كيف توقفت عن الأكل ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الاكل ضرورة للحياة ؟ سؤال قد يكون غريبا في اول وهلة و لكن الاغرب ان نعرف ان هناك من يدعي انه فعلا يعيش بدون الحاجة للغذاء او لنقل الغذاء التقليدي على كل حال ، كما سنرى ..
لست متأكدا تماما و لكن عملية الاكل بكل مراحلها التي تبدا من التبضع في السوبرماركت و اسواق الخضار الى الطبخ الى عملية الاكل ذاتها، نهاية بغسيل الصحون و التخلص من الفضلات، اعتقد انها من اكثر الانشطة التي تاخذ قدرا كبيرا من حياتنا ربما بعد النوم و المواصلات بالنسبة لنا كرجال و للسيدات ربما بعد النوم مباشرة . البعض يذهب الى اعلى من هذا فيعتبر الطبخ هواية جميلة يستمتع بكل تفاصيلها و هذا شيء ملاحظ كثيرا عند الغرب خاصة، ففي عالم البرمجة مثلا هذه الايام كتبوا كتابا بعنوان قريب من "الطبخ للمبرمجين". شخصيا حاولت فترة من الفترات ان اجعل من الطبخ هواية لي و لكني لم افلح فإني واقعا استكثر كل هذا الوقت و لكني متذوق جيد و استمتع بالطبخات الجيدة (اذا كان احد القراء يريد ان يدعوني لمطعم ما فسألبي .. !)
نعم ، قلت ان الوقت المقضي كثير جدا في هذه العمليات لذلك البعض يفضل الاكل الجاهز من المطاعم خاصة من اعتاد نظام الحياة السريع و لكن في النهاية سيبقى الكثيرون يرون ان وقتهم لا يجب ان يضيع في الاكل لاسباب مختلفة منهم بطل قصتنا اليوم.
في مقالته المعنونة بـ " كيف توقفت عن اكل الغذاء " يكتب لنا "روب" عن امتعاضه الشديد لعملية الاكل، للوقت و الجهد و المال الذي تأخذه منا . لذلك قام بتجربة صنع محلول سائل مكون من العناصر الاساسية التي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة . المقالة طويلة و سأضع رابطها في الاسفل و لكن تجدر الاشارة الى انه يدعي ان النظام نجح معه لمدة 30 يوما كفترة تجريبية و انه خلالها لم يأكل اي نوع من الاغذية المعتادة من فواكه و لحوم و غيرها ، و انه على العكس من المتوقع اصبح اكثر نشاطا و حيوية، و ان بشرته اصبحت اكثر نضارة و صفاء، و انه لا يحس بالجوع المستمر و لا تثار شهوته مع رائحة الاطعمة. و في اشارة لطيفة يقول انه عندما يمتص الجسم كل العناصر في الدم لا يكون هناك فضلات فهو لا يذهب الى دورة المياه لقضاء الحاجة . و قد اضاف ان من اصعب الامور هو الجانب الاجتماعي للاكل اي انه يصعب عليه ان يذهب لاجتماعات عائلية او لقاء اصدقاء لانهم يصرون عليه ان يشاركهم الاكل و هنا يكون الاحراج كبيرا في رد الدعوات ..
المقالة لاقت اهتماما كبيرا و رغب الكثير بتجربة هذا المحلول ، رابط المقالة :
http://robrhinehart.com/?p=298
حتى انه انشأ موقعا لمن يريد المشاركة في التجربة :
http://soylent.me/
طبعا المقالة تركت عندي كثيرا من الاسئلة للتأمل بغض النظر عن صحة مدعاه ، مثلا : الاكل و طقوسه عندنا واقعا توجد بها مشكلة فنحن نأكل كواجب اجتماعي او لمجرد اللذة و لا نأكل بعنوان سد الحاجة .. ثم اننا نتجاهل الكثير من النصائح التي وصلتنا عن طريق التراث و الشرع من الاكل عند الجوع و القيام قبل الشبع، و تحسين المضغ ..ألخ. ثم ان من ينظر الى امراضنا المنتشرة من سكر و ضغط و بدانة و غيرها يرى ارتباطها الوثيق بالتغذية عندنا ، فكأننا جعلنا مما يبقينا احياء ، ما يسرع بنا الى الامراض و الموت .
اساس المقالة ينطلق من كون الجسم يحتاج الى عناصر اساسية معينة فقط للتغذية ، تجدون القائمة كاملة هنا :
http://en.wikipedia.org/wiki/Essential_nutrient
لذلك هذا المحلول الذي يحتوي كل هذه العناصر ربما ينجح معه لكن التجربة قصيرة و لا يمكن الحكم بهذه السرعة . باعتبار ان منطلقنا دائما منطلق اسلامي نرى نصوصا كثيرة في ذم الاسراف في الاكل و لكن لا نراها ترغب بتركه او تنص على امكانية تركه على الخلاف من ذلك هناك احاديث تذم الرهبنة بهذه الطريقة و تنهى عن ترك نوع معين من الغذاء لفترات طويلة مثلما هو منتشر في ترك اللحوم عند المرتاضين و استبدالها كليا بالخضار و الاعشاب . بل نرى اهتماما كبيرا من الشرع برسم آداب خاصة لتناول الطعام (يطلبها من يريد في كتب الاخلاق و الاداب) و كأنه شيء مقدس تماما كما يعامل الاسلام الشهوة الجنسية فلا يدعو لقتلها بل الى التعايش معها و يرسم لها ادابا خاصة هي بدورها .
مقالة روب ليست بدعا في هذا المجال فهناك تجارب مقاربة لها و ان كانت تختلف عنها كثيرا او قليلا ، مثلا الصيام المائي : و الذي فحواه ان يصوم الشخص عن كل شيء سوى الماء لمدة معينة تصل الى 8 ايام مثلا و قد ادعوا فوائد صحية كثيرة لهذه العملية و لكن هناك من يقول بأنها خطرة و ضارة ايضا و يمكنكم ان تشاهدوا الكثير ممن جربوا هذا النوع من الصيام يكتبون او حتى ينشرون فيديوهات لهم على اليوتيوب يتكلمون فيها عن تجربتهم ، و هذا رابط لمن يريد المزيد في هذا الباب :
http://en.wikipedia.org/wiki/Water_fasting
لكن الاعجب ربما هو من يدعون انهم يكتفون بالهواء كغذاء ! او من يدعون انهم يتحصلون على كل الطاقة التي يحتاجها جسمهم من خلال النظر الى الشمس او الجلوس تحت اشعتها لفترات طويلة . هنا ترون مشهدا دعائيا لفيلم بعنوان " كل الشمس " و هو فيلم وثائقي عن هذه الظاهرة :
https://www.youtube.com/watch?v=ZM9iDdkKZ7M
او يمكن البحث عن sun gazing للمزيد عن تاريخ هذه الظاهرة و من يمارسونها الان ، فهي فعلا قديمة بل انني قرات عن الصوفية من امثال الحلاج انهم مارسوا هذه الطقوس و لكن بغرض ترويض النفس .. و لكن الكثير ممن اراهم الان يدعون انها بديل عن الاكل و كل شخص منهم يدعي انه قضى عشرات السنين بدون اكل .. ربما من اشهر هؤلاء الاشخاص اعلاميا هذا الرجل المدعو وايلي بروكس، و في هذا المقطع يتكلم عن ظاهرة الاكتفاء بالهواء فقط !:
https://www.youtube.com/watch?v=rybFmE2qtaw
الرجل تحوطه نظريات مختلفة بعضها تتهمه بالنصب و الاحتيال و اخرى ترى منه قائدا روحيا ..
ختاما عودا الى النظرة الدينية لا ارى ان هذه الاشياء عملية في حياتنا و لو من باب التجربة لخصوص الجانب الاجتماعي الذي يفرض نفسه عليك فأنت بالكاد تجد يوما للصوم العادي فضلا عن ترك الاكل كليا ، و ليس هذا بعجب او منكر فالدين يولي اهمية كبرى لاجابة الدعوات في الطعام ، تصل الى ترغيب اجابة الدعوة للذي يصوم ندبا مع الحصول على اجر الصيام ..
دمتم في الرضا ،
هل الاكل ضرورة للحياة ؟ سؤال قد يكون غريبا في اول وهلة و لكن الاغرب ان نعرف ان هناك من يدعي انه فعلا يعيش بدون الحاجة للغذاء او لنقل الغذاء التقليدي على كل حال ، كما سنرى ..
لست متأكدا تماما و لكن عملية الاكل بكل مراحلها التي تبدا من التبضع في السوبرماركت و اسواق الخضار الى الطبخ الى عملية الاكل ذاتها، نهاية بغسيل الصحون و التخلص من الفضلات، اعتقد انها من اكثر الانشطة التي تاخذ قدرا كبيرا من حياتنا ربما بعد النوم و المواصلات بالنسبة لنا كرجال و للسيدات ربما بعد النوم مباشرة . البعض يذهب الى اعلى من هذا فيعتبر الطبخ هواية جميلة يستمتع بكل تفاصيلها و هذا شيء ملاحظ كثيرا عند الغرب خاصة، ففي عالم البرمجة مثلا هذه الايام كتبوا كتابا بعنوان قريب من "الطبخ للمبرمجين". شخصيا حاولت فترة من الفترات ان اجعل من الطبخ هواية لي و لكني لم افلح فإني واقعا استكثر كل هذا الوقت و لكني متذوق جيد و استمتع بالطبخات الجيدة (اذا كان احد القراء يريد ان يدعوني لمطعم ما فسألبي .. !)
نعم ، قلت ان الوقت المقضي كثير جدا في هذه العمليات لذلك البعض يفضل الاكل الجاهز من المطاعم خاصة من اعتاد نظام الحياة السريع و لكن في النهاية سيبقى الكثيرون يرون ان وقتهم لا يجب ان يضيع في الاكل لاسباب مختلفة منهم بطل قصتنا اليوم.
في مقالته المعنونة بـ " كيف توقفت عن اكل الغذاء " يكتب لنا "روب" عن امتعاضه الشديد لعملية الاكل، للوقت و الجهد و المال الذي تأخذه منا . لذلك قام بتجربة صنع محلول سائل مكون من العناصر الاساسية التي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة . المقالة طويلة و سأضع رابطها في الاسفل و لكن تجدر الاشارة الى انه يدعي ان النظام نجح معه لمدة 30 يوما كفترة تجريبية و انه خلالها لم يأكل اي نوع من الاغذية المعتادة من فواكه و لحوم و غيرها ، و انه على العكس من المتوقع اصبح اكثر نشاطا و حيوية، و ان بشرته اصبحت اكثر نضارة و صفاء، و انه لا يحس بالجوع المستمر و لا تثار شهوته مع رائحة الاطعمة. و في اشارة لطيفة يقول انه عندما يمتص الجسم كل العناصر في الدم لا يكون هناك فضلات فهو لا يذهب الى دورة المياه لقضاء الحاجة . و قد اضاف ان من اصعب الامور هو الجانب الاجتماعي للاكل اي انه يصعب عليه ان يذهب لاجتماعات عائلية او لقاء اصدقاء لانهم يصرون عليه ان يشاركهم الاكل و هنا يكون الاحراج كبيرا في رد الدعوات ..
المقالة لاقت اهتماما كبيرا و رغب الكثير بتجربة هذا المحلول ، رابط المقالة :
http://robrhinehart.com/?p=298
حتى انه انشأ موقعا لمن يريد المشاركة في التجربة :
http://soylent.me/
طبعا المقالة تركت عندي كثيرا من الاسئلة للتأمل بغض النظر عن صحة مدعاه ، مثلا : الاكل و طقوسه عندنا واقعا توجد بها مشكلة فنحن نأكل كواجب اجتماعي او لمجرد اللذة و لا نأكل بعنوان سد الحاجة .. ثم اننا نتجاهل الكثير من النصائح التي وصلتنا عن طريق التراث و الشرع من الاكل عند الجوع و القيام قبل الشبع، و تحسين المضغ ..ألخ. ثم ان من ينظر الى امراضنا المنتشرة من سكر و ضغط و بدانة و غيرها يرى ارتباطها الوثيق بالتغذية عندنا ، فكأننا جعلنا مما يبقينا احياء ، ما يسرع بنا الى الامراض و الموت .
اساس المقالة ينطلق من كون الجسم يحتاج الى عناصر اساسية معينة فقط للتغذية ، تجدون القائمة كاملة هنا :
http://en.wikipedia.org/wiki/Essential_nutrient
لذلك هذا المحلول الذي يحتوي كل هذه العناصر ربما ينجح معه لكن التجربة قصيرة و لا يمكن الحكم بهذه السرعة . باعتبار ان منطلقنا دائما منطلق اسلامي نرى نصوصا كثيرة في ذم الاسراف في الاكل و لكن لا نراها ترغب بتركه او تنص على امكانية تركه على الخلاف من ذلك هناك احاديث تذم الرهبنة بهذه الطريقة و تنهى عن ترك نوع معين من الغذاء لفترات طويلة مثلما هو منتشر في ترك اللحوم عند المرتاضين و استبدالها كليا بالخضار و الاعشاب . بل نرى اهتماما كبيرا من الشرع برسم آداب خاصة لتناول الطعام (يطلبها من يريد في كتب الاخلاق و الاداب) و كأنه شيء مقدس تماما كما يعامل الاسلام الشهوة الجنسية فلا يدعو لقتلها بل الى التعايش معها و يرسم لها ادابا خاصة هي بدورها .
مقالة روب ليست بدعا في هذا المجال فهناك تجارب مقاربة لها و ان كانت تختلف عنها كثيرا او قليلا ، مثلا الصيام المائي : و الذي فحواه ان يصوم الشخص عن كل شيء سوى الماء لمدة معينة تصل الى 8 ايام مثلا و قد ادعوا فوائد صحية كثيرة لهذه العملية و لكن هناك من يقول بأنها خطرة و ضارة ايضا و يمكنكم ان تشاهدوا الكثير ممن جربوا هذا النوع من الصيام يكتبون او حتى ينشرون فيديوهات لهم على اليوتيوب يتكلمون فيها عن تجربتهم ، و هذا رابط لمن يريد المزيد في هذا الباب :
http://en.wikipedia.org/wiki/Water_fasting
لكن الاعجب ربما هو من يدعون انهم يكتفون بالهواء كغذاء ! او من يدعون انهم يتحصلون على كل الطاقة التي يحتاجها جسمهم من خلال النظر الى الشمس او الجلوس تحت اشعتها لفترات طويلة . هنا ترون مشهدا دعائيا لفيلم بعنوان " كل الشمس " و هو فيلم وثائقي عن هذه الظاهرة :
https://www.youtube.com/watch?v=ZM9iDdkKZ7M
او يمكن البحث عن sun gazing للمزيد عن تاريخ هذه الظاهرة و من يمارسونها الان ، فهي فعلا قديمة بل انني قرات عن الصوفية من امثال الحلاج انهم مارسوا هذه الطقوس و لكن بغرض ترويض النفس .. و لكن الكثير ممن اراهم الان يدعون انها بديل عن الاكل و كل شخص منهم يدعي انه قضى عشرات السنين بدون اكل .. ربما من اشهر هؤلاء الاشخاص اعلاميا هذا الرجل المدعو وايلي بروكس، و في هذا المقطع يتكلم عن ظاهرة الاكتفاء بالهواء فقط !:
https://www.youtube.com/watch?v=rybFmE2qtaw
الرجل تحوطه نظريات مختلفة بعضها تتهمه بالنصب و الاحتيال و اخرى ترى منه قائدا روحيا ..
ختاما عودا الى النظرة الدينية لا ارى ان هذه الاشياء عملية في حياتنا و لو من باب التجربة لخصوص الجانب الاجتماعي الذي يفرض نفسه عليك فأنت بالكاد تجد يوما للصوم العادي فضلا عن ترك الاكل كليا ، و ليس هذا بعجب او منكر فالدين يولي اهمية كبرى لاجابة الدعوات في الطعام ، تصل الى ترغيب اجابة الدعوة للذي يصوم ندبا مع الحصول على اجر الصيام ..
دمتم في الرضا ،