هاروكي موراكامي و الركض
بسم الله الرحمن الرحيم
من الغريب ان اول ما قرأت لهاروكي موراكامي هو هذا الكتاب المعنون بـ " هذا ما اتكلم عنه عندما اتكلم عن الركض " فالاغلب ان من يعرف موراكامي يعرفه من رواياته المشهورة مثل كافكا على الشاطئ و الغابة النرويجية. اما انا فقد شدني عنوان هذا الكتاب لغرابته فما علاقة كاتب روايات خيالية بالركض ؟ لذلك قررت ان اقرا هذا الكتاب عله يكون مدخلا الى عالم موراكامي .
لقد كتب موراكامي هذا الكتاب خلال فترة متقطعة انتهت تقريبا في العام 2007 م و هو اشبه ما يكون بمقالات مترابطة يجمعها الكلام عن مشاركات الكاتب في ماراثونات دولية متعددة و ما رافق ذلك من ذكريات و دروس. بدأ موراكامي حياته العملية بالزواج في سن مبكرة حيث لم يتجاوز الثانية و العشرين من عمره و قام مع زوجته بفتح حانة حيث عمل فيها بنجاح طوال سنواتها العشر. في نهاية هذه الفترة من حياته بدأ بالعمل على بعض الروايات في وقت فراغه فكان لا ينام الا مع طلوع الفجر ليعاود العمل في اليوم الثاني . و قد نشر اول اعماله "اسمع الرياح تغني" ثم Pinball و قد لاقتا نجاحا في اليابان و اصبح يشار اليه ككاتب واعد. لكنه لم يستطع تحمل مشاق العمل فهو يؤمن بفكرة ان من يدخل في شيء يجب ان يعطي الشيء كله لا ان يدخل بأنصاف محاولات لذلك قرر ان يغلق حانته و يتفرغ للعمل الروائي بالرغم من محاولات اصحابه لثنيه عن قراره. و قد تشارط مع زوجته ان ينذر نفسه كاملا للكتابة لمدة سنتين فإن لم ينجح يرجع الى عالمه القديم و في هذه الفترة اخرج اول رواية مطولة له بعنوان مطاردة الخراف الجامحة (1982) . الى هذه الفترة كان مدمن تدخين من العيار الثقيل ففي عرفنا ان من يدخن علبة سجائر كاملة في اليوم (20 سيجارة ) يعتبر متوسط الادمان و من يدخن علبتين فهو مدخن من العيارالثقيل و لكن موراكامي كان يدخن 60 سيجارة في اليوم بمعدل سيجارة كل 16 دقيقة من وقت اليقظة لمن نومهم 8 ساعات في اليوم. مع دخوله الفترة الجديدة من حياته قرر ان يغير نمط حياته فبدأ بتغيير نظامه في الاكل ثم باضافة رياضة الجري الى روتينه اليومي و ذلك لسهولة هذه الرياضة حيث انها لا تحتاج الى معدات و لا مدرب و لا اماكن خاصة. و كان تركه للتدخين نتيجة طبيعية لاصراره على مواصلة الجري يوميا لفترات مطولة . و قد كان في وقت كتابة الكتاب في خمسينيات عمره و هو يجني ثمار الاعتناء بجسده فهو الى هذا العمر لم يقطع مشاركاته السنوية في الماراثونات حيث الى نهاية تأليف الكتاب شارك في 25 - 26 ماراثونا موزعة على امتداد اكثر من 25 سنة بمتوسط ماراثون لكل سنة. هذا فضلا عن ما يسمى بالترايثلونات و التي تتكون من ثلاثة اجزاء : السباحة ، ركوب الدراجة الهوائية ثم الجري و التي تصل مجموعا الى حوالي 62 ميلا. و قد اشار الى انه من بين الثلاثة كان لا يحب رياضة الدراجات الهوائية لانها تحتاج الى كثير من الادوات الخاصة و تحتاج الى اماكن آمنة لممارستها و يبدو ان حادثة الاصطدام التي وقعت له زادت حالة النفور هذه . بل انه في مناسبة اخرى يستشهد و يوافق مقولة ديف سكوت " من بين كل الرياضات التي اخترعها الانسان يبدو ان الدراجات هي الاقل متعة " .
في هذا الكتاب يحاول الكاتب ان يؤرخ مسيرة حياته على شكل ذكريات قضاها في ممارسة هوايته المفضلة الا و هي الجري و يحاول ان يشرح فيه فلسفة عشقه لهذه الرياضة و ما لها من اسقاطات على حياته المهنية ككاتب . في المقدمة ذكر الكاتب انه لم يكتب هذا الكتاب ليروج لرياضة الجري فهو يعتقد ان لكل انسان ما يناسبه من الهوايات و الاهتمامات لذلك هو لم يروج لهذه الرياضة في حياته العملية ايضا . لكنه يحاول في هذا الكتاب ان يسجل ذكرياته و يتعرف على رؤيته فهو من النوع الذي لا تكتمل لديه الرؤى الا بعد ان يكتبها على الورق . ان موراكامي مشهور بحب عدم الظهور و الاهتمام بخصوصيته و لكنه في هذا الكتاب اظهر بعض الجوانب الشخصية في حياته من مثل انواع الموسيقى التي يسمعها و الاكلات التي يفضلها و لكن ما يشد الانتباه ربما بساطته و اهتمامه بالاشياء القديمة فهو يجمع صوتياته على شكل اسطوانات LP القديمة و لديه مكتبة كبيرة منها. و في موضع اخر يذكر انه لا يفضل استخدام الايبود المنتشر عند الشباب لانه لا يفضل دمج التقنية بالموسيقى مع انه يستخدم جهاز MD player لسماع بعض اغانيه المفضلة. اضافة الى ذلك نراه بالرغم من حبه الشديد لهواية الجري الا انه يستصغر الاجهزة الثابتة الموجودة في الاندية و البيوت فهو لا يتقبل التدريب عليها الا اذا اعاقه الثلج عن الخروج .
الانا بطبيعة الحال موجودة في هذا الكتاب فهو في النهاية نوع من انواع السير الذاتية و لكنها انا متواضعة لا تتبختر بالانجازات بل تعطي شعورا صادقا بتواضع صاحبها . لاحظت ان الكاتب لم يتكلم كثيرا عن الكتابة فهو اقتصر على اشارات سريعة فلم اجد مثلا كثيرا من النصائح لمن يريد ان يدخل هذا العالم لكنه ذكر مثلا ان طريقته في كتابة الاعمال الطويلة هي ان يترك الكتابة في منتصفها و يعود لها في اليوم اللاحق بهدف تسريع عملية البدء في اليوم التالي . النصيحة الاخرى هي ان على الكتّاب ان يهتموا بصحتهم فهو يذكر ان ممارسته للجري اعطته نوعا من اللياقة انعكست على لياقته الذهنية و التي يحتاجها لكتابة الاعمال المطولة. هذا و لم اجد موراكامي يتكلم عن الذين تأثر بهم من الكتاب العالميين و ماذا تعلم منهم الا انه ذكر في مناسبتين تقريبا الكاتب اف سكوت فيتزجيرالد صاحب الرواية الشهيرة جاتسبي العظيم و قد ابدى موراكامي اعجابه الشديد بهذه الرواية و ذكر انه لا يمل من كثرة اعادة قراءتها و لا يمكنه ان يستوعب كيف يمكن لكاتب في التاسعة و العشرين من عمره ان يفهم الحياة بهذا العمق .
مهما يكن فالكتاب في مجمله عن الركض هذه الرياضة التي يمارسها بشغف فهي تتيح له صفاءً ذهنيا و لياقة جسدية. و قد ذكر مرارا عدم اهتمامه بالبعد التنافسي في هذه الرياضة فهو لا يهتم بالفوز او التغلب على احد و انما يهمه فقط مستواه . ربما ساعد ايضا في اهتمامه بهذه الرياضة عشقه للعزلة فهو يحب ان يختلي بنفسه و لا يمل من الجلوس وحيدا . عندما سألوه عن ماذا يفكر اثناء جريه ؟ اجاب بأنه لا يفكر بشيء محدد و انما يحاول ان ينطلق الى الفراغ و كأنه يعامل هذه الرياضة على انها طقس تأملي . و يبدو ان هذه الحالة التأملية وصلت ذروتها في نهاية الترامارثون هوكايدو فوصل الى تجربة غيبية فتجرد عن هذا العالم لفترة محدودة. الكتاب في مجمله وصف لمشاركاته في الماراثونات و ما يسبقها من استعدادات شاقة و لكن ما ابهرني حقيقة هو قدرته على وصف البيئة التي يجري فيها فهو يصف كل شيء بدقة متناهية فكأنك معه ابتداءً من قطرات العرق التي تتساقط و تتبخر قبل ان تترك اثرا الى وصفه للحظات جريه عند بحيرة ساروما في اقصى شمال اليابان في لوحة فنية متألقة الالوان. نعم يبدو ان الكتاب عبارة عن رحلة مع الكاتب و هو يجري في شوارع اليونان مهد الماراثوانات في ذلك اليوم الشديد الحرارة حيث هناك الكثير من القطط و الكلاب الميتة في الطرقات !
في النهاية هل قراءة هذا الكتاب اعطتني دافعا للخروج و ممارسة هذه الرياضة الجميلة ؟ ربما نعم و لكن بدلا من المناظر الخلابة عند بحيرة ساروما اصطدمت بالواقع فكان خروجي في ليلة حارة و رطبة ، ما لبثت ان رجعت ادراجي ...
دمتم في الرضا ،
من الغريب ان اول ما قرأت لهاروكي موراكامي هو هذا الكتاب المعنون بـ " هذا ما اتكلم عنه عندما اتكلم عن الركض " فالاغلب ان من يعرف موراكامي يعرفه من رواياته المشهورة مثل كافكا على الشاطئ و الغابة النرويجية. اما انا فقد شدني عنوان هذا الكتاب لغرابته فما علاقة كاتب روايات خيالية بالركض ؟ لذلك قررت ان اقرا هذا الكتاب عله يكون مدخلا الى عالم موراكامي .
لقد كتب موراكامي هذا الكتاب خلال فترة متقطعة انتهت تقريبا في العام 2007 م و هو اشبه ما يكون بمقالات مترابطة يجمعها الكلام عن مشاركات الكاتب في ماراثونات دولية متعددة و ما رافق ذلك من ذكريات و دروس. بدأ موراكامي حياته العملية بالزواج في سن مبكرة حيث لم يتجاوز الثانية و العشرين من عمره و قام مع زوجته بفتح حانة حيث عمل فيها بنجاح طوال سنواتها العشر. في نهاية هذه الفترة من حياته بدأ بالعمل على بعض الروايات في وقت فراغه فكان لا ينام الا مع طلوع الفجر ليعاود العمل في اليوم الثاني . و قد نشر اول اعماله "اسمع الرياح تغني" ثم Pinball و قد لاقتا نجاحا في اليابان و اصبح يشار اليه ككاتب واعد. لكنه لم يستطع تحمل مشاق العمل فهو يؤمن بفكرة ان من يدخل في شيء يجب ان يعطي الشيء كله لا ان يدخل بأنصاف محاولات لذلك قرر ان يغلق حانته و يتفرغ للعمل الروائي بالرغم من محاولات اصحابه لثنيه عن قراره. و قد تشارط مع زوجته ان ينذر نفسه كاملا للكتابة لمدة سنتين فإن لم ينجح يرجع الى عالمه القديم و في هذه الفترة اخرج اول رواية مطولة له بعنوان مطاردة الخراف الجامحة (1982) . الى هذه الفترة كان مدمن تدخين من العيار الثقيل ففي عرفنا ان من يدخن علبة سجائر كاملة في اليوم (20 سيجارة ) يعتبر متوسط الادمان و من يدخن علبتين فهو مدخن من العيارالثقيل و لكن موراكامي كان يدخن 60 سيجارة في اليوم بمعدل سيجارة كل 16 دقيقة من وقت اليقظة لمن نومهم 8 ساعات في اليوم. مع دخوله الفترة الجديدة من حياته قرر ان يغير نمط حياته فبدأ بتغيير نظامه في الاكل ثم باضافة رياضة الجري الى روتينه اليومي و ذلك لسهولة هذه الرياضة حيث انها لا تحتاج الى معدات و لا مدرب و لا اماكن خاصة. و كان تركه للتدخين نتيجة طبيعية لاصراره على مواصلة الجري يوميا لفترات مطولة . و قد كان في وقت كتابة الكتاب في خمسينيات عمره و هو يجني ثمار الاعتناء بجسده فهو الى هذا العمر لم يقطع مشاركاته السنوية في الماراثونات حيث الى نهاية تأليف الكتاب شارك في 25 - 26 ماراثونا موزعة على امتداد اكثر من 25 سنة بمتوسط ماراثون لكل سنة. هذا فضلا عن ما يسمى بالترايثلونات و التي تتكون من ثلاثة اجزاء : السباحة ، ركوب الدراجة الهوائية ثم الجري و التي تصل مجموعا الى حوالي 62 ميلا. و قد اشار الى انه من بين الثلاثة كان لا يحب رياضة الدراجات الهوائية لانها تحتاج الى كثير من الادوات الخاصة و تحتاج الى اماكن آمنة لممارستها و يبدو ان حادثة الاصطدام التي وقعت له زادت حالة النفور هذه . بل انه في مناسبة اخرى يستشهد و يوافق مقولة ديف سكوت " من بين كل الرياضات التي اخترعها الانسان يبدو ان الدراجات هي الاقل متعة " .
في هذا الكتاب يحاول الكاتب ان يؤرخ مسيرة حياته على شكل ذكريات قضاها في ممارسة هوايته المفضلة الا و هي الجري و يحاول ان يشرح فيه فلسفة عشقه لهذه الرياضة و ما لها من اسقاطات على حياته المهنية ككاتب . في المقدمة ذكر الكاتب انه لم يكتب هذا الكتاب ليروج لرياضة الجري فهو يعتقد ان لكل انسان ما يناسبه من الهوايات و الاهتمامات لذلك هو لم يروج لهذه الرياضة في حياته العملية ايضا . لكنه يحاول في هذا الكتاب ان يسجل ذكرياته و يتعرف على رؤيته فهو من النوع الذي لا تكتمل لديه الرؤى الا بعد ان يكتبها على الورق . ان موراكامي مشهور بحب عدم الظهور و الاهتمام بخصوصيته و لكنه في هذا الكتاب اظهر بعض الجوانب الشخصية في حياته من مثل انواع الموسيقى التي يسمعها و الاكلات التي يفضلها و لكن ما يشد الانتباه ربما بساطته و اهتمامه بالاشياء القديمة فهو يجمع صوتياته على شكل اسطوانات LP القديمة و لديه مكتبة كبيرة منها. و في موضع اخر يذكر انه لا يفضل استخدام الايبود المنتشر عند الشباب لانه لا يفضل دمج التقنية بالموسيقى مع انه يستخدم جهاز MD player لسماع بعض اغانيه المفضلة. اضافة الى ذلك نراه بالرغم من حبه الشديد لهواية الجري الا انه يستصغر الاجهزة الثابتة الموجودة في الاندية و البيوت فهو لا يتقبل التدريب عليها الا اذا اعاقه الثلج عن الخروج .
الانا بطبيعة الحال موجودة في هذا الكتاب فهو في النهاية نوع من انواع السير الذاتية و لكنها انا متواضعة لا تتبختر بالانجازات بل تعطي شعورا صادقا بتواضع صاحبها . لاحظت ان الكاتب لم يتكلم كثيرا عن الكتابة فهو اقتصر على اشارات سريعة فلم اجد مثلا كثيرا من النصائح لمن يريد ان يدخل هذا العالم لكنه ذكر مثلا ان طريقته في كتابة الاعمال الطويلة هي ان يترك الكتابة في منتصفها و يعود لها في اليوم اللاحق بهدف تسريع عملية البدء في اليوم التالي . النصيحة الاخرى هي ان على الكتّاب ان يهتموا بصحتهم فهو يذكر ان ممارسته للجري اعطته نوعا من اللياقة انعكست على لياقته الذهنية و التي يحتاجها لكتابة الاعمال المطولة. هذا و لم اجد موراكامي يتكلم عن الذين تأثر بهم من الكتاب العالميين و ماذا تعلم منهم الا انه ذكر في مناسبتين تقريبا الكاتب اف سكوت فيتزجيرالد صاحب الرواية الشهيرة جاتسبي العظيم و قد ابدى موراكامي اعجابه الشديد بهذه الرواية و ذكر انه لا يمل من كثرة اعادة قراءتها و لا يمكنه ان يستوعب كيف يمكن لكاتب في التاسعة و العشرين من عمره ان يفهم الحياة بهذا العمق .
مهما يكن فالكتاب في مجمله عن الركض هذه الرياضة التي يمارسها بشغف فهي تتيح له صفاءً ذهنيا و لياقة جسدية. و قد ذكر مرارا عدم اهتمامه بالبعد التنافسي في هذه الرياضة فهو لا يهتم بالفوز او التغلب على احد و انما يهمه فقط مستواه . ربما ساعد ايضا في اهتمامه بهذه الرياضة عشقه للعزلة فهو يحب ان يختلي بنفسه و لا يمل من الجلوس وحيدا . عندما سألوه عن ماذا يفكر اثناء جريه ؟ اجاب بأنه لا يفكر بشيء محدد و انما يحاول ان ينطلق الى الفراغ و كأنه يعامل هذه الرياضة على انها طقس تأملي . و يبدو ان هذه الحالة التأملية وصلت ذروتها في نهاية الترامارثون هوكايدو فوصل الى تجربة غيبية فتجرد عن هذا العالم لفترة محدودة. الكتاب في مجمله وصف لمشاركاته في الماراثونات و ما يسبقها من استعدادات شاقة و لكن ما ابهرني حقيقة هو قدرته على وصف البيئة التي يجري فيها فهو يصف كل شيء بدقة متناهية فكأنك معه ابتداءً من قطرات العرق التي تتساقط و تتبخر قبل ان تترك اثرا الى وصفه للحظات جريه عند بحيرة ساروما في اقصى شمال اليابان في لوحة فنية متألقة الالوان. نعم يبدو ان الكتاب عبارة عن رحلة مع الكاتب و هو يجري في شوارع اليونان مهد الماراثوانات في ذلك اليوم الشديد الحرارة حيث هناك الكثير من القطط و الكلاب الميتة في الطرقات !
في النهاية هل قراءة هذا الكتاب اعطتني دافعا للخروج و ممارسة هذه الرياضة الجميلة ؟ ربما نعم و لكن بدلا من المناظر الخلابة عند بحيرة ساروما اصطدمت بالواقع فكان خروجي في ليلة حارة و رطبة ، ما لبثت ان رجعت ادراجي ...
دمتم في الرضا ،