أسرار علمية لذاكرة قوية
بسم الله الرحمن الرحيم
شاهدت هذا الكورس المكون من 6 جلسات خلال فترة زمنية امتدت لاسبوع كامل . طبعا هذا الكورس من سلسلة الكورسات التي تقدمها TTC و هذه الشركة لمن لا يعرفها فعلا تقدم كورسات على مستوى عال جدا من ناحية الاساتذة الذين يشرحون و المضمون او المحتوى ، في تخصصات متنوعة : رياضيات ، موسيقى ، ادب ، شخصيات تاريخية ، فلسفة ..الخ. و قد تابعت شخصيا بعض هذه الكورسات و حقيقة كلها كانت ممتازة و جديرة بالوقت المصروف عليها الا ان بعضها طويل جدا و يحتاج تفرغا و متابعة ملتزمة.
اما الكورس الذي نحن بصدده فهو قصير جدا بالنسبة لغيره من الكورسات و حق لهم ذلك فالموضوع لا يستدعي الاطالة المملة خاصة ان من يشاهده في الاغلب سيشاهده للفائدة العامة و الاطلاع و ليس للدراسة المتخصصة مثل كورساتهم في الرياضيات و الفلسفة فهذه الكورسات فعلا متخصصة و متعمقة بحيث ان من يشاهدها في الاغلب سيكون باحثا او مهتما بهذا الجانب بشكل اكاديمي اكثر من كونه اطلاعا و ثقافة عامة.
لو نبدا بعنوان الكورس Scientific Secrets For a Powerful Memory و الذي ترجمته الى "أسرار علمية لذاكرة قوية" ، نلاحظ جليا ان العنوان يحاول ان يبعد نفسه قدر المستطاع عن الكتب و الكورسات التجارية صاحبة الدعاوى العملاقة و العناوين البراقة فهو يشدد على كون طريقته لن تستشهد الا بالاشياء التي اثبتها العلم و نلاحظ ايضا انه يبتعد عن اعطاء اي وعد قد يكون كاذبا مثلا: ذاكرة خارقة للعادة او كيف تحفظ كتابا في دقائق او كيف تحفظ كل شيء من اول مرة او وعود من هذا القبيل التي فعلا نراها في كتب و دورات كثيرة و ناجحة تجاريا. الا انني اتحفظ على كلمة اسرار ففيها نوع من الصبغة التجارية و تستخدم كثيرا في الكتب و الكورسات التجارية بل الاصح كان عليه ان يقول حقائق facts او تقنيات technique علمية بدلا من اسرار، لان اذا كان الشيء علميا فهو مكشوف و اثبتته الدراسات المختلفة و ليس سرا حتى لو انه لم يكن مشهورا كثيرا.
الاستاذ الشارح للكورس ممتاز و متعمق في هذا المجال و لديه اسلوب عرض و تشويق جيد مع حسن في شكله و هندامه ربما يصلح ان يقدم كورسا عن الخطابة! اما المحتوى فقد بدأ بداية جيدة في اول محاضرتين و دخل في صلب الموضوع بسرعة بعرض تقنيات تساعد على الحفظ و لكنه بعد ذلك اخذ مسار بقية الكتب و الكورسات فبدا يتكلم عن عموميات ليست هي صلب الموضوع انصافا ، و هذا مبرر للكتب فهي تحتاج الى التطويل و تسويد الاوراق و لكن كورس قصير مثل هذا لا اعتقد انه يحتاجها .
و سأعرض اهم ما جاء في الكورس لمن لا يريد ان يشاهد الكورس كاملا او لا يسعه الوقت او يفضل القراءة على المشاهدة او اي سبب اخر ! ..
· اول نقطة مهمة هي ان ذاكرة الانسان جيدة في حفظ نوعية من البيانات و سيئة في نوعية اخرى . هي جيدة مع الصور و الاماكن و سيئة مع الارقام و الكلمات الغير مترابطة او التي ليس لها معنى لدى السامع. على هذا التقنية الاولى التي يمكن استخدامها لتقوية آلية عمل الذاكرة هي تحويل الارقام و البيانات التي نريد حفظها الى صور . و كلما كانت الصور اكثر غرابة كانت اسهل للحفظ و الاستدعاء . و اشار مكررا انه لا يوجد هناك شيء اسمه ذاكرة فوتوغرافية و ان من يدعون انهم يتمتعون بها لم يثبتوا علميا .
· في خصوص الارقام عرض تقنية اسمها major system ، و تقوم هذه التقنية على ربط كل رقم بحرف معين و قد قام بعرض جدول يحتوي على كل رقم و الحرف المقابل له و لكني اعتقد انه اشار لاحقا انه يمكن ان نعوض مكان الحروف حروفا اخرى تناسبنا اكثر . اذا لنفرض :
1 أ ، 2 ث ، 3 ر …الخ
فعندما نريد حفظ تاريخ مثلا نقوم بتحويل الارقام الى حروف و بعدها نحاول ان نكون كلمة من الحروف المكونة و اذا كان الرقم طويلا نقسم الحروف الى مجموعات . هذا بشكل ملخص و لا يخفى انه يحتاج الى تمرين للتعود.
· التقنية الاخرى التي عرضها هي ما يعرف بلوساي و هي تبني على نقطة كون الذاكرة جيدة مع الاماكن . في هذه الطريقة يختار الشخص مكانا عاش فيه فترة طويلة مثلا بيت الطفولة او البيت الذي هو فيه الان او مزرعة او اي مكان المهم ان تكون تفاصيله حاضرة عند الشخص بشكل جيد و واضح. و تتم عملية الحفظ بوضع البيانات في اماكن مختلفة من هذا القصر فمثلا لو ان عندي قائمة من الاشياء للتبضع : تفاح ، معجون ، حليب ، لحم …الخ. نستطيع حفظ هذه الاشياء بوضعها في اماكن مختلفة من البيت فمثلا عند المدخل اتخيل التفاحة و حبذا لو تكون الصورة اكثر غرابة كي لا تنسى فمثلا اتخيل احد اصدقائي و هو يحمل تفاحة عملاقة ، و هكذا مع بقية الاشياء فالمعجون مثلا اتخيله في دورة المياه و كأنما هناك ارنب ينظف اسنانه ! ..ألخ لاحقا اذا اردت تذكر هذه الاشياء ليس علي سوى ان امشي في مخيلتي هذا المسار و ساتذكر كل الاشياء بسهولة . المهم ان تكون الصور واضحة و غريبة .
· بعد هذه النقاط العملية اخذ الكورس مسارا نظريا تقريبا باستثناء كلامه عن دالة النسيان ، التي تنص على ان معدل النسيان تقريبا ثابت عند كل مرة . فمثلا عندما نتعلم نصا جديدا او نحفظه بعد الانتهاء من الدرس مباشرة تحدث اكبر عملية نسيان الى ان يقل معدل النسيان بعد فترة معينة و يبدا بالثبات . و لكن عندما نراجع الدرس او النص المحفوظ مرة اخرى بعد ثلاث ساعات مثلا ستكون عملية الدراسة و الاسترجاع اسهل و اسرع و مستوى النسيان بعد الانتهاء اقل سرعة و هكذا … اذا نستفيد من هذه الحقيقة ان الدراسة يجب ان تتم على مراحل متفرقة و ليس خلال جلسة طويلة و متعبة كما نفعل نحن ليلة الامتحان و هذا ما يفسر كوننا لا نذكر شيئا بعد الانتهاء من الامتحان بيوم.
· كما قلت بعد هذه النقطة اصبح الكورس اكثر مللا لانه بدا يتكلم عن اشياء عمومية مثلا النوم و تاثيره على الذاكرة و دور الاحلام في هذا الموضوع و اخر ما توصلت له الدراسات في هذا الصدد و اشار الى التغذية و ان بعض الاغذية لها دور ايجابي او سلبي و لكن يجب عدم التركيز على نوعية معينة من الغذاء و ركز على ضرورة الرياضة و هي نصف ساعة الى اربعين دقيقة ثلاث مرات في الاسبوع . يعني مجملا هذه الاشياء تفيد الصحة و اللياقة بشكل عام و ليست هي من صلب الموضوع .
· طبعا تكلم ايضا عن العقل او المخ مما يتكون و كيفية عمل الذاكرة و هذا كلام ممل و مكرر و موجود في اي موضوع او اي كتاب يتكلم عن الذاكرة . و قد ختم بالكلام عن نقطة مهمة جدا هي ما سماه بالذكريات الكاذبة . و خلاصة البحث ان العقل يسترجع الذكريات بشكل انشائي فلا يمكن الاعتماد كليا على ذكريات قديمة . و هذه اشارة الى حقيقة ان العقل يشارك في عملية صنع الذكريات و يكمل الفراغات ان صح التعبير بحيث انه يعيد صياغة الذكريات و المواقف بأشكال قد لا تكون صحيحة .
طبعا هناك المزيد مما تركته اما عمدا او سهوا و لكن الخلاصة ان الكورس جيد لمن ليس له اي اطلاع مسبق لكتب او دورات في هذا الصدد اما من قرا شيئا جيدا في هذا المجال فربما لن يجد الكثير هنا . لكن بما ان الكورس قصير فلم لا ؟
دمتم في الرضا ،
شاهدت هذا الكورس المكون من 6 جلسات خلال فترة زمنية امتدت لاسبوع كامل . طبعا هذا الكورس من سلسلة الكورسات التي تقدمها TTC و هذه الشركة لمن لا يعرفها فعلا تقدم كورسات على مستوى عال جدا من ناحية الاساتذة الذين يشرحون و المضمون او المحتوى ، في تخصصات متنوعة : رياضيات ، موسيقى ، ادب ، شخصيات تاريخية ، فلسفة ..الخ. و قد تابعت شخصيا بعض هذه الكورسات و حقيقة كلها كانت ممتازة و جديرة بالوقت المصروف عليها الا ان بعضها طويل جدا و يحتاج تفرغا و متابعة ملتزمة.
اما الكورس الذي نحن بصدده فهو قصير جدا بالنسبة لغيره من الكورسات و حق لهم ذلك فالموضوع لا يستدعي الاطالة المملة خاصة ان من يشاهده في الاغلب سيشاهده للفائدة العامة و الاطلاع و ليس للدراسة المتخصصة مثل كورساتهم في الرياضيات و الفلسفة فهذه الكورسات فعلا متخصصة و متعمقة بحيث ان من يشاهدها في الاغلب سيكون باحثا او مهتما بهذا الجانب بشكل اكاديمي اكثر من كونه اطلاعا و ثقافة عامة.
لو نبدا بعنوان الكورس Scientific Secrets For a Powerful Memory و الذي ترجمته الى "أسرار علمية لذاكرة قوية" ، نلاحظ جليا ان العنوان يحاول ان يبعد نفسه قدر المستطاع عن الكتب و الكورسات التجارية صاحبة الدعاوى العملاقة و العناوين البراقة فهو يشدد على كون طريقته لن تستشهد الا بالاشياء التي اثبتها العلم و نلاحظ ايضا انه يبتعد عن اعطاء اي وعد قد يكون كاذبا مثلا: ذاكرة خارقة للعادة او كيف تحفظ كتابا في دقائق او كيف تحفظ كل شيء من اول مرة او وعود من هذا القبيل التي فعلا نراها في كتب و دورات كثيرة و ناجحة تجاريا. الا انني اتحفظ على كلمة اسرار ففيها نوع من الصبغة التجارية و تستخدم كثيرا في الكتب و الكورسات التجارية بل الاصح كان عليه ان يقول حقائق facts او تقنيات technique علمية بدلا من اسرار، لان اذا كان الشيء علميا فهو مكشوف و اثبتته الدراسات المختلفة و ليس سرا حتى لو انه لم يكن مشهورا كثيرا.
الاستاذ الشارح للكورس ممتاز و متعمق في هذا المجال و لديه اسلوب عرض و تشويق جيد مع حسن في شكله و هندامه ربما يصلح ان يقدم كورسا عن الخطابة! اما المحتوى فقد بدأ بداية جيدة في اول محاضرتين و دخل في صلب الموضوع بسرعة بعرض تقنيات تساعد على الحفظ و لكنه بعد ذلك اخذ مسار بقية الكتب و الكورسات فبدا يتكلم عن عموميات ليست هي صلب الموضوع انصافا ، و هذا مبرر للكتب فهي تحتاج الى التطويل و تسويد الاوراق و لكن كورس قصير مثل هذا لا اعتقد انه يحتاجها .
و سأعرض اهم ما جاء في الكورس لمن لا يريد ان يشاهد الكورس كاملا او لا يسعه الوقت او يفضل القراءة على المشاهدة او اي سبب اخر ! ..
· اول نقطة مهمة هي ان ذاكرة الانسان جيدة في حفظ نوعية من البيانات و سيئة في نوعية اخرى . هي جيدة مع الصور و الاماكن و سيئة مع الارقام و الكلمات الغير مترابطة او التي ليس لها معنى لدى السامع. على هذا التقنية الاولى التي يمكن استخدامها لتقوية آلية عمل الذاكرة هي تحويل الارقام و البيانات التي نريد حفظها الى صور . و كلما كانت الصور اكثر غرابة كانت اسهل للحفظ و الاستدعاء . و اشار مكررا انه لا يوجد هناك شيء اسمه ذاكرة فوتوغرافية و ان من يدعون انهم يتمتعون بها لم يثبتوا علميا .
· في خصوص الارقام عرض تقنية اسمها major system ، و تقوم هذه التقنية على ربط كل رقم بحرف معين و قد قام بعرض جدول يحتوي على كل رقم و الحرف المقابل له و لكني اعتقد انه اشار لاحقا انه يمكن ان نعوض مكان الحروف حروفا اخرى تناسبنا اكثر . اذا لنفرض :
1 أ ، 2 ث ، 3 ر …الخ
فعندما نريد حفظ تاريخ مثلا نقوم بتحويل الارقام الى حروف و بعدها نحاول ان نكون كلمة من الحروف المكونة و اذا كان الرقم طويلا نقسم الحروف الى مجموعات . هذا بشكل ملخص و لا يخفى انه يحتاج الى تمرين للتعود.
· التقنية الاخرى التي عرضها هي ما يعرف بلوساي و هي تبني على نقطة كون الذاكرة جيدة مع الاماكن . في هذه الطريقة يختار الشخص مكانا عاش فيه فترة طويلة مثلا بيت الطفولة او البيت الذي هو فيه الان او مزرعة او اي مكان المهم ان تكون تفاصيله حاضرة عند الشخص بشكل جيد و واضح. و تتم عملية الحفظ بوضع البيانات في اماكن مختلفة من هذا القصر فمثلا لو ان عندي قائمة من الاشياء للتبضع : تفاح ، معجون ، حليب ، لحم …الخ. نستطيع حفظ هذه الاشياء بوضعها في اماكن مختلفة من البيت فمثلا عند المدخل اتخيل التفاحة و حبذا لو تكون الصورة اكثر غرابة كي لا تنسى فمثلا اتخيل احد اصدقائي و هو يحمل تفاحة عملاقة ، و هكذا مع بقية الاشياء فالمعجون مثلا اتخيله في دورة المياه و كأنما هناك ارنب ينظف اسنانه ! ..ألخ لاحقا اذا اردت تذكر هذه الاشياء ليس علي سوى ان امشي في مخيلتي هذا المسار و ساتذكر كل الاشياء بسهولة . المهم ان تكون الصور واضحة و غريبة .
· بعد هذه النقاط العملية اخذ الكورس مسارا نظريا تقريبا باستثناء كلامه عن دالة النسيان ، التي تنص على ان معدل النسيان تقريبا ثابت عند كل مرة . فمثلا عندما نتعلم نصا جديدا او نحفظه بعد الانتهاء من الدرس مباشرة تحدث اكبر عملية نسيان الى ان يقل معدل النسيان بعد فترة معينة و يبدا بالثبات . و لكن عندما نراجع الدرس او النص المحفوظ مرة اخرى بعد ثلاث ساعات مثلا ستكون عملية الدراسة و الاسترجاع اسهل و اسرع و مستوى النسيان بعد الانتهاء اقل سرعة و هكذا … اذا نستفيد من هذه الحقيقة ان الدراسة يجب ان تتم على مراحل متفرقة و ليس خلال جلسة طويلة و متعبة كما نفعل نحن ليلة الامتحان و هذا ما يفسر كوننا لا نذكر شيئا بعد الانتهاء من الامتحان بيوم.
· كما قلت بعد هذه النقطة اصبح الكورس اكثر مللا لانه بدا يتكلم عن اشياء عمومية مثلا النوم و تاثيره على الذاكرة و دور الاحلام في هذا الموضوع و اخر ما توصلت له الدراسات في هذا الصدد و اشار الى التغذية و ان بعض الاغذية لها دور ايجابي او سلبي و لكن يجب عدم التركيز على نوعية معينة من الغذاء و ركز على ضرورة الرياضة و هي نصف ساعة الى اربعين دقيقة ثلاث مرات في الاسبوع . يعني مجملا هذه الاشياء تفيد الصحة و اللياقة بشكل عام و ليست هي من صلب الموضوع .
· طبعا تكلم ايضا عن العقل او المخ مما يتكون و كيفية عمل الذاكرة و هذا كلام ممل و مكرر و موجود في اي موضوع او اي كتاب يتكلم عن الذاكرة . و قد ختم بالكلام عن نقطة مهمة جدا هي ما سماه بالذكريات الكاذبة . و خلاصة البحث ان العقل يسترجع الذكريات بشكل انشائي فلا يمكن الاعتماد كليا على ذكريات قديمة . و هذه اشارة الى حقيقة ان العقل يشارك في عملية صنع الذكريات و يكمل الفراغات ان صح التعبير بحيث انه يعيد صياغة الذكريات و المواقف بأشكال قد لا تكون صحيحة .
طبعا هناك المزيد مما تركته اما عمدا او سهوا و لكن الخلاصة ان الكورس جيد لمن ليس له اي اطلاع مسبق لكتب او دورات في هذا الصدد اما من قرا شيئا جيدا في هذا المجال فربما لن يجد الكثير هنا . لكن بما ان الكورس قصير فلم لا ؟
دمتم في الرضا ،