص ولاء لهتلر و الدولة النازية و هو العقل المدبر للاعلام النازي و ارضاء الراي العام. تربط هتلر علاقة قوية جدا باطفال هذه العائلة ، و اخلاص منقطع النظير من هذه العائلة لدرجة ان زوجة غوبلز لم تتقبل فكرة العيش في عالم لا يكون فيه العم هتلر موجودا لذلك رفضت ان يكبر اطفالها في هكذا عالم و قررت اخذهم معها. انه مشهد صعب فعلا عندما تأتي الام لتنويم اطفالها الذين لا يعرفون انها النومة الاخيرة و بكل هدوء و برود تضع القليل من السم في افواههم ليموتوا في اماكنهم . ولاء عائلة غوبلز لو تجاهلنا منطقيته و صحته ، شيء يدعونا الى التساؤل هل فعلا سنبقى مع من نؤمن بهم الى النهاية ؟! هل سنضحي بالابناء ..؟ في هذا الفيلم بشكل عام نرى التناقض الكبير بين من بقي من رجالات هتلر فهناك من كان اقرب المقربين و لكنه ضعف في الوقت الحرج و خان و هناك من بقي على ولائه ..
ثالثا: في المشاهد الختامية للفيلم و بعد ان تم سقوط برلين نرى انتحارات متتالية سواء ممن بقي في عرين هتلر او ممن يقاتلون في الشوارع . و اني و ان كنت اتفهم السيدات و الفتيات التي قاتلن بما بقي لديهن من اسلحة ثم انتحرن خوفا على اعراضهن الا اني لا افهم لماذا ينتحر جمع من الجنود الالمان ؟ هل هو يأس من الحياة القادمة او خوف من الاسر ؟ و ان يكن لماذا لا يقاتلون الى النهاية و يقتلون برصاص المحتل ؟! اعني ان الاسر لا يقع الا اذا استسلم الشخص و لكن يكفي ان تشهر سلاحك و لو كذبا حتى يقتلوك فلما تقتل نفسك بنفسك و توفر على العدو رصاصة ؟!
التجربة اليابانية :
لا يمكن ان نتكلم عن الانتحار و لا نتكلم عن اليابان بلد الانتحار! ربما الانتحار منتشر عند اليابانين منذ القدم كونه عبارة عن عملية تكفير للذنوب و هذا ما جرت عليه عادة السامورائيين . لكن لفت نظري مؤخرا عندهم غابة تسمى بحر الاشجار ، هذه الغابة التي تتداخل فيها الاشجار بشكل غريب تعتبر المكان الثاني على مستوى العالم في عدد الانتحارات . يوجد على مدخل الغابة لوحة كتب عليها "ان الحياة هدية من والديك .. و وضع رقم للاتصال و طلب المساعدة في مسائل الانتحار". طبعا انا كنت اعرف ان اليابان تعاني من ظاهرة الانتحار لانني شاهدت قبل سنوات فيلم دائرة الانتحار و هو فيلم يحكي عن ظاهرة الانتحارات الجماعية المنظمة التي يقوم بها المراهقون و الشباب في اليابان ، لذلك لم اكن مندهشا كثيرا عندما عرفت ان الكثير منهم فعلا ينتحرون برمي انفسهم امام القطارات ، و اضحكني ان الحكومة اليابانية تقوم بتغريم عوائل المنتحرين تكاليف فهمت ان منها تكاليف تنظيف المكان ؟!
الكثير من حوادث الانتحار عند الرجال هناك بسبب التراجع الاقتصادي الذي جعل من بعض الشركات تعلن افلاسها و تراكم الديون على المستثمرين او اصحاب العمل لذلك يقدم البعض منهم على الانتحار ليس هربا من المشاكل و الاستسلام و لكن من اجل ان تغطي التأمينات ديونه . حتى هنا توجد عزة و شهامة على الطريقة السامورائية فالبعض من هؤلاء قرر الانتحار لانه ليس بقادر على الوفاء بوعوده تجاه موظفيه و مستثمريه!
و اما السبب الاخر الاكثر انتشارا هو التضجر من المدرسة و العمل ، ما يعني ان هناك مشكلة في التجربة اليابانية على الصعيد المهني و الدراسي لانها عجزت عن توفير بيئة سعيدة لطلابها و موظفيها بخلاف ما يصور الينا بان هذه التجربة مثال يجب الاحتذاء به الى الحدود القصوى ..
عودة الى الغابة ، فهناك افلام وثائقية عنها متناثرة في اليوتيوب و غيره ، عندما كنت اشاهد بعض هذه الافلام كان يدخلني الاكتئاب من مجرد مشي المصور في الغابة ، هذا الشيء يرجع الى الاطار الذهني الذي ننظر به الى الاشياء فلو كان الفيلم الوثائقي عن جمال الطبيعة في اليابان او رحلة تأملية مع احد البوذيين لكانت نفسيتي كمشاهد منشرحة و مسرورة و لكن هي ذاتها صور الغابة عندما يكون الاطار الذهني كئيبا يتقصى اثار المنتحرين تصبح الغابة و كانها مقبرة و الاشجار الملتوية كانها اشباح و الصمت قاتلا..
يقال ان احد الكتاب اليابانين كتب رواية رومانسية عن الانتحار في هذه الغابة ما جعل نسبة الانتحارات فيها ترتفع الى ارقام مخيفة . حقيقة عندما يتتبع الفيلم الوثائقي اثار و بقايا و حتى جثث الموتى هناك لا تملك الا ان تتعاطف معهم و تتسائل ما هذا المجتمع او البيئة التي جعلتهم ينتهون الى هذه النهاية ؟! فمن سخريات القدر ان يكون هناك كتاب يسمى دليل الانتحار فيه طرق الانتحار و مدى صعوبتها بشكل جذاب و سهل الفهم !
ربما ينظر البعض لهؤلاء على انهم جبناء ضعفوا عن مجابهة متاعب الحياة و قد يكون هذا صحيحا فمهما يكن الوضع صعبا عند الشخص الياباني هل هو بصعوبة الحياة في بعض الدول الافريقية و الفقيرة مثلا ؟! في تلك الدول نرى جهادا مستميتا للبقاء على قيد الحياة و لكن اي حياة هذه التي يستميتون للبقاء فيها ؟! حياة الجوع و الشقاء و التعب .. و لكن هؤلاء اليابانيون ممن دخلوا هذه الغابة يثيرون الشفقة ايضا، فما هو حال اسرهم التي تسترد جثث ابنائها و البعض لا يتم العثور على جثته الا بعد ان اصبحت عظاما نخرة. احيانا تبقى بعض حاجيات هؤلاء كمشط و مرآة و قليل من الحلوى شاهد على معاناة هؤلاء الاشخاص في تلك الغابة ، شاهد على الضياع الذي عاشوه و شاهد على الوحشة و الرعب الذي عاينوه في تلك الليلة المظلمة الموحشة و ستبقى تحكي قصة معاناة انسان خلف وراءه عبرة ام ثكلى .. لكم يثير الشفقة و الحسرة مشهد بعض الازهار و الحلويات التي وضعها اقارب المنتحر في مكان انتحار ابنهم عل روحه الحائرة تجد شيئا من الحب و الحنان الذي فقدته في الحياة الدنيا ..
التجربة الامريكية :
لا يمكن الكلام عن الانتحار بدون ان نختم بمجزرة جونز تاون ، الحقيقة منذ فترة طويلة و انا اسمع بها و لكن لم اجد العزم لمطالعتها بشكل مكثف الا مؤخرا ، حينها لم انم ليلتي من التفكير فيما جرى على هؤلاء المساكين . و لنستعرض القصة بشكل سريع و من يريد التفاصيل فهي متناثرة على اليتويوب و الويكيبيديا و تعتبر هذه الماساة من اكثر الماسي التي غطاها الاعلام لدرجة ان 98 % من الامريكان عندما سئلوا عن هذه الماساة اعربوا عن علمهم بها مع ان الشعب الامريكي معروف عنه عدم الاكتراث ..
شخص يدعى جيم جونز ذو طفولة مختلفة كبر ليحارب العنصرية التي كانت تعصف بالولايات المتحدة ايام الستينات و السبيعنات و لو انه بدا دعوته باستخدام الدين المسيحي الا انه في الحقيقة يدعو الى الشيوعية التي اعلنها صراحة لاحقا و رمى بالانجيل المقدس على الارض ، و ظهرت على يديه كرامات مزعومة و قد اصبح ذا نفوذ سياسي و تاثير اجتماعي كبير و لكن بسبب بعض الفضائح ازداد الضغط عليه فقرر الهرب الى غوينا حيث كان بدا العمل على مشروع قرية زراعية في وسط الادغال سميت جونز تاون. و قد دعى جونز اتباعه للانتقال و العيش معه هناك فانتقل معه جمع كبير من اعضاء "معبد الناس" . هناك بدا العمل على انشاء مجتمع ادعى انه اطهر مجتمع شيوعي ، و بدا مراسلة و مقابلة سفير الاتحاد السوفييتي تمهيدا لانتقال محتمل الى الاراضي السوفيتية الشيوعية . في هذه الفترة القصيرة وضع جونز قوانين صارمة للعيش في هذه القرية و مع ضغط اقارب و اهالي "اتباع جونز" في الولايات المتحدة جاء احد ممثلي الكونغرس مع وفد صحفي بسيط لدراسة القرية و استكشاف حقيقة الحياة فيها و الاستفسار عن الوضع الاجتماعي و الصحي ..
مبدئيا لم ير الوفد اي مخالفات صريحة من مثل تعذيب او اذى جسدي او اوضاع صحية متدهورة كما يشاع . و بعد الكلام مع اغلب السكان اعربوا عن انهم سعداء بوجودهم هنا و انهم لا يرغبون بالعودة و قبيل المغادرة انفجر الوضع عندما اعلن عدد قليل من السكان رغبتهم بالعودة مع الوفد ربما وصل عددهم الى 15 شخصا. و عندما ذهبوا الى محل تواجد الطائرات تم اعتراض الوفد و قتل بعض الوفد منهم ممثل الكونغرس. في تلك الاثناء و في داخل الطائرة كان احد الذين اعلنوا رغبتهم بالعودة مندسا ففتح النار على من كان صعد داخل الطائرة ..
اما في قرية جونز فقد عقد جونز لقاء اخيرا اخبر فيها جماعته انه قتل رجل الكونغرس و ان الولايات المتحدة لن تسكت عن هذا و ستاتي لقتلهم و تعذيب اطفالهم و كبارهم حينها دعاهم للانتحار الجماعي و قال اذا لم نستطع ان نعيش بسلام لنمت بسلام !. و واعدهم بان الحياة بعد الموت اكثر سعادة فلا داعي للخوف.
و بدات فصول الماساة التي يوجد شريط صوتي مسجل لها ، حيث ابتداوا بسقي الاطفال السم و من ثم شرع الكبار و توزع الافراد على حسب عائلاتهم و ماتوا في حالة يضم بعضهم بعضا .. هذا الانتحار الذي يسميه جونز الانتحار الثوري ليس الا مجزرة كبيرة .. الغريب ان هذا الحدث لم يكن وليد اللحظة بل سبقه بروفات لانتحارات جماعية اكتشفوا بعدها ان جونز لم يسقهم السم و لكن كان يختبر ولائهم ! اذا نستفيد انه فعلا تم غسل عقول هؤلاء المساكين كليا .
السؤال الاول الذي يتبادر الى الذهن من هو جونز هذا الذي كان له التاثير القوي لدرجة ان يقنع ما يفوق الـ 900 شخصا بالانتحار الجماعي ؟ في الحقيقة كنت اتوقع انه انسان مميز و له من السحر ما يجعل الانسان يجري خلفه بدون مبرر و لكن حقيقة لم اجد ما يميزه الا بعض خصال و مواقف بسيطة ، مثلا مواقفه الكثيرة في تحدي العنصرية لدرجة ان يطرده والده من مدينته و قد شكل جونز اسرة من الاطفال الذين تبناهم من اعراق مختلفة و غزارة اطلاعه خاصة في الفكر الديني و الشيوعي و اسلوبه الجذاب في الظهور و الكلام و لكن هذه الاشياء لا تقف امام مثالبه العديدة التي تجعل من له ادنى عقل يترفع عن اتباعه و الانغرار به فضلا عن تأليهه او ما شاكل ... فمن فضائح الرجل انه كان مدمنا لبعض العقاقير خاصة في اخر ايامه ما جعل حالته الصحية تتدهور. ايضا كونه استغل الدين ثم تنكر له كان من المفترض ان يجعل الكثير من اتباعه المنغرين به ان يتركوه ! ايضا استغلاله الجنسي لبعض عضوات المعبد و الادهى و الامر مجاهرته بممارسة اللواط مع بعض رجال المعبد و مع كل هذا فهو يدعي ان كل الناس في الاصل شذوذ جنسيا الا هو فقط الوحيد المستقيم في العالم و انما يمارس اللواط كي يرتقي و يرتبط معنويا مع الملاط بهم .. و من المهازل التي تبين لنا مدى الحالة المزرية التي وصلها الوضع ان احد اعضاء المعبد طلب من جونز ان يمارس الجنس مع زوجته لان ولائها للمعبد ضعف !
و لكي لا اطيل اكثر ، قد نظرت الى مأساة جونز تاون و تفكرت فيها من عدة زوايا هذه بعضها:
اولا زاوية اعضاء المعبد : كيف يمكن ان يتم غسل عقول هؤلاء المساكين لدرجة ان تقدم المراة طفلها امامها لاجتراع السم ، كيف يتم غسل العقل لدرجة ان يسكت الكل عن انتهاكهم جسديا و جنسيا . للوصول الى شيء مما عاناه هؤلاء يمكن ان يتخيل اي منا نفسه ماذا سيتطلب منه كي يقوم بقتل اطفاله و من ثم الانتحار بهدوء هو و زوجته ؟! . ما هي القضية التي كانوا يتكلمون عن انهم سيضحون من اجلها ؟! كيف تحولت تلك السعادة الى ماساة خلال ساعات فقط .. ماذا قدم لهم جونز لكي يستأهل كل هذا الولاء .. واقعا يمكن بكل بساطة ان نضع اللوم على غبائهم و ننهي الموضوع و لكن الموضوع اعقد من هذا لذا يجب دراسة العصر الذي عاش فيه هؤلاء و البيئة التي تمخضت عن هذه الماساة فالسبعينات شيء اخر .. صور جثثهم الملقاة متعفنة على شكل حلقات اسرية شاهد على الماسي التي يرتكبها الانسان ، و ما ظلمونا و لكن كانوا انفسهم يظلمون ..
ثانيا زاوية جونز : كيف تحول الحلم الى كابوس و كيف تحول القسيس الى دمية في يد الشيطان ؟! لماذا عند مفترق الطرق اخذ جونز اتباعه الى الجحيم بعد ان شهد الكثير لمجهوداتهم بانها طموحة و فعلا لها مستقبل زاهر ؟! و لربما قال البعض انه مشروع المجتمع المثالي ؟!
هل كان جونز يعي ما يفعله و انه فعلا يعتقد بان هذا الانتحار الثوري سيكون له تاثير تاريخي على اصلاح الوضع العام ام انه مجرد هروب من الفشل الذي وقع فيه و انانية في الا يذهب الى الجحيم بنفسه فقط بل لياخذ معه اتباعه ؟!
يستفاد من الاحاديث الكثيرة الواردة في اكرام بني ادم ان الله سبحانه و تعالى جعل لهم حرمة و ان كانوا ضالين فليت شعري ما سيكون جزاء جونز بعد ان اضل خلق الله و اتلف ارواحهم و سعى في الارض فسادا و غرر بهم ، و لكن ربما مثل ما قال احد المعلقين : و كأنما مع العاصفة المفاجئة دخل الشيطان الى القرية !
ثالثا زاوية ملك الموت : اتساءل ما كان يدور في خلد ملك الموت و الملائكة الحاضرين لقبض الارواح ، هل ضحكوا على جهل بني ادم و ما يجنون على انفسهم ؟! فمن سخرية القدر ان في احدى اللقطات الماخوذة للقرية نرى لوحة مكتوب عليها "من لا يتعلمون من الماضي ، محكومون باعادته" ، فليت شعري لماذا لم يتعلم اعضاء معبد الناس من الماضي في الا يتبعوا اي ناعق اتباعا اعمى ! ما كانت النتيجة الا ان اوردهم المهالك حالهم كحال الامم الماضية .. هذا ام انه لا ! فلربما اخذت الملائكة الرحمة و الشفقة و الحسرة لحال هؤلاء المساكين و اخذت ارواح اطفالهم برفق ،،
هذا و استغفر الله ربي و اتوب اليه ،
بداية ربما يستغرب في العنوان تقديمه الانتحار على الاكتئاب ، فالعادة ان الاكتئاب كونه احد الاسباب الرئيسية المؤدية للانتحار يقدم في العنوان من باب تقدم السبب المؤدي الى النتيجة كـ "صحبة السوء و المخدرات" ، و لكن هذا اخلق بالمقالات الاكاديمية او الدراسات النفسية التي تحلل و تدرس ظاهرة الانتحار او اي ظاهرة اخرى. اما انا فلا شأني لي بهذا كله و انما اكتب هذه المقالة تعبيرا عن تجربة و حالة نفسية عشتها بعد مطالعة لبعض ظواهر الانتحار و التي ولدت لدي حالة اكتئاب شديد من هنا كان الانتحار ثم الاكتئاب. عملي هنا اذا فقط الاكتفاء بعرض ثلاثة من التجارب (الالمانية ، اليابانية ، الامريكية) و بعضا من مرئياتي لها و تأثري بها.
التجربة الالمانية :
منذ فترة ليست بالقصيرة شاهدت فيلم السقوط الذي يحكي قصة هتلر و الدولة النازية في اواخر ايامها و ساعاتها . في هذا الفيلم ثلاثة مواقف تستوقفني للتفكير فيها ..
اولا: ان هتلر لم يكتف بالانتحار هو و معشوقته التي تزوجها في اخر ساعة بل قام بقتل كلبته ايضا ثم امر بحرق الجثث كي لا تقع في ايدي الروس. اثار استغرابي هنا ان المخرج بالغ في مشهد قتل الكلبة و جعله مؤثرا جدا ، ما يدعوني للتعجب و السخرية في نفس الوقت فكيف يمكن لانسان مثل هتلر ان يقتل الاف البشر و يدمر المدن بدون رحمة ثم تاخذه العاطفة العظيمة و يترقق و هو يفارق كلبته ؟! كيف يمكن ان تقلب الموازين لدى البشر فيصبح الحيوان اعز عليه من الانسان . انه لمن السخرية حقا ان احد الافلام الايطالية تمت مقاضاته لاحتوائه على مشاهد قتل لحيوانات و يثور الراي العام على المخرج بينما لا يثور احد منهم للالاف التي تموت جوعا و قتلا كل يوم في كل مكان في العالم .
ثانيا: المشهد المؤثر و الصعب جدا هو مشهد انتحار عائلة غوبلز ، و غوبلز هذا - لمن لا يعرفه – احد اكثر الاشخاص ولاء لهتلر و الدولة النازية و هو العقل المدبر للاعلام النازي و ارضاء الراي العام. تربط هتلر علاقة قوية جدا باطفال هذه العائلة ، و اخلاص منقطع النظير من هذه العائلة لدرجة ان زوجة غوبلز لم تتقبل فكرة العيش في عالم لا يكون فيه العم هتلر موجودا لذلك رفضت ان يكبر اطفالها في هكذا عالم و قررت اخذهم معها. انه مشهد صعب فعلا عندما تأتي الام لتنويم اطفالها الذين لا يعرفون انها النومة الاخيرة و بكل هدوء و برود تضع القليل من السم في افواههم ليموتوا في اماكنهم . ولاء عائلة غوبلز لو تجاهلنا منطقيته و صحته ، شيء يدعونا الى التساؤل هل فعلا سنبقى مع من نؤمن بهم الى النهاية ؟! هل سنضحي بالابناء ..؟ في هذا الفيلم بشكل عام نرى التناقض الكبير بين من بقي من رجالات هتلر فهناك من كان اقرب المقربين و لكنه ضعف في الوقت الحرج و خان و هناك من بقي على ولائه ..
ثالثا: في المشاهد الختامية للفيلم و بعد ان تم سقوط برلين نرى انتحارات متتالية سواء ممن بقي في عرين هتلر او ممن يقاتلون في الشوارع . و اني و ان كنت اتفهم السيدات و الفتيات التي قاتلن بما بقي لديهن من اسلحة ثم انتحرن خوفا على اعراضهن الا اني لا افهم لماذا ينتحر جمع من الجنود الالمان ؟ هل هو يأس من الحياة القادمة او خوف من الاسر ؟ و ان يكن لماذا لا يقاتلون الى النهاية و يقتلون برصاص المحتل ؟! اعني ان الاسر لا يقع الا اذا استسلم الشخص و لكن يكفي ان تشهر سلاحك و لو كذبا حتى يقتلوك فلما تقتل نفسك بنفسك و توفر على العدو رصاصة ؟!
التجربة اليابانية :
لا يمكن ان نتكلم عن الانتحار و لا نتكلم عن اليابان بلد الانتحار! ربما الانتحار منتشر عند اليابانين منذ القدم كونه عبارة عن عملية تكفير للذنوب و هذا ما جرت عليه عادة السامورائيين . لكن لفت نظري مؤخرا عندهم غابة تسمى بحر الاشجار ، هذه الغابة التي تتداخل فيها الاشجار بشكل غريب تعتبر المكان الثاني على مستوى العالم في عدد الانتحارات . يوجد على مدخل الغابة لوحة كتب عليها "ان الحياة هدية من والديك .. و وضع رقم للاتصال و طلب المساعدة في مسائل الانتحار". طبعا انا كنت اعرف ان اليابان تعاني من ظاهرة الانتحار لانني شاهدت قبل سنوات فيلم دائرة الانتحار و هو فيلم يحكي عن ظاهرة الانتحارات الجماعية المنظمة التي يقوم بها المراهقون و الشباب في اليابان ، لذلك لم اكن مندهشا كثيرا عندما عرفت ان الكثير منهم فعلا ينتحرون برمي انفسهم امام القطارات ، و اضحكني ان الحكومة اليابانية تقوم بتغريم عوائل المنتحرين تكاليف فهمت ان منها تكاليف تنظيف المكان ؟!
الكثير من حوادث الانتحار عند الرجال هناك بسبب التراجع الاقتصادي الذي جعل من بعض الشركات تعلن افلاسها و تراكم الديون على المستثمرين او اصحاب العمل لذلك يقدم البعض منهم على الانتحار ليس هربا من المشاكل و الاستسلام و لكن من اجل ان تغطي التأمينات ديونه . حتى هنا توجد عزة و شهامة على الطريقة السامورائية فالبعض من هؤلاء قرر الانتحار لانه ليس بقادر على الوفاء بوعوده تجاه موظفيه و مستثمريه!
و اما السبب الاخر الاكثر انتشارا هو التضجر من المدرسة و العمل ، ما يعني ان هناك مشكلة في التجربة اليابانية على الصعيد المهني و الدراسي لانها عجزت عن توفير بيئة سعيدة لطلابها و موظفيها بخلاف ما يصور الينا بان هذه التجربة مثال يجب الاحتذاء به الى الحدود القصوى ..
عودة الى الغابة ، فهناك افلام وثائقية عنها متناثرة في اليوتيوب و غيره ، عندما كنت اشاهد بعض هذه الافلام كان يدخلني الاكتئاب من مجرد مشي المصور في الغابة ، هذا الشيء يرجع الى الاطار الذهني الذي ننظر به الى الاشياء فلو كان الفيلم الوثائقي عن جمال الطبيعة في اليابان او رحلة تأملية مع احد البوذيين لكانت نفسيتي كمشاهد منشرحة و مسرورة و لكن هي ذاتها صور الغابة عندما يكون الاطار الذهني كئيبا يتقصى اثار المنتحرين تصبح الغابة و كانها مقبرة و الاشجار الملتوية كانها اشباح و الصمت قاتلا..
يقال ان احد الكتاب اليابانين كتب رواية رومانسية عن الانتحار في هذه الغابة ما جعل نسبة الانتحارات فيها ترتفع الى ارقام مخيفة . حقيقة عندما يتتبع الفيلم الوثائقي اثار و بقايا و حتى جثث الموتى هناك لا تملك الا ان تتعاطف معهم و تتسائل ما هذا المجتمع او البيئة التي جعلتهم ينتهون الى هذه النهاية ؟! فمن سخريات القدر ان يكون هناك كتاب يسمى دليل الانتحار فيه طرق الانتحار و مدى صعوبتها بشكل جذاب و سهل الفهم !
ربما ينظر البعض لهؤلاء على انهم جبناء ضعفوا عن مجابهة متاعب الحياة و قد يكون هذا صحيحا فمهما يكن الوضع صعبا عند الشخص الياباني هل هو بصعوبة الحياة في بعض الدول الافريقية و الفقيرة مثلا ؟! في تلك الدول نرى جهادا مستميتا للبقاء على قيد الحياة و لكن اي حياة هذه التي يستميتون للبقاء فيها ؟! حياة الجوع و الشقاء و التعب .. و لكن هؤلاء اليابانيون ممن دخلوا هذه الغابة يثيرون الشفقة ايضا، فما هو حال اسرهم التي تسترد جثث ابنائها و البعض لا يتم العثور على جثته الا بعد ان اصبحت عظاما نخرة. احيانا تبقى بعض حاجيات هؤلاء كمشط و مرآة و قليل من الحلوى شاهد على معاناة هؤلاء الاشخاص في تلك الغابة ، شاهد على الضياع الذي عاشوه و شاهد على الوحشة و الرعب الذي عاينوه في تلك الليلة المظلمة الموحشة و ستبقى تحكي قصة معاناة انسان خلف وراءه عبرة ام ثكلى .. لكم يثير الشفقة و الحسرة مشهد بعض الازهار و الحلويات التي وضعها اقارب المنتحر في مكان انتحار ابنهم عل روحه الحائرة تجد شيئا من الحب و الحنان الذي فقدته في الحياة الدنيا ..
التجربة الامريكية :
لا يمكن الكلام عن الانتحار بدون ان نختم بمجزرة جونز تاون ، الحقيقة منذ فترة طويلة و انا اسمع بها و لكن لم اجد العزم لمطالعتها بشكل مكثف الا مؤخرا ، حينها لم انم ليلتي من التفكير فيما جرى على هؤلاء المساكين . و لنستعرض القصة بشكل سريع و من يريد التفاصيل فهي متناثرة على اليتويوب و الويكيبيديا و تعتبر هذه الماساة من اكثر الماسي التي غطاها الاعلام لدرجة ان 98 % من الامريكان عندما سئلوا عن هذه الماساة اعربوا عن علمهم بها مع ان الشعب الامريكي معروف عنه عدم الاكتراث ..
شخص يدعى جيم جونز ذو طفولة مختلفة كبر ليحارب العنصرية التي كانت تعصف بالولايات المتحدة ايام الستينات و السبيعنات و لو انه بدا دعوته باستخدام الدين المسيحي الا انه في الحقيقة يدعو الى الشيوعية التي اعلنها صراحة لاحقا و رمى بالانجيل المقدس على الارض ، و ظهرت على يديه كرامات مزعومة و قد اصبح ذا نفوذ سياسي و تاثير اجتماعي كبير و لكن بسبب بعض الفضائح ازداد الضغط عليه فقرر الهرب الى غوينا حيث كان بدا العمل على مشروع قرية زراعية في وسط الادغال سميت جونز تاون. و قد دعى جونز اتباعه للانتقال و العيش معه هناك فانتقل معه جمع كبير من اعضاء "معبد الناس" . هناك بدا العمل على انشاء مجتمع ادعى انه اطهر مجتمع شيوعي ، و بدا مراسلة و مقابلة سفير الاتحاد السوفييتي تمهيدا لانتقال محتمل الى الاراضي السوفيتية الشيوعية . في هذه الفترة القصيرة وضع جونز قوانين صارمة للعيش في هذه القرية و مع ضغط اقارب و اهالي "اتباع جونز" في الولايات المتحدة جاء احد ممثلي الكونغرس مع وفد صحفي بسيط لدراسة القرية و استكشاف حقيقة الحياة فيها و الاستفسار عن الوضع الاجتماعي و الصحي ..
مبدئيا لم ير الوفد اي مخالفات صريحة من مثل تعذيب او اذى جسدي او اوضاع صحية متدهورة كما يشاع . و بعد الكلام مع اغلب السكان اعربوا عن انهم سعداء بوجودهم هنا و انهم لا يرغبون بالعودة و قبيل المغادرة انفجر الوضع عندما اعلن عدد قليل من السكان رغبتهم بالعودة مع الوفد ربما وصل عددهم الى 15 شخصا. و عندما ذهبوا الى محل تواجد الطائرات تم اعتراض الوفد و قتل بعض الوفد منهم ممثل الكونغرس. في تلك الاثناء و في داخل الطائرة كان احد الذين اعلنوا رغبتهم بالعودة مندسا ففتح النار على من كان صعد داخل الطائرة ..
اما في قرية جونز فقد عقد جونز لقاء اخيرا اخبر فيها جماعته انه قتل رجل الكونغرس و ان الولايات المتحدة لن تسكت عن هذا و ستاتي لقتلهم و تعذيب اطفالهم و كبارهم حينها دعاهم للانتحار الجماعي و قال اذا لم نستطع ان نعيش بسلام لنمت بسلام !. و واعدهم بان الحياة بعد الموت اكثر سعادة فلا داعي للخوف.
و بدات فصول الماساة التي يوجد شريط صوتي مسجل لها ، حيث ابتداوا بسقي الاطفال السم و من ثم شرع الكبار و توزع الافراد على حسب عائلاتهم و ماتوا في حالة يضم بعضهم بعضا .. هذا الانتحار الذي يسميه جونز الانتحار الثوري ليس الا مجزرة كبيرة .. الغريب ان هذا الحدث لم يكن وليد اللحظة بل سبقه بروفات لانتحارات جماعية اكتشفوا بعدها ان جونز لم يسقهم السم و لكن كان يختبر ولائهم ! اذا نستفيد انه فعلا تم غسل عقول هؤلاء المساكين كليا .
السؤال الاول الذي يتبادر الى الذهن من هو جونز هذا الذي كان له التاثير القوي لدرجة ان يقنع ما يفوق الـ 900 شخصا بالانتحار الجماعي ؟ في الحقيقة كنت اتوقع انه انسان مميز و له من السحر ما يجعل الانسان يجري خلفه بدون مبرر و لكن حقيقة لم اجد ما يميزه الا بعض خصال و مواقف بسيطة ، مثلا مواقفه الكثيرة في تحدي العنصرية لدرجة ان يطرده والده من مدينته و قد شكل جونز اسرة من الاطفال الذين تبناهم من اعراق مختلفة و غزارة اطلاعه خاصة في الفكر الديني و الشيوعي و اسلوبه الجذاب في الظهور و الكلام و لكن هذه الاشياء لا تقف امام مثالبه العديدة التي تجعل من له ادنى عقل يترفع عن اتباعه و الانغرار به فضلا عن تأليهه او ما شاكل ... فمن فضائح الرجل انه كان مدمنا لبعض العقاقير خاصة في اخر ايامه ما جعل حالته الصحية تتدهور. ايضا كونه استغل الدين ثم تنكر له كان من المفترض ان يجعل الكثير من اتباعه المنغرين به ان يتركوه ! ايضا استغلاله الجنسي لبعض عضوات المعبد و الادهى و الامر مجاهرته بممارسة اللواط مع بعض رجال المعبد و مع كل هذا فهو يدعي ان كل الناس في الاصل شذوذ جنسيا الا هو فقط الوحيد المستقيم في العالم و انما يمارس اللواط كي يرتقي و يرتبط معنويا مع الملاط بهم .. و من المهازل التي تبين لنا مدى الحالة المزرية التي وصلها الوضع ان احد اعضاء المعبد طلب من جونز ان يمارس الجنس مع زوجته لان ولائها للمعبد ضعف !
و لكي لا اطيل اكثر ، قد نظرت الى مأساة جونز تاون و تفكرت فيها من عدة زوايا هذه بعضها:
اولا زاوية اعضاء المعبد : كيف يمكن ان يتم غسل عقول هؤلاء المساكين لدرجة ان تقدم المراة طفلها امامها لاجتراع السم ، كيف يتم غسل العقل لدرجة ان يسكت الكل عن انتهاكهم جسديا و جنسيا . للوصول الى شيء مما عاناه هؤلاء يمكن ان يتخيل اي منا نفسه ماذا سيتطلب منه كي يقوم بقتل اطفاله و من ثم الانتحار بهدوء هو و زوجته ؟! . ما هي القضية التي كانوا يتكلمون عن انهم سيضحون من اجلها ؟! كيف تحولت تلك السعادة الى ماساة خلال ساعات فقط .. ماذا قدم لهم جونز لكي يستأهل كل هذا الولاء .. واقعا يمكن بكل بساطة ان نضع اللوم على غبائهم و ننهي الموضوع و لكن الموضوع اعقد من هذا لذا يجب دراسة العصر الذي عاش فيه هؤلاء و البيئة التي تمخضت عن هذه الماساة فالسبعينات شيء اخر .. صور جثثهم الملقاة متعفنة على شكل حلقات اسرية شاهد على الماسي التي يرتكبها الانسان ، و ما ظلمونا و لكن كانوا انفسهم يظلمون ..
ثانيا زاوية جونز : كيف تحول الحلم الى كابوس و كيف تحول القسيس الى دمية في يد الشيطان ؟! لماذا عند مفترق الطرق اخذ جونز اتباعه الى الجحيم بعد ان شهد الكثير لمجهوداتهم بانها طموحة و فعلا لها مستقبل زاهر ؟! و لربما قال البعض انه مشروع المجتمع المثالي ؟!
هل كان جونز يعي ما يفعله و انه فعلا يعتقد بان هذا الانتحار الثوري سيكون له تاثير تاريخي على اصلاح الوضع العام ام انه مجرد هروب من الفشل الذي وقع فيه و انانية في الا يذهب الى الجحيم بنفسه فقط بل لياخذ معه اتباعه ؟!
يستفاد من الاحاديث الكثيرة الواردة في اكرام بني ادم ان الله سبحانه و تعالى جعل لهم حرمة و ان كانوا ضالين فليت شعري ما سيكون جزاء جونز بعد ان اضل خلق الله و اتلف ارواحهم و سعى في الارض فسادا و غرر بهم ، و لكن ربما مثل ما قال احد المعلقين : و كأنما مع العاصفة المفاجئة دخل الشيطان الى القرية !
ثالثا زاوية ملك الموت : اتساءل ما كان يدور في خلد ملك الموت و الملائكة الحاضرين لقبض الارواح ، هل ضحكوا على جهل بني ادم و ما يجنون على انفسهم ؟! فمن سخرية القدر ان في احدى اللقطات الماخوذة للقرية نرى لوحة مكتوب عليها "من لا يتعلمون من الماضي ، محكومون باعادته" ، فليت شعري لماذا لم يتعلم اعضاء معبد الناس من الماضي في الا يتبعوا اي ناعق اتباعا اعمى ! ما كانت النتيجة الا ان اوردهم المهالك حالهم كحال الامم الماضية .. هذا ام انه لا ! فلربما اخذت الملائكة الرحمة و الشفقة و الحسرة لحال هؤلاء المساكين و اخذت ارواح اطفالهم برفق ،،
هذا و استغفر الله ربي و اتوب اليه ،