كتاب النيكوتين
بسم الله الرحمن الرحيم
في المدخل من كتاب "لقاءات مع أُناس مميزين" يذكر غردجيف قصة شدت انتباهي ملخصها انه كان هناك كاتب يتجول في بعض البلدان مع زوجته لدراسة تأثير النيكوتين على اعضاء الانسان . و عندما استقر الكاتب اخيرا ليشرع في كتابة كتابه واجها مشكلة في عدم توافر السيولة المادية اذ ان الزوجة استهلكت المال في الاسفار و لم تدخر ما يعينهم للايام القادمة. هذه الزوجة الجميلة ادركت خطأها فارادت ان تعوض على زوجها و بدات بالعمل ككاتبة على آلة الطباعة و لكن احدهم في مكان العمل قام بمحاولات عديدة لاغرائها . و بما ان الزوجة عفيفة و لا يمكن ان تخون زوجها رفضته مرارا الى ان قام بطردها من العمل . و مضت الايام و انتهى الزوج من كتابه بعد اللتيا و التي و لكن ذلك الرجل استخدم نفوذه و قام بالترويج ضد هذا الكتاب الى درجة ان اسقط هذا الكتاب من الاعتبار كليا ففشل الكتاب و ذهبت اتعاب الرجل ادراج الرياح . طبعا هذا حكم بالاعدام لمسيرة الرجل ككاتب فما كان من الزوجين الا ان قاما بالانتحار معا لتنتهي هذه القصة بشكل مأساوي جدا.
غردجيف يذكر هذه القصة في سياق كلامه عن الاعلام الفاسد في زمانه و ماذا يحدث خلف ابواب مكاتب الصحافة و النشر . و قد ذكر قصصا اخرى ليست موضع الشاهد هنا و لكن اقول ليت ان غردجيف يحضر زماننا ليرى اين وصل الفساد في عالم النشر والكتابة و الاعلان و من يقوم عليها . و من اللطيف اني للتو قرأت سؤالا من احد الاشخاص يطلب من الاعضاء مساعدته في العثور على مصدر اخباري محايد و قد كانت المفاجأة اذ ان الكل اجمع على انه لا يوجد شيء اسمه مصدر محايد !
مع الاسف الى الان لم احصل على معلومات اكثر عن هذا الكاتب و زوجته و لكن سأقوم بتحديث المقالة ان وجدت معلومات اضافية عنهما. قبل ان استطرد في ملاحظاتي احب ان اشير هنا الى تعليق تافه من الممكن ان يذكر في المقام فقد يقول احدهم و لكن لماذا الانتحار ؟ هما من انهيا القصة نهاية مأساوية باختيارهما فهناك من يعيش في ظروف اصعب و لكنه يكافح من اجل الحياة . أقول ان من يتعامل مع هكذا قصص بهكذا اسلوب غير اكتراثي لا يتمتع بالحس العاطفي تجاه غيره من البشر و لا يعرف ما معنى ان تذهب سمعتك و يراق ماء وجهك و ليس لديه فكرة عن قوة الاكتئاب و كيف يدمر الانسان عاطفيا و جسديا. هكذا شخص يجب ان يتأمل في الاحاديث الواردة بخصوص حرمة الانسان و عظم جريمة هتك الستر و الذهاب بالسمعة و كذا لا بأس بأن ينظر مليا في سيرة الرسول الاعظم صلى الله عليه و اله ليتبصر في معنى الرحمة التي بعث بها و كيف كان يكاد ان يتلف نفسه الشريفة شفقة و حنانا على الاخرين و ان كانوا كفارا فاذا فعل كل هذا ربما يستيقظ الاحساس عنده فيكون خير راع لرعيته من ابناء ، عمال ، طلاب ، زوجة ...الخ.
على كل حال عودة الى القصة فقد اوردتها هنا لانني دائما في سجال مع الاخوات الفاضلات عن جدوى العمل المختلط فدائما اواجه بالمبرر المشهور ان المرأة العفيفة لا يضرها شيء اذا كانت تحافظ على حجابها و تعاملها و لكن عندما نقرا هذه القصة و غيرها من القصص نعرف ان هذا المبرر ليس من الصحة بمكان . نعم انا لا اشك بعفة الاخوات و لكن المشكلة في المحيط اذ اننا لا نملك السيطرة على تصرفات الغير و خاصة من الرجال الذين يستمتعون بمحاولة الاصطياد و القاء شباكهم على كل امراة الى ان تلتقط الشبكة ضحية . نحن لا نملك نظرات الطرف المقابل و لا افكاره و قد كنت في احد الايام بدورة المياه فدخل موظفان و لم ينتبها الى انني في الداخل فتكلما بكلام مشين عن موظفة كانت معنا وقتها. فهل تقبل المراة العفيفة الطاهرة ان تكون محل كلام الرجال و وصفهم و ان تكون مادة خصبة لخيالاتهم البذيئة ؟ نعم لقد ذهب احدهم الى السكرتيرة و لما رجع كان اول كلامه عن جسدها ، حقا انا لا اقبل ان تعمل انسانة طاهرة في هذه الاجواء النتنة . انا لا اتكلم عن انحراف المراة في هذه المواطن كي يقال لي ان المراة التي تحافظ على نفسها لن تنجرف في قصص حب او مغامرات مشينة و هذا و ان كان صعبا و الانسان الذكي يتقي مواطن الشبهات و لا يدور حول الحمى كي لا يوشك ان يقع فيه لكني اتكلم عن اشياء دون ذلك كما اسلفت من كون المراة عرضة لكلام الرجال و سهام نظراتهم الثاقبة بل ان البعض من الرجال يكفيه مجرد الكلام و الاستمتاع بصوت المراة ليستثار. و قد اخبرني احدهم ان احد الرجال الاجانب قال لموظفه ان صوت نسائكم هنا مغر جدا فاذا كان هذا حال الاجانب الذين يدعى انهم متشبعون فما بالك بالجائعين من الرجال ؟
الان و الحال كذلك هل بقي تساؤل عن افضلية بقاء المراة في بيتها بدلا من العمل في الاماكن المختلطة بل حتى الاماكن المعزولة و لكن لنكتفي بهذا كي لا ارمى بالتخلف و الرجعية مرة اخرى !
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
في المدخل من كتاب "لقاءات مع أُناس مميزين" يذكر غردجيف قصة شدت انتباهي ملخصها انه كان هناك كاتب يتجول في بعض البلدان مع زوجته لدراسة تأثير النيكوتين على اعضاء الانسان . و عندما استقر الكاتب اخيرا ليشرع في كتابة كتابه واجها مشكلة في عدم توافر السيولة المادية اذ ان الزوجة استهلكت المال في الاسفار و لم تدخر ما يعينهم للايام القادمة. هذه الزوجة الجميلة ادركت خطأها فارادت ان تعوض على زوجها و بدات بالعمل ككاتبة على آلة الطباعة و لكن احدهم في مكان العمل قام بمحاولات عديدة لاغرائها . و بما ان الزوجة عفيفة و لا يمكن ان تخون زوجها رفضته مرارا الى ان قام بطردها من العمل . و مضت الايام و انتهى الزوج من كتابه بعد اللتيا و التي و لكن ذلك الرجل استخدم نفوذه و قام بالترويج ضد هذا الكتاب الى درجة ان اسقط هذا الكتاب من الاعتبار كليا ففشل الكتاب و ذهبت اتعاب الرجل ادراج الرياح . طبعا هذا حكم بالاعدام لمسيرة الرجل ككاتب فما كان من الزوجين الا ان قاما بالانتحار معا لتنتهي هذه القصة بشكل مأساوي جدا.
غردجيف يذكر هذه القصة في سياق كلامه عن الاعلام الفاسد في زمانه و ماذا يحدث خلف ابواب مكاتب الصحافة و النشر . و قد ذكر قصصا اخرى ليست موضع الشاهد هنا و لكن اقول ليت ان غردجيف يحضر زماننا ليرى اين وصل الفساد في عالم النشر والكتابة و الاعلان و من يقوم عليها . و من اللطيف اني للتو قرأت سؤالا من احد الاشخاص يطلب من الاعضاء مساعدته في العثور على مصدر اخباري محايد و قد كانت المفاجأة اذ ان الكل اجمع على انه لا يوجد شيء اسمه مصدر محايد !
مع الاسف الى الان لم احصل على معلومات اكثر عن هذا الكاتب و زوجته و لكن سأقوم بتحديث المقالة ان وجدت معلومات اضافية عنهما. قبل ان استطرد في ملاحظاتي احب ان اشير هنا الى تعليق تافه من الممكن ان يذكر في المقام فقد يقول احدهم و لكن لماذا الانتحار ؟ هما من انهيا القصة نهاية مأساوية باختيارهما فهناك من يعيش في ظروف اصعب و لكنه يكافح من اجل الحياة . أقول ان من يتعامل مع هكذا قصص بهكذا اسلوب غير اكتراثي لا يتمتع بالحس العاطفي تجاه غيره من البشر و لا يعرف ما معنى ان تذهب سمعتك و يراق ماء وجهك و ليس لديه فكرة عن قوة الاكتئاب و كيف يدمر الانسان عاطفيا و جسديا. هكذا شخص يجب ان يتأمل في الاحاديث الواردة بخصوص حرمة الانسان و عظم جريمة هتك الستر و الذهاب بالسمعة و كذا لا بأس بأن ينظر مليا في سيرة الرسول الاعظم صلى الله عليه و اله ليتبصر في معنى الرحمة التي بعث بها و كيف كان يكاد ان يتلف نفسه الشريفة شفقة و حنانا على الاخرين و ان كانوا كفارا فاذا فعل كل هذا ربما يستيقظ الاحساس عنده فيكون خير راع لرعيته من ابناء ، عمال ، طلاب ، زوجة ...الخ.
على كل حال عودة الى القصة فقد اوردتها هنا لانني دائما في سجال مع الاخوات الفاضلات عن جدوى العمل المختلط فدائما اواجه بالمبرر المشهور ان المرأة العفيفة لا يضرها شيء اذا كانت تحافظ على حجابها و تعاملها و لكن عندما نقرا هذه القصة و غيرها من القصص نعرف ان هذا المبرر ليس من الصحة بمكان . نعم انا لا اشك بعفة الاخوات و لكن المشكلة في المحيط اذ اننا لا نملك السيطرة على تصرفات الغير و خاصة من الرجال الذين يستمتعون بمحاولة الاصطياد و القاء شباكهم على كل امراة الى ان تلتقط الشبكة ضحية . نحن لا نملك نظرات الطرف المقابل و لا افكاره و قد كنت في احد الايام بدورة المياه فدخل موظفان و لم ينتبها الى انني في الداخل فتكلما بكلام مشين عن موظفة كانت معنا وقتها. فهل تقبل المراة العفيفة الطاهرة ان تكون محل كلام الرجال و وصفهم و ان تكون مادة خصبة لخيالاتهم البذيئة ؟ نعم لقد ذهب احدهم الى السكرتيرة و لما رجع كان اول كلامه عن جسدها ، حقا انا لا اقبل ان تعمل انسانة طاهرة في هذه الاجواء النتنة . انا لا اتكلم عن انحراف المراة في هذه المواطن كي يقال لي ان المراة التي تحافظ على نفسها لن تنجرف في قصص حب او مغامرات مشينة و هذا و ان كان صعبا و الانسان الذكي يتقي مواطن الشبهات و لا يدور حول الحمى كي لا يوشك ان يقع فيه لكني اتكلم عن اشياء دون ذلك كما اسلفت من كون المراة عرضة لكلام الرجال و سهام نظراتهم الثاقبة بل ان البعض من الرجال يكفيه مجرد الكلام و الاستمتاع بصوت المراة ليستثار. و قد اخبرني احدهم ان احد الرجال الاجانب قال لموظفه ان صوت نسائكم هنا مغر جدا فاذا كان هذا حال الاجانب الذين يدعى انهم متشبعون فما بالك بالجائعين من الرجال ؟
الان و الحال كذلك هل بقي تساؤل عن افضلية بقاء المراة في بيتها بدلا من العمل في الاماكن المختلطة بل حتى الاماكن المعزولة و لكن لنكتفي بهذا كي لا ارمى بالتخلف و الرجعية مرة اخرى !
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين