تجربة و تأملات سنوات مع التدوين و القراءة في الويب
بسم الله الرحمن الرحيم
*ملاحظة المقالة طويلة ربما تحب ان تضعها في المفضلة اذا كنت مشغولا الان !..
اللهم صل على محمد و ال محمد
في البدء كانت المجموعات البريدية ، ثم الماسنجر و الشات ثم تلاها انفجار المواقع الشخصية ثم المنتديات ثم المدونات ثم الصفحات الاجتماعية .
لا يوجد الان الا القليل من المجموعات البريدية النشطة و السبب واضح انها طريقة قديمة للتواصل! مثلا الان انا مبرمج مهتم ببيرل و لكن كل الاخبار المهمة تصلني عن طريق تويتر بدلا من تفجير بريدي بالايميلات .
الماسنجر و الشات مع الاسف لم تمت و لكن قل استخدامها بشكل ملحوظ لصالح الشبكات الاجتماعية و قد تمكنت ان الغي ماسنجري منذ فترة و الان حياتي اكثر سعادة! نعم اذا كنت مهتما بسؤالي عن احوالي او اشياء اخرى يكفي ان ترسل لي تغريدة و سارد عليك بتغريدة لا داعي لاضاعة اوقات كثيرة في الكلام .
المواقع الشخصية شبه ميتة الان لكن مضت فترة كل شخص لديه صفحة شخصية على موقع مجاني او حتى موقع مستقل كامل ، و لكن الان اين هذه المواقع ؟ اين geocities و غيرها ؟..طبعا معروف سبب موت هذه الظاهرة Myspace و اخواتها ! و لو ناخذ الموضوع من زاوية واقعية فعلا لماذا اصنع لي موقعا شخصيا بدلا من انشاء صفحة في "لنكد ان" او فيس بوك ؟.. اولا لا داعي للقلق من ناحية التكلفة المادية للموقع .
ثانيا اذا كان الموقع على استضافة مجانية فلن يراه احد ! بخلاف لو كان موجودا على لنكد ان او فيسبوك او تويتر فالامر اشبه بالدعاية المجانية .
المنتديات ! هل تذكرون ايام كان كل شخص لديه منتدى ! ليس مئات بل الاف المنتديات العربية و الغريب انها كلها تقريبا لم تكن متخصصة ففيها كل الاقسام ! و الان نرى ان المنتديات التي بقيت الى الان هي في الاغلب تلك المنتديات المتخصصة سواء بتقنية معينة او موضوع معين .
المنتديات موجودة الى الان و لن تذهب بعيدا في الوقت الراهن و لكن ليست كما كانت عليه ! ايضا من الاسباب هو مسألة الشبكات الاجتماعية و هجرت الاعضاء اليها و اسباب اخرى مثل الرغبة في تحكم الكاتب بكتاباته فيقلل مشاركته في المنتدى لصالح مدونته و هناك ايضا عامل الخلافات التي تحدث بين الاعضاء و الادارة ، فبعض الادارات لديها عنجهية و تسلط و لا تقبل بالمساومة مع احد الاعضاء حتى لو كان من اكثر الاعضاء عطاء مما يجعل العضو المميز و بعض اصدقائه يهجرون المنتدى و تتكرر المسألة مع عضو مميز اخر حتى يقل المشاركون المبدعون في المنتدى .. المشكلة هنا تكمن في ان بعض الادارات تعتقد ان الفضل لها في ظهور هذا العضو و انها هي صاحبة الجميل بحقه و لكن ما تغفله الادارة ان المنتدى في حقيقة الامر ليس قائما الا على نتاج الاعضاء و خاصة المميزين منهم .. فطبيعي ان يترك العضو منتداه عندما يرى هذه النظرة الاستعلائية لدى ادارته و التي تشعره دائما بأنها مستغنية عن خدماته .
في البدء كان جهاز الحاسب الشخصي ثم اللابتوب ثم النت بوك ثم الهواتف الذكية ثم التابلتس و الان الفابلتس ..
· سأعرض عن الكلام في هذه النقطة طلبا للاختصار
في البدء كانت برامج سطر الاوامر ثم برامج سطح المكتب ثم برامج الويب ثم برامج الكلاود ثم برامج الموبايل …
· سأعرض عن الكلام في هذه النقطة طلبا للاختصار ..
في البدء كانت ميكروسوفت ثم جوجل ثم فيسبوك ثم ابل ثانية! ..
· سأعرض عن الكلام في هذه النقطة طلبا للاختصار ..
طيب ماذا كان الهدف من استعراض كل هذه التقنيات ؟ اولا كل هذه التقنيات و الظواهر انتشرت و وصلت لذروتها ثم بهتت خلال الـ 15 عاما الماضية .. ما يعني ان التقنية تتغير كثيرا و هذا يؤثر بشكل كبير على طريقتنا في التعامل مع الثورة المعلوماتية من الناحيتين: ناحية القراءة و الاستهلاك و ناحية الكتابة و الانتاج(سواء مقالات او برامج ).
دخلت عالم التدوين بمدونة الذئب الابيض ، العام 2008 و أعتبر متأخرا كثيرا و اليوم زار المدونة اكثر من 850 الف زائر و لدي الان موقع شخصي .. و لدي قناة يوتيوب مجموع زياراتها مع الافلام اكثر من70 الف زائر ( تم حذف هذه القناة بالخطأ) ، هذا عدى بعض المشاركات في منتديات و مواقع ترجع الى ما قبل العام2000 .
نستنتج ان اكثر من مليون شخص ( و العدد اكثر بكثير لو احصينا المشاركات المشتتة و المنقولة هنا و هناك) قد قراوا بعضا مما كتبت …
ايضا الرقم ليس خرافيا اذا علمنا ان بعض المقاطع الفكاهية في يوتيوب او غيرها تصل مشاهداتها الى اضعاف هذا الرقم و لكن هناك نقاط تلفت الانتباه :
· ان كتاباتي و ملفات الفيديو التي اعملها ذات طبيعة جادة و تقنية فهذا الرقم ليس سيئا اطلاقا اذ انه عند النظر الى بعض المواد العلمية المطروحة حتى بالانجليزية لا تلاقي ذلك الاقبال المطلوب .. فالادق ان نفصل بين النتاج الجاد و النتاج الترفيهي فالثاني سيأخذ حصة الاسد بكل بساطة .
· ان الوصول الى كل هذا العدد من المستمعين و القراء امر لم يكن متوفرا قبل الانترنت و لكن الان لكل منا القدرة على ان يصنع لنفسه اعلاما خاصا به بدون ان تطوله مقص الرقيب في الاعلام التقليدي .
· اهمية اعادة النظر فيما نكتب فالكثير قد يتأثر بأفكار كتبناها ربما اعتقدنا انها ستطوى و تنسى و لكن الويب جعلت من هذا الامر امرا صعبا جدا .. ربما استطيع ان احذف حسابي في تويتر و لكن المقالة عندما تخرج من مدونتي لن تعود تحت سيطرتي .. لهذا الامر لا احب ان اتكلم عن حياتي الشخصية الا نادرا و بمعلومات عامة . ليس هذا المهم الان فالمهم هو مسألة التأثير و لقد راسلني بعض القراء سواء باسئلة او مجرد رسائل احترام و ابراز لمدى اعجابهم و استفادتهم من مقالاتي (كما لا انكر ان البعض انتقدني حتى اذكر ان احدهم قال لي انني مريض نفسيا.) لكن كلنا نعلم ان هذا العدد اقل بكثير فالمتأثرون الذين لم يراسلوني اكثر .. السؤال هنا ماذا لو كانت قناعاتي و ارائي خاطئة او انها كتبت في وقت عاطفي اكثر من كونها واقعية..؟؟ قد اكون افسدت اكثر مما اصلحت .. هذه من النقاط التي ننساها او ربما نتناسها ..
عودة مرة اخرى الى مسألة التدوين ماذا تعلمت ايضا؟ … لنأخذ نظرة سريعة ..
1 - ان اغلب المدونات التي اطلعت عليها و افتتحت في نفس وقت افتتاحي مدونتي او قبلها ماتت او شبه ميتة ، و هذا قد يعزى الى ان اغلب من افتتحوا مدوناتهم ليس لديهم ما يقولونه بقدر ما كانت مسألة مجاراة للموضة انذاك ..
و هناك عامل التحول الى الصفحات الاجتماعية مثل فيسبوك و غيره ..
و ربما هناك عامل الملل و عدم الاحساس بجدوى الاستمرار في الكتابة ..
و طبعا هناك عامل الانشغال بامور الحياة من زواج و عمل و هذا اراه من اهم اسباب انقطاع الكتاب و المطورين عن مشاريعهم ، فالقليل جدا من نراه استمر بنفس غزارة العطاء بعد زواجه او انتهاء دراسته و بدء عمله و طبيعي ان مدوناتهم و مشاريعهم هي اول المتضررين ..بالنسبة لي شخصا لم تمنعني ظروف الحياة من الاستمرار فهي و ان كانت قاسية الا انني لا اؤمن ابدا بانه لا يوجد وقت ، فقد تأتي اسابيع فعلا برنامجي مليء جدا بالانشغالات المهنية و الاجتماعية و خاصة ان مجال عملي ليس هو مجال اهتمام كتاباتي و لكن بالرغم من كل هذا صنعت بعض الوقت و بدأت بعض المشاريع ، هذا ما يجعلني احسن وضعا من بعض شبابنا في مسألة استغلال الوقت و لكن مع ذلك يساورني شديد ندم على عدم استغلال الوقت بالشكل المطلوب و ضياعه .. و من هنا تبرز لي مشكلة في تعاملي مع المدونة و الكتابة بشكل عام فهي و ان كانت جيدة الا انها بطبيعة الحال ستأخذ حيزا من وقتي كان يمكن ان استخدمه في قراءة الكتب او تطوير مهاراتي في تخصص ما ..
لذلك لا احب ان يكتب الشخص في موضوع و هو يتعلمه خاصة في البداية فقد يبدا بتعليم الناس عادات خاطئة فيضر اكثر مما ينفع قد يتداركها هو لاحقا و لكن ستبقى في ذهن من قراها و لم يعلم عن خطئها ..
2- ايضا مما تعلمت ان العمل الجماعي افضل بكثير حتى على مستوى مدونة صغيرة فقد بدانا مدونتي بثلاثة كتاب اخرين كتبوا معي و لكن اخذتهم الظروف و بقيت وحيدا …عندما انظر للوراء ارى ان المدونة بلغت ذروتها ايام عطاء اخواني الثلاثة و لو كتب لهذا العطاء ان يستمر لاصبح لدينا الان مدونة اغزر بكثير مما لدينا ، و هنا اشيد بدور اخي الكريم "بوشهد" في مراجعاته الكثيرة للكتب و قد اشتاق لتلك الايام التي اقرا ملخص تجربته مع كتاب و اكتب تعليقي على تجربته .. ما اقصده ان هكذا نوع من المشاركة اهم بكثير من مجرد مشاركة روابط عشوائية على تويتر او فيس بوك .. عشرات بل مئات الروابط من القريب و البعيد تجعل من المسألة مجرد (سبام) لا اكثر و لا اقل ..
3- عندما اردت كتابة هذه المقالة اطلعت على اكثر المقالات قراءة في مدونتي فوجدت ان اكثر موضوع تمت زيارته في مدونتي هو موضوع صور عن الخيول الاصيلة !.. عندما وضعت هذا الموضوع الذي لا يحوي الا قليل صور عن خيول لم اكن اتوقع ان يكون هو اكثر ما يشد الزوار الى مدونتي ، ربما علي ان افتح اسطبلا بدلا من التركيز على البرمجة !
الموضوع الثاني الذي حصل على اعلى الزيارات كان موضوع الاخت سدرة المنتهى بعنوان جماعة الايمو و هو الاكثر على مستوى الردود و التعليقات ..
بكل بساطة المقالات الجادة جدا و المقالات التقنية لم تستقطب شيئا يذكر من حصاد زوار المدونة .. هذا شيء طبيعي كما ذكرنا سابقا فكلما كان الموضوع اكثر تخصصا تصغر دائرة الاهتمام الى ان تصل احيانا الى مستوى الصفر بدون مبالغة فكم من شخص فعلا مهتم بمقالة تشرح استخدام دالة موجودة في احدى مكتبات احدى لغات البرمجة الغير مشهورة في عالمنا العربي ؟..
4- الاعلان ايضا له دور كبير في انتشار المدونة ، و الاعتماد الكلي على محركات البحث ليس كافيا لانتشار المدونة و خصوصا في مسألة تفاعل الزوار مع التدوينات لذلك ارى بعض المدونين يعمل صداقات مع بعض المدونين الاخرين و قد يكتب ردا في مدونة شخص اخر على امل ان يتبع الناس الرابط الموجود على اسمه كي يدخلوا مدونته .. و قد تصل مسألة الاستجداء الى مرحلة تضليل محركات البحث بكلمات مفتاحية لا دخل لها بالمدونة ..
5- احد الاسباب التي جعلتني الى الان متمسكا بالكتابة في مدونتي هو انني لم افتتحها لاجلها ! اي ان الهدف ليس لكتابة المقالات او استقطاب الزوار و لكن كل ما في الامر انني كنت احتاج مكانا مناسبا لارشفة مقالاتي المبعثرة في المنتديات و المواقع ، اضافة الى كونها مكانا مناسبا لاكتب بعض ما يدور في خاطري من اشياء لا تناسب الجو العام للمنتديات التي اشارك فيها ..
6- هناك نقطة لم انتبه لها الا بعد فوات الاوان ، و هي مسألة منصة التدوين ، فمع الاسف اخترت ورد بريس و لا اعني البرنامج و لكن اقصد الخدمة المجانية فهي من اسوء الادوات و قد كتبت سابقا عن بعض هذه الاسباب و من اهمها هي انك أسير عندهم لا يمكنك الخروج الى استضافة مدفوعة الا بتضحيات كبيرة.. فنصيحتي هي الاهتمام بهذه النقطة لمن يطمح في ان تصبح مدونته في يوم ما اكثر من مجرد مدونة شخصية صغيرة .. ( الان تقراون هذه المقالة على الموقع الشخصي و الذي يستخدم منصة Blosxom للتدوين ) .
7- احد المدونين اعتقد انه سردال (سوالف سوفت) عمل مدونة تتكلم عن البساطة و وضع بها بعض المواضيع و من ثم اعلن اغلاق المدونة و انها باقية كارشيف لمن يحب الاستفادة منها !. فكرة جدا رائعة اعجبتني كثيرا لكنها لم تكن لتنجح كثيرا لو كانت المدونة عامة او شخصية لان هكذا نوع من المدونات تحتاج الى متابعة و كتابة و لكن كون المدونة متخصصة بشيء معين فهي اصبحت كدليل او كتاب الكتروني عن الموضوع المراد .. و كون هذه المواضيع تم ارشفتها في مدونة افضل من ان تكون مقالات مبعثرة في ارشيفات المنتديات الطويلة ..
التخصص بشكل عام مفيد جدا و الان مع توافر تويتر و فيسبوك يمكن ان يتم عزل الخواطر و الكتابات الشخصية بسهولة عن المدونة التي ستبقى ذات طابع جاد اكثر .. و لا اعني بالتخصص ان لا نتكلم الا في موضوع واحد و لكن حصر دائرة الاهتمامات ، كي لا يجد الزائر نفسه محتارا في بحر من المواضيع المشتتة ..
الان نصل الى الكلام عن الشبكات الاجتماعية و التي يتزعمها فيسبوك ، في الحقيقة لا ارى انني مؤهل كثيرا للكلام عن الشبكات الاجتماعية ، فللتو عملت حسابا في جوجل بلس و لكن لانني لم افهم له هجرته و هو في مهده ! و لكن أعجبت بتويتر و ذلك لمميزات:
- بساطة مفهومه و عدم الفوضى في خصائص جانبية لا اريدها مثل العاب و ماسنجر و ما شاكل ..
- كون التويتات قصيرة يساعد على مسح عشرات التويتات في دقائق معدودة
- الاستغناء بشكل شبه كامل عن عملاء الـ RSS
- مبدا التواصل الخفيف بدلا من الماسنجر و غيره
- مبدا المشاركة القصيرة بدلا من الرسميات في المقالات ، مثلا شاهدت فيلما و اريد ان اقول رايي باختصار هذا شيء جميل في تويتر و لكن في المدونة ستحتاج ان تكتب بتفصيل اكثر عن الفيلم لانه لا داعي لان تنشر تدوينة تقول عشر كلمات مثلا !..
-كون التويتات لا تظهر الا في تايم لاين يكفيك مؤنة حذف التويتات و هذا ما اعاني منه في البريد الذي يحتاج الى تصفية بين الفينة و الاخرى ..
بشكل عام انا لست ضد الثورة الاجتماعية و لكن ارى ان الامور لا تسير بشكل مناسب فمن جهة اننا نعاني من سوء الاستخدام و قضاء الساعات الطوال و هذه مشكلة شخصية جربناها مع المسنجر و غيره و من ناحية اخرى ان مسألة المشاركة المطلقة تصبح فوضى مطلقة و لا اعني فيس بوك فقط و لكن حتى تويتر قد اعاني من بعض الاشخاص الذين يفجرون المكان بعشرات التويتات دفعة واحدة !. ايضا في موقع ستمبل ابون فقد كنت ابحث عن موقع مركزي لحفظ روابطي عندما انتقل من جهاز لاخر و لكن مبدا المشاركة الذي يعتبر من اقوى ميزات هذه الخدمة من ناحية اخرى ازعجني فكل رابط اضيفه في مفضلتي يظهر للجميع و قد تفاجات عندما وضعت ملاحظات قصيرة على بعض الروابط مثلا (سأقرا هذه المقالة لاحقا) ان موقع ستمبل نشر ملاحظاتي على انها مراجعة للمقالة !..
و لمن لا يعرف موقع ستمبل هو موقع تحدد فيه اهتماماتك ثم تنقر على زر ستمبل و ينقلك الى صفحات و مواقع تتكلم عن اهتماماتك ، هنا ايضا المشاركة ممتازة و سيئة فهي ممتازة من ناحية انها ستظهر لي بعض المواقع و المقالات المفيدة و لكن سيئة من ناحية اخرى فالقراءة بهذه الطريقة بشكل عام عشوائية و لا تصنع حتى ثقافة عامة و مع كثرة الروابط التي يضيفها الاعضاء ستتحول الخدمة في يوم ما الى مجرد كومة من الروابط التي لا تستطيع العثور على الشيء الجيد فيها الا بصعوبة ..
مع انتشار الشبكات الاجتماعية و التابلتس اعتقد ان التوجه سيكون للاستهلاك اكثر من الكتابة فالشبكات الاجتماعية بمبدا المشاركة السريع و التابلتس بخلوها من الكيبورد تجعل من الانسان في وضع التلقي اكثر منه في وضع الكتابة خاصة الكتابة المطولة و الجادة ..
من كل هذا تبرز مسائل و تحديات كثيرة يجب الالتفات اليها والاهتمام بها.. اظهرها هو هل استخدمنا للثورة المعلوماتية فعلا يزيد من معرفتنا و ثقافتنا ؟
كيف نسيطر على هذا الادمان و الساعات الطوال امام الشاشات الكبيرة و الصغيرة ؟
كيف نجعل من هذه الساعات استثمارا علميا مفيدا ؟..
و للكتاب هل مجرد الكتابة لاجل الكتابة و المشاركة شيء مفيد ؟ ام انها تسلية و حاجب عن القراءة و عائق عن التعلم و التطور …
هل الحل هو في اعتزال هذه التقنيات و التقوقع على الذات ؟ يشبه احد الكتاب الادمان على الشبكات الاجتماعية بعملية التدخين فعدم الدخول بها ابتداء اسهل بكثير من تركها!!..
دمتم في اللطف ،
*ملاحظة المقالة طويلة ربما تحب ان تضعها في المفضلة اذا كنت مشغولا الان !..
اللهم صل على محمد و ال محمد
في البدء كانت المجموعات البريدية ، ثم الماسنجر و الشات ثم تلاها انفجار المواقع الشخصية ثم المنتديات ثم المدونات ثم الصفحات الاجتماعية .
لا يوجد الان الا القليل من المجموعات البريدية النشطة و السبب واضح انها طريقة قديمة للتواصل! مثلا الان انا مبرمج مهتم ببيرل و لكن كل الاخبار المهمة تصلني عن طريق تويتر بدلا من تفجير بريدي بالايميلات .
الماسنجر و الشات مع الاسف لم تمت و لكن قل استخدامها بشكل ملحوظ لصالح الشبكات الاجتماعية و قد تمكنت ان الغي ماسنجري منذ فترة و الان حياتي اكثر سعادة! نعم اذا كنت مهتما بسؤالي عن احوالي او اشياء اخرى يكفي ان ترسل لي تغريدة و سارد عليك بتغريدة لا داعي لاضاعة اوقات كثيرة في الكلام .
المواقع الشخصية شبه ميتة الان لكن مضت فترة كل شخص لديه صفحة شخصية على موقع مجاني او حتى موقع مستقل كامل ، و لكن الان اين هذه المواقع ؟ اين geocities و غيرها ؟..طبعا معروف سبب موت هذه الظاهرة Myspace و اخواتها ! و لو ناخذ الموضوع من زاوية واقعية فعلا لماذا اصنع لي موقعا شخصيا بدلا من انشاء صفحة في "لنكد ان" او فيس بوك ؟.. اولا لا داعي للقلق من ناحية التكلفة المادية للموقع .
ثانيا اذا كان الموقع على استضافة مجانية فلن يراه احد ! بخلاف لو كان موجودا على لنكد ان او فيسبوك او تويتر فالامر اشبه بالدعاية المجانية .
المنتديات ! هل تذكرون ايام كان كل شخص لديه منتدى ! ليس مئات بل الاف المنتديات العربية و الغريب انها كلها تقريبا لم تكن متخصصة ففيها كل الاقسام ! و الان نرى ان المنتديات التي بقيت الى الان هي في الاغلب تلك المنتديات المتخصصة سواء بتقنية معينة او موضوع معين .
المنتديات موجودة الى الان و لن تذهب بعيدا في الوقت الراهن و لكن ليست كما كانت عليه ! ايضا من الاسباب هو مسألة الشبكات الاجتماعية و هجرت الاعضاء اليها و اسباب اخرى مثل الرغبة في تحكم الكاتب بكتاباته فيقلل مشاركته في المنتدى لصالح مدونته و هناك ايضا عامل الخلافات التي تحدث بين الاعضاء و الادارة ، فبعض الادارات لديها عنجهية و تسلط و لا تقبل بالمساومة مع احد الاعضاء حتى لو كان من اكثر الاعضاء عطاء مما يجعل العضو المميز و بعض اصدقائه يهجرون المنتدى و تتكرر المسألة مع عضو مميز اخر حتى يقل المشاركون المبدعون في المنتدى .. المشكلة هنا تكمن في ان بعض الادارات تعتقد ان الفضل لها في ظهور هذا العضو و انها هي صاحبة الجميل بحقه و لكن ما تغفله الادارة ان المنتدى في حقيقة الامر ليس قائما الا على نتاج الاعضاء و خاصة المميزين منهم .. فطبيعي ان يترك العضو منتداه عندما يرى هذه النظرة الاستعلائية لدى ادارته و التي تشعره دائما بأنها مستغنية عن خدماته .
في البدء كان جهاز الحاسب الشخصي ثم اللابتوب ثم النت بوك ثم الهواتف الذكية ثم التابلتس و الان الفابلتس ..
· سأعرض عن الكلام في هذه النقطة طلبا للاختصار
في البدء كانت برامج سطر الاوامر ثم برامج سطح المكتب ثم برامج الويب ثم برامج الكلاود ثم برامج الموبايل …
· سأعرض عن الكلام في هذه النقطة طلبا للاختصار ..
في البدء كانت ميكروسوفت ثم جوجل ثم فيسبوك ثم ابل ثانية! ..
· سأعرض عن الكلام في هذه النقطة طلبا للاختصار ..
طيب ماذا كان الهدف من استعراض كل هذه التقنيات ؟ اولا كل هذه التقنيات و الظواهر انتشرت و وصلت لذروتها ثم بهتت خلال الـ 15 عاما الماضية .. ما يعني ان التقنية تتغير كثيرا و هذا يؤثر بشكل كبير على طريقتنا في التعامل مع الثورة المعلوماتية من الناحيتين: ناحية القراءة و الاستهلاك و ناحية الكتابة و الانتاج(سواء مقالات او برامج ).
دخلت عالم التدوين بمدونة الذئب الابيض ، العام 2008 و أعتبر متأخرا كثيرا و اليوم زار المدونة اكثر من 850 الف زائر و لدي الان موقع شخصي .. و لدي قناة يوتيوب مجموع زياراتها مع الافلام اكثر من70 الف زائر ( تم حذف هذه القناة بالخطأ) ، هذا عدى بعض المشاركات في منتديات و مواقع ترجع الى ما قبل العام2000 .
نستنتج ان اكثر من مليون شخص ( و العدد اكثر بكثير لو احصينا المشاركات المشتتة و المنقولة هنا و هناك) قد قراوا بعضا مما كتبت …
ايضا الرقم ليس خرافيا اذا علمنا ان بعض المقاطع الفكاهية في يوتيوب او غيرها تصل مشاهداتها الى اضعاف هذا الرقم و لكن هناك نقاط تلفت الانتباه :
· ان كتاباتي و ملفات الفيديو التي اعملها ذات طبيعة جادة و تقنية فهذا الرقم ليس سيئا اطلاقا اذ انه عند النظر الى بعض المواد العلمية المطروحة حتى بالانجليزية لا تلاقي ذلك الاقبال المطلوب .. فالادق ان نفصل بين النتاج الجاد و النتاج الترفيهي فالثاني سيأخذ حصة الاسد بكل بساطة .
· ان الوصول الى كل هذا العدد من المستمعين و القراء امر لم يكن متوفرا قبل الانترنت و لكن الان لكل منا القدرة على ان يصنع لنفسه اعلاما خاصا به بدون ان تطوله مقص الرقيب في الاعلام التقليدي .
· اهمية اعادة النظر فيما نكتب فالكثير قد يتأثر بأفكار كتبناها ربما اعتقدنا انها ستطوى و تنسى و لكن الويب جعلت من هذا الامر امرا صعبا جدا .. ربما استطيع ان احذف حسابي في تويتر و لكن المقالة عندما تخرج من مدونتي لن تعود تحت سيطرتي .. لهذا الامر لا احب ان اتكلم عن حياتي الشخصية الا نادرا و بمعلومات عامة . ليس هذا المهم الان فالمهم هو مسألة التأثير و لقد راسلني بعض القراء سواء باسئلة او مجرد رسائل احترام و ابراز لمدى اعجابهم و استفادتهم من مقالاتي (كما لا انكر ان البعض انتقدني حتى اذكر ان احدهم قال لي انني مريض نفسيا.) لكن كلنا نعلم ان هذا العدد اقل بكثير فالمتأثرون الذين لم يراسلوني اكثر .. السؤال هنا ماذا لو كانت قناعاتي و ارائي خاطئة او انها كتبت في وقت عاطفي اكثر من كونها واقعية..؟؟ قد اكون افسدت اكثر مما اصلحت .. هذه من النقاط التي ننساها او ربما نتناسها ..
عودة مرة اخرى الى مسألة التدوين ماذا تعلمت ايضا؟ … لنأخذ نظرة سريعة ..
1 - ان اغلب المدونات التي اطلعت عليها و افتتحت في نفس وقت افتتاحي مدونتي او قبلها ماتت او شبه ميتة ، و هذا قد يعزى الى ان اغلب من افتتحوا مدوناتهم ليس لديهم ما يقولونه بقدر ما كانت مسألة مجاراة للموضة انذاك ..
و هناك عامل التحول الى الصفحات الاجتماعية مثل فيسبوك و غيره ..
و ربما هناك عامل الملل و عدم الاحساس بجدوى الاستمرار في الكتابة ..
و طبعا هناك عامل الانشغال بامور الحياة من زواج و عمل و هذا اراه من اهم اسباب انقطاع الكتاب و المطورين عن مشاريعهم ، فالقليل جدا من نراه استمر بنفس غزارة العطاء بعد زواجه او انتهاء دراسته و بدء عمله و طبيعي ان مدوناتهم و مشاريعهم هي اول المتضررين ..بالنسبة لي شخصا لم تمنعني ظروف الحياة من الاستمرار فهي و ان كانت قاسية الا انني لا اؤمن ابدا بانه لا يوجد وقت ، فقد تأتي اسابيع فعلا برنامجي مليء جدا بالانشغالات المهنية و الاجتماعية و خاصة ان مجال عملي ليس هو مجال اهتمام كتاباتي و لكن بالرغم من كل هذا صنعت بعض الوقت و بدأت بعض المشاريع ، هذا ما يجعلني احسن وضعا من بعض شبابنا في مسألة استغلال الوقت و لكن مع ذلك يساورني شديد ندم على عدم استغلال الوقت بالشكل المطلوب و ضياعه .. و من هنا تبرز لي مشكلة في تعاملي مع المدونة و الكتابة بشكل عام فهي و ان كانت جيدة الا انها بطبيعة الحال ستأخذ حيزا من وقتي كان يمكن ان استخدمه في قراءة الكتب او تطوير مهاراتي في تخصص ما ..
لذلك لا احب ان يكتب الشخص في موضوع و هو يتعلمه خاصة في البداية فقد يبدا بتعليم الناس عادات خاطئة فيضر اكثر مما ينفع قد يتداركها هو لاحقا و لكن ستبقى في ذهن من قراها و لم يعلم عن خطئها ..
2- ايضا مما تعلمت ان العمل الجماعي افضل بكثير حتى على مستوى مدونة صغيرة فقد بدانا مدونتي بثلاثة كتاب اخرين كتبوا معي و لكن اخذتهم الظروف و بقيت وحيدا …عندما انظر للوراء ارى ان المدونة بلغت ذروتها ايام عطاء اخواني الثلاثة و لو كتب لهذا العطاء ان يستمر لاصبح لدينا الان مدونة اغزر بكثير مما لدينا ، و هنا اشيد بدور اخي الكريم "بوشهد" في مراجعاته الكثيرة للكتب و قد اشتاق لتلك الايام التي اقرا ملخص تجربته مع كتاب و اكتب تعليقي على تجربته .. ما اقصده ان هكذا نوع من المشاركة اهم بكثير من مجرد مشاركة روابط عشوائية على تويتر او فيس بوك .. عشرات بل مئات الروابط من القريب و البعيد تجعل من المسألة مجرد (سبام) لا اكثر و لا اقل ..
3- عندما اردت كتابة هذه المقالة اطلعت على اكثر المقالات قراءة في مدونتي فوجدت ان اكثر موضوع تمت زيارته في مدونتي هو موضوع صور عن الخيول الاصيلة !.. عندما وضعت هذا الموضوع الذي لا يحوي الا قليل صور عن خيول لم اكن اتوقع ان يكون هو اكثر ما يشد الزوار الى مدونتي ، ربما علي ان افتح اسطبلا بدلا من التركيز على البرمجة !
الموضوع الثاني الذي حصل على اعلى الزيارات كان موضوع الاخت سدرة المنتهى بعنوان جماعة الايمو و هو الاكثر على مستوى الردود و التعليقات ..
بكل بساطة المقالات الجادة جدا و المقالات التقنية لم تستقطب شيئا يذكر من حصاد زوار المدونة .. هذا شيء طبيعي كما ذكرنا سابقا فكلما كان الموضوع اكثر تخصصا تصغر دائرة الاهتمام الى ان تصل احيانا الى مستوى الصفر بدون مبالغة فكم من شخص فعلا مهتم بمقالة تشرح استخدام دالة موجودة في احدى مكتبات احدى لغات البرمجة الغير مشهورة في عالمنا العربي ؟..
4- الاعلان ايضا له دور كبير في انتشار المدونة ، و الاعتماد الكلي على محركات البحث ليس كافيا لانتشار المدونة و خصوصا في مسألة تفاعل الزوار مع التدوينات لذلك ارى بعض المدونين يعمل صداقات مع بعض المدونين الاخرين و قد يكتب ردا في مدونة شخص اخر على امل ان يتبع الناس الرابط الموجود على اسمه كي يدخلوا مدونته .. و قد تصل مسألة الاستجداء الى مرحلة تضليل محركات البحث بكلمات مفتاحية لا دخل لها بالمدونة ..
5- احد الاسباب التي جعلتني الى الان متمسكا بالكتابة في مدونتي هو انني لم افتتحها لاجلها ! اي ان الهدف ليس لكتابة المقالات او استقطاب الزوار و لكن كل ما في الامر انني كنت احتاج مكانا مناسبا لارشفة مقالاتي المبعثرة في المنتديات و المواقع ، اضافة الى كونها مكانا مناسبا لاكتب بعض ما يدور في خاطري من اشياء لا تناسب الجو العام للمنتديات التي اشارك فيها ..
6- هناك نقطة لم انتبه لها الا بعد فوات الاوان ، و هي مسألة منصة التدوين ، فمع الاسف اخترت ورد بريس و لا اعني البرنامج و لكن اقصد الخدمة المجانية فهي من اسوء الادوات و قد كتبت سابقا عن بعض هذه الاسباب و من اهمها هي انك أسير عندهم لا يمكنك الخروج الى استضافة مدفوعة الا بتضحيات كبيرة.. فنصيحتي هي الاهتمام بهذه النقطة لمن يطمح في ان تصبح مدونته في يوم ما اكثر من مجرد مدونة شخصية صغيرة .. ( الان تقراون هذه المقالة على الموقع الشخصي و الذي يستخدم منصة Blosxom للتدوين ) .
7- احد المدونين اعتقد انه سردال (سوالف سوفت) عمل مدونة تتكلم عن البساطة و وضع بها بعض المواضيع و من ثم اعلن اغلاق المدونة و انها باقية كارشيف لمن يحب الاستفادة منها !. فكرة جدا رائعة اعجبتني كثيرا لكنها لم تكن لتنجح كثيرا لو كانت المدونة عامة او شخصية لان هكذا نوع من المدونات تحتاج الى متابعة و كتابة و لكن كون المدونة متخصصة بشيء معين فهي اصبحت كدليل او كتاب الكتروني عن الموضوع المراد .. و كون هذه المواضيع تم ارشفتها في مدونة افضل من ان تكون مقالات مبعثرة في ارشيفات المنتديات الطويلة ..
التخصص بشكل عام مفيد جدا و الان مع توافر تويتر و فيسبوك يمكن ان يتم عزل الخواطر و الكتابات الشخصية بسهولة عن المدونة التي ستبقى ذات طابع جاد اكثر .. و لا اعني بالتخصص ان لا نتكلم الا في موضوع واحد و لكن حصر دائرة الاهتمامات ، كي لا يجد الزائر نفسه محتارا في بحر من المواضيع المشتتة ..
الان نصل الى الكلام عن الشبكات الاجتماعية و التي يتزعمها فيسبوك ، في الحقيقة لا ارى انني مؤهل كثيرا للكلام عن الشبكات الاجتماعية ، فللتو عملت حسابا في جوجل بلس و لكن لانني لم افهم له هجرته و هو في مهده ! و لكن أعجبت بتويتر و ذلك لمميزات:
- بساطة مفهومه و عدم الفوضى في خصائص جانبية لا اريدها مثل العاب و ماسنجر و ما شاكل ..
- كون التويتات قصيرة يساعد على مسح عشرات التويتات في دقائق معدودة
- الاستغناء بشكل شبه كامل عن عملاء الـ RSS
- مبدا التواصل الخفيف بدلا من الماسنجر و غيره
- مبدا المشاركة القصيرة بدلا من الرسميات في المقالات ، مثلا شاهدت فيلما و اريد ان اقول رايي باختصار هذا شيء جميل في تويتر و لكن في المدونة ستحتاج ان تكتب بتفصيل اكثر عن الفيلم لانه لا داعي لان تنشر تدوينة تقول عشر كلمات مثلا !..
-كون التويتات لا تظهر الا في تايم لاين يكفيك مؤنة حذف التويتات و هذا ما اعاني منه في البريد الذي يحتاج الى تصفية بين الفينة و الاخرى ..
بشكل عام انا لست ضد الثورة الاجتماعية و لكن ارى ان الامور لا تسير بشكل مناسب فمن جهة اننا نعاني من سوء الاستخدام و قضاء الساعات الطوال و هذه مشكلة شخصية جربناها مع المسنجر و غيره و من ناحية اخرى ان مسألة المشاركة المطلقة تصبح فوضى مطلقة و لا اعني فيس بوك فقط و لكن حتى تويتر قد اعاني من بعض الاشخاص الذين يفجرون المكان بعشرات التويتات دفعة واحدة !. ايضا في موقع ستمبل ابون فقد كنت ابحث عن موقع مركزي لحفظ روابطي عندما انتقل من جهاز لاخر و لكن مبدا المشاركة الذي يعتبر من اقوى ميزات هذه الخدمة من ناحية اخرى ازعجني فكل رابط اضيفه في مفضلتي يظهر للجميع و قد تفاجات عندما وضعت ملاحظات قصيرة على بعض الروابط مثلا (سأقرا هذه المقالة لاحقا) ان موقع ستمبل نشر ملاحظاتي على انها مراجعة للمقالة !..
و لمن لا يعرف موقع ستمبل هو موقع تحدد فيه اهتماماتك ثم تنقر على زر ستمبل و ينقلك الى صفحات و مواقع تتكلم عن اهتماماتك ، هنا ايضا المشاركة ممتازة و سيئة فهي ممتازة من ناحية انها ستظهر لي بعض المواقع و المقالات المفيدة و لكن سيئة من ناحية اخرى فالقراءة بهذه الطريقة بشكل عام عشوائية و لا تصنع حتى ثقافة عامة و مع كثرة الروابط التي يضيفها الاعضاء ستتحول الخدمة في يوم ما الى مجرد كومة من الروابط التي لا تستطيع العثور على الشيء الجيد فيها الا بصعوبة ..
مع انتشار الشبكات الاجتماعية و التابلتس اعتقد ان التوجه سيكون للاستهلاك اكثر من الكتابة فالشبكات الاجتماعية بمبدا المشاركة السريع و التابلتس بخلوها من الكيبورد تجعل من الانسان في وضع التلقي اكثر منه في وضع الكتابة خاصة الكتابة المطولة و الجادة ..
من كل هذا تبرز مسائل و تحديات كثيرة يجب الالتفات اليها والاهتمام بها.. اظهرها هو هل استخدمنا للثورة المعلوماتية فعلا يزيد من معرفتنا و ثقافتنا ؟
كيف نسيطر على هذا الادمان و الساعات الطوال امام الشاشات الكبيرة و الصغيرة ؟
كيف نجعل من هذه الساعات استثمارا علميا مفيدا ؟..
و للكتاب هل مجرد الكتابة لاجل الكتابة و المشاركة شيء مفيد ؟ ام انها تسلية و حاجب عن القراءة و عائق عن التعلم و التطور …
هل الحل هو في اعتزال هذه التقنيات و التقوقع على الذات ؟ يشبه احد الكتاب الادمان على الشبكات الاجتماعية بعملية التدخين فعدم الدخول بها ابتداء اسهل بكثير من تركها!!..
دمتم في اللطف ،