استعراض لكتاب " اليابان و استراتيجية القوة "
* من ارشيفي الخاص موضوع منشور سابقا في منتدى سوالف .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
فأما كتابنا اليوم المعنون بــ ( اليابان : و استراتيجية القوة ) لمؤلفته الدكتورة ( نسرين حكمي ) ، فالواقع انني لم اجد عبارة موجزة تصف محتوى الكتاب افضل من عبارة المؤلفة نفسها في صدر مقدمتها : " ما يزال المثال الياباني يثير دهشة الاصدقاء و الاعداء على حد سواء فاليابان التي تمكنت ان تنهض من بين اركان حرب مدمرة كأبرز قوة صناعية و تكنولوجية ما تزال تنتزع اعجاب الجميع ، كما ان دراسة دور اليابان في العالم و اعتباراتها الاستراتيجية يكتسب اهمية خاصة ؛ ذلك ان اليابان كانت و ما تزال تعتمد في قوة اقتصادها على استيراد الطاقة و المواد الخام اضافة الى حاجتها الى الاسواق العالمية لتصريف بضائعها الصناعية .
و هذا الكتاب دراسة بالارقام تؤكد بقاء الاهداف القديمة لليابان و تجدد شعاراتها في بناء ( بلد ثري و جيش قوي) "
و تقسم المؤلفة الكتاب الى اربعة فصول :
الفصل الاول : و هو عبارة عن بحث في الخلفيات فنرى المؤلفة تسرد لنا احصائيات عن هذا الارخبيل و من ثم تخصص الاحصائيات اكثر فتتكلم عن موازنة القوى العسكرية في المحيط الهادي و تبين الموقع الجيوبوليتي و الاستراتيجي لليابان و تختم هذا الفصل بكلام شيق عن الميلتاريا التاريخية اليابانية و مجالات نموها حتى الحرب العالمية الثانية و اخيرا عن نتائج الهزيمة .
الفصل الثاني : وهو عبارة عن دراسة موجزة لسياسة التعزيز العسكري ، فتتكلم عن عودة الساسة اليمينية و خططهم ( و هم الذين يطمحون لتعزيز القوة العسكرية لليابان لاعادة امجاد اسلافهم ) و من ثم تتكلم عن العوامل المساعدة و العقبات . و تعود للتتكلم بالارقام عن تحديد الميزانية العسكرية ثم تستطرد بالكلام عن تصدير السلاح و الراي العام المحلي و الاقليمي و احزاب المعارضة . و تختم هذا الفصل ببيان عن حالة الجيش اليوم و اخيرا علاقة الاستراتيجية العسكرية بالاقتصاد .
الفصل الثالث : و هو فصل جميل جدا نقرا فيه باختصار و لكن بتركيز عن علاقات اليابان بالدول الاخرى قديما و حديثا . و من ذلك العلاقة بالولايات المتحدة الامريكية منذ قبل الحرب الى ما بعد الحرب . و كذلك العلاقة مع الصين و كوريا و تايوان و السوفيت و تختم الفصل بكلام عن اليابان و الشرق الاوسط و كيف حلت ازمة مقاطعة العرب لاسرائيل و كثير من القضايا الاخرى فالبحث غني بالمعلومات المقننة بشكل مرتب و جميل.
الفصل الرابع : و هو اقصر فصل في الكتاب و لكنه من الاهمية بمكان ! اذ انه عبارة عن تأملات في مستقبل اليابان في المجال الاقتصادي و التكنولوجي للنمو العسكري و ايضا في المجال السياسي و الاجتماعي و اخيرا تختم الكاتبة بمستقبل العلاقات اليابانية الامريكية لما لهذه العلاقة من الاهمية خاصة ، و ربما خير ما يصف لنا هذه العلاقة مدير مصانع سوني نفسه اذ يقول : " لا يمكننا من الناحية العسكرية هزيمة امريكا و لكننا نستطيع ان نقهرها اقتصاديا ."
و بمناسبة الكلام عن المستقبل من الجميل ان نذكر ما قاله الكاتب الامريكي غور فيديل في مقاله الرائع تحت عنوان "يوم ماتت امبراطورية امريكا " :
".. و على اية حال و اذا لم يمكن التنبؤ في المستقبل ذريا الا ان من المؤكد ان المستقبل الاسيوي سيصنعه التقدم التكنولوجي الياباني و ثروات الصين الهائلة و ستبقى امريكا و اوروبا بمنأى عن ذلك حينها سينتهي دورنا و ستتحول اوربا الى غرب متوحش بعيدة عن حضارة اسيا . و على هذا فان شمس الحضارة في الغرب قد آلت الى الغروب حيث ستسطع مرة اخرى في افاق الشرق … و ستشهد نهاية القرن الحاضر ضعف بريطانيا ، فرنسا و المانيا في حين تلملم الصين قدراتها و سينهض كونفشيوس ليمثل مركز الصدارة في الامبراطورية الوسطى . فاليابان بامبراطوريتها المالية الكبرى تحتاج الى ارض غنية بالثروات حيث تستعد الصين لمنازلة عدوها التاريخي القديم في عصر يسجل فتوحاته بالكمبيوتر لا بالحرب."
و انظروا ماذا يقول الجنرال الامريكي ملتون في مقال له نشرته مجلة القوة الجوية :
" اليابان هذا اللاعب الذليل الذي خرج من الحرب العالمية الثانية استطاع اليوم ان يحقق اهدافه القديمة في مشروع ( رابطة الرفاه المشترك في شرق اسيا ) في حين لزمت الاطراف الاخرى – فرنسا بريطانيا و هولندا - عقر دارها و حتى امريكا هي الاخرى سقطت في فخ الاقتصاد الياباني ."
هذا و ان الكلمة الاخير التي نقولها عن هذا الكتاب انه كتاب مفيد جدا للباحثين و المهتمين بالامور الاقتصادية و السياسية فالكتاب غني بالمعلومات و صغير بالحجم فلا تمل منه بل ستختمه في جلسات معدودة.
هذا و الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
فأما كتابنا اليوم المعنون بــ ( اليابان : و استراتيجية القوة ) لمؤلفته الدكتورة ( نسرين حكمي ) ، فالواقع انني لم اجد عبارة موجزة تصف محتوى الكتاب افضل من عبارة المؤلفة نفسها في صدر مقدمتها : " ما يزال المثال الياباني يثير دهشة الاصدقاء و الاعداء على حد سواء فاليابان التي تمكنت ان تنهض من بين اركان حرب مدمرة كأبرز قوة صناعية و تكنولوجية ما تزال تنتزع اعجاب الجميع ، كما ان دراسة دور اليابان في العالم و اعتباراتها الاستراتيجية يكتسب اهمية خاصة ؛ ذلك ان اليابان كانت و ما تزال تعتمد في قوة اقتصادها على استيراد الطاقة و المواد الخام اضافة الى حاجتها الى الاسواق العالمية لتصريف بضائعها الصناعية .
و هذا الكتاب دراسة بالارقام تؤكد بقاء الاهداف القديمة لليابان و تجدد شعاراتها في بناء ( بلد ثري و جيش قوي) "
و تقسم المؤلفة الكتاب الى اربعة فصول :
الفصل الاول : و هو عبارة عن بحث في الخلفيات فنرى المؤلفة تسرد لنا احصائيات عن هذا الارخبيل و من ثم تخصص الاحصائيات اكثر فتتكلم عن موازنة القوى العسكرية في المحيط الهادي و تبين الموقع الجيوبوليتي و الاستراتيجي لليابان و تختم هذا الفصل بكلام شيق عن الميلتاريا التاريخية اليابانية و مجالات نموها حتى الحرب العالمية الثانية و اخيرا عن نتائج الهزيمة .
الفصل الثاني : وهو عبارة عن دراسة موجزة لسياسة التعزيز العسكري ، فتتكلم عن عودة الساسة اليمينية و خططهم ( و هم الذين يطمحون لتعزيز القوة العسكرية لليابان لاعادة امجاد اسلافهم ) و من ثم تتكلم عن العوامل المساعدة و العقبات . و تعود للتتكلم بالارقام عن تحديد الميزانية العسكرية ثم تستطرد بالكلام عن تصدير السلاح و الراي العام المحلي و الاقليمي و احزاب المعارضة . و تختم هذا الفصل ببيان عن حالة الجيش اليوم و اخيرا علاقة الاستراتيجية العسكرية بالاقتصاد .
الفصل الثالث : و هو فصل جميل جدا نقرا فيه باختصار و لكن بتركيز عن علاقات اليابان بالدول الاخرى قديما و حديثا . و من ذلك العلاقة بالولايات المتحدة الامريكية منذ قبل الحرب الى ما بعد الحرب . و كذلك العلاقة مع الصين و كوريا و تايوان و السوفيت و تختم الفصل بكلام عن اليابان و الشرق الاوسط و كيف حلت ازمة مقاطعة العرب لاسرائيل و كثير من القضايا الاخرى فالبحث غني بالمعلومات المقننة بشكل مرتب و جميل.
الفصل الرابع : و هو اقصر فصل في الكتاب و لكنه من الاهمية بمكان ! اذ انه عبارة عن تأملات في مستقبل اليابان في المجال الاقتصادي و التكنولوجي للنمو العسكري و ايضا في المجال السياسي و الاجتماعي و اخيرا تختم الكاتبة بمستقبل العلاقات اليابانية الامريكية لما لهذه العلاقة من الاهمية خاصة ، و ربما خير ما يصف لنا هذه العلاقة مدير مصانع سوني نفسه اذ يقول : " لا يمكننا من الناحية العسكرية هزيمة امريكا و لكننا نستطيع ان نقهرها اقتصاديا ."
و بمناسبة الكلام عن المستقبل من الجميل ان نذكر ما قاله الكاتب الامريكي غور فيديل في مقاله الرائع تحت عنوان "يوم ماتت امبراطورية امريكا " :
".. و على اية حال و اذا لم يمكن التنبؤ في المستقبل ذريا الا ان من المؤكد ان المستقبل الاسيوي سيصنعه التقدم التكنولوجي الياباني و ثروات الصين الهائلة و ستبقى امريكا و اوروبا بمنأى عن ذلك حينها سينتهي دورنا و ستتحول اوربا الى غرب متوحش بعيدة عن حضارة اسيا . و على هذا فان شمس الحضارة في الغرب قد آلت الى الغروب حيث ستسطع مرة اخرى في افاق الشرق … و ستشهد نهاية القرن الحاضر ضعف بريطانيا ، فرنسا و المانيا في حين تلملم الصين قدراتها و سينهض كونفشيوس ليمثل مركز الصدارة في الامبراطورية الوسطى . فاليابان بامبراطوريتها المالية الكبرى تحتاج الى ارض غنية بالثروات حيث تستعد الصين لمنازلة عدوها التاريخي القديم في عصر يسجل فتوحاته بالكمبيوتر لا بالحرب."
و انظروا ماذا يقول الجنرال الامريكي ملتون في مقال له نشرته مجلة القوة الجوية :
" اليابان هذا اللاعب الذليل الذي خرج من الحرب العالمية الثانية استطاع اليوم ان يحقق اهدافه القديمة في مشروع ( رابطة الرفاه المشترك في شرق اسيا ) في حين لزمت الاطراف الاخرى – فرنسا بريطانيا و هولندا - عقر دارها و حتى امريكا هي الاخرى سقطت في فخ الاقتصاد الياباني ."
هذا و ان الكلمة الاخير التي نقولها عن هذا الكتاب انه كتاب مفيد جدا للباحثين و المهتمين بالامور الاقتصادية و السياسية فالكتاب غني بالمعلومات و صغير بالحجم فلا تمل منه بل ستختمه في جلسات معدودة.
هذا و الحمد لله رب العالمين