سيرة ابي علي بن سينا و شقيقه ابي الحارث
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا سأكون صريحا عندما شرعت في قراءة هذا الكتاب الذي طال جلوسه في قائمة الانتظار كنت اعتقد اني سأقرا سيرة حياة ابن سينا او ربما دراسة تاريخية لبعض جوانب حياته و لكن ذهب عن بالي كليا ان المقصود من السيرة هنا ليست السيرة التاريخية بل السيرة الشعبية او بعبارة اخرى ما اخترعه القصاصون و نشروه عند العامة و ذلك استغلالا لشهرة بعض الشخصيات التاريخية حيث يبدا الناس باختراع قصص و اسنادها لهذه الشخصية و الامثلة كثيرة فحتى الانبياء لم يسلموا من السير الشعبية فمثلا نبي الله يوسف في احدى هذه القصص عندما نزل في البئر وجد شخصا جالسا و قد قام باعداد الشاي و ترتيب المكان استقبالا ليوسف و عندما سأله يوسف عن سبب وجوده هنا اخبره بانه سمع من بعض الاحبار ان يوسفا سيلقى في هذه البئر فيقول ما كان مني الا ان سكنت في البئر انتظارا لقدومك الى اخر القصة .. بل ان سيرة ابن سينا نفسها تبدا بنبي الله داود و من ثم سليمان.
اذا لا قيمة تاريخية او علمية لهكذا نوع من السير و لكن ربما هدفها فقط الامتاع و المؤانسة بذكر بطولات اشخاص تميزوا بقدرات خارقة للعادة فكان لزاما ان تكون هناك سيرة شعبية لابن سينا العالم الذي ابهر الناس بذكائه و موسوعيته و قوة ذاكرته..
قبل ان اشرع في بعض ملاحظاتي لنلخص القصة فنقول ..:
كان هناك عالم يدعى فيثاغورث و كان عالما حكيما عظيما جعله نبي الله داود احد وزراءه و قربه منه و قد الف فيثاغورث كتابا بعنوان التوحيد فاشتهر بتوحيد فيثاغورث . ثم انه لما قضى نبي الله داود و ورثه سليمان تمرد فيثاغورث و لم يدخل في طاعة نبي الله سليمان فدارت بينهم معارك عظيمة اظهر فيها فيثاغورث علوما كثيرة و خوارقا عظيمة. و بعد ذلك جاء فيثاغورث لنبي الله سليمان و اخبره بانه لم يحاربه عصيانا و انما اظهارا لفضله كي لا يجهل قدره فقبل النبي منه و ادخله تحت سلطانه .
ثم ان فيثاغورثا عندما قربت منه منيته ادخر كل علومه في مغارة و حصنها بخدم و حراس من الجن لا يفتحونها الا كل سنة مرة مدة ساعات قليلة ليطلع من يحب الاطلاع على هذه العلوم بشرط ان لا يكتب شيئا منها و انما له ما حفظه فقط .
و بعد مرور السنوات و الدهور اراد ابن سينا ان يستزيد في علمه فخرج مع اخيه ابي الحارث للسياحة حتى وصلا احد المدن في المغرب فسمعا بخبر هذه المغارة فعقدا العزم على ان يدخلاها السنة المقبلة .
بعد مرور العام دخلا المغارة و استترا في احدى الزوايا حتى اغلق باب المغارة فتحصنا و شرعا بتدوين ما يجدونه من علوم بماء البصل (كي يضللوا الناس عند خروجهم بانه ليس لديهم الا اوراقا خالية). بعد مرور سنة فتح باب المغارة و ارادا الخروج و لكن انتبهوا لهما لاشكالهم المخيفة من لحى طويلة و ثياب رثة فاعتقدوا انهما من السحرة فحاولوا الامساك بهما ، حينها عزم ابن سينا عزيمة انتهت به في بلاد مصر و عزم شقيقه عزيمة انتهت به في بغداد . و من هنا تبدا القصة .
هنا اول شيء غريب في هذا الكتاب فقد افتتح الكتاب بسيرة تاريخية مختصرة لابن سينا ثم جاء باب يلخص فيه القصة و لكنه اغرب تلخيص مر علي ففيه لم يتم ذكر جزء من القصة بل ذكر فيه كل القصة ! فانت عمليا اذا تعرف نهاية القصة قبل ان تبدا بقراءتها ..و سأبدا بعيوب هذه السيرة قبل ايجابياتها .. فأقول..
اكثر شيء لا يعجبني في هكذا سير طبعا هو كما اشرت سابقا الخلط بين التاريخ و الخيال ، اعتقد ان هذا شيء سيء لانه يعطي معلومات خاطئة فالخيال يؤثر على التاريخ فقد يعتقد البعض بعضا من هذه القصص حقيقة فينسبها الى ابن سينا و الخيال بدوره يؤثر على التاريخ فمثلا المبالغة في قصص حفظه او ذكائه في القصص الخيالية يجعل في النفس شيئا من القصص الحقيقية التي رويت عنه في هذا الصدد .. و اخيرا انما اختيار شخصيات مثل ابن سينا و غيره من الشخصيات التاريخية هو لمجرد كسب المزيد من الفضول و الاهتمام من المستمع و الا لا يوجد الا القليل جدا من اوجه التشابه بين ابن سينا الحقيقي و ابن سينا الخيالي.
ثانيا فضلا عن بعض الاخطاء اللغوية في الكتاب هناك صنعة لغوية متكلفة في كثير من الاحيان فالمهم هنا فقط المحسنات البديعية من جناس و طباق و سجع و غيرها .
ثالثا المحسنات البديعية المتكلفة كلها في جهة و التشبيهات و القياسات المبالغ فيها في جهة اخرى ! قد تصل احيانا الى مستويات مضحكة جدا مثلا :
(اربعين غلاما اجمل من يوسف !) لم اقم بحساب عدد الغلمان الذين قال انهم اجمل من يوسف في مواطن مختلفة من الكتاب و لكن حقيقة اتساءل ما قيمة جمال يوسف اذا كان عشرات و ربما مئات الغلمان اجمل منه !
(حتى جهنم بالنسبة للحر الذي هم فيه جنة عدن !)..
(الشمس و القمر يخجلان ان يكونا مجرد اواني في هذا المجلس) ، الغريب انه يعود لاحقا ليشبه جمال غلام و فتاة بانهما كالشمس و القمر و قد كان قبلها قال ان الشمس و القمر لا ينفعان ان يكونا مجرد اوان في مجلس الانس هذا!
رابعا هذا كله يهون بالنسبة لكمية الوصف الجنسي في الرواية لدرجة انك تشك احيانا انك تقرا سيرة حياة ابن سينا و لكن ربما تشاهد فلما جنسيا .
خامسا الاغراق في غزل المذكر يثير اشمئزازي ، لكن هذا ليس غريبا فيبدو ان الراوي صوفي او متأثر بالصوفية فهو دائما يصف ابن سينا بالدرويش فلا غرابة ان ينسب اليه الهيام بالغلمان كعادة المتصوفة . و لكن حذاري ان تتهم الدراويش بالفاحشة او مخالفة الشريعة فهم انما يكتفون بالنظر الى الغلام و الهيام فيه بعفة و تنزه امثالهم من الاولياء ان يدنسوا انفسهم بامتطاء الفاحشة.
السادس انعدام القيم في هذه الرواية و الدعوة الى الرذيلة بعد ان يتم تقنيعها بمسميات الخير ، فيكون السحر كرامة و ايذاء الناس و قتلهم تأديبا و انتقاما لاولياء الله و تصبح مجالس الدف و اللهو مجالس انس و تحليق بالارواح و تصبح الخديعة و المكر انتصارا للحق و يصبح التغزل بالغلمان و الجواري سلوكا روحيا الى المحبوب الاول !
اذا اخيرا السيرة من حيث تحاول ان ترفع من منزلة ابن سينا فهي تضعه كثيرا كثيرا فهو ساحر ماكر خائن مغرور يهوى الغلمان و الجواري..
يكفي سلبيات نعود للايجابيات :
اعجبني جو القصة فمنذ زمن لم ابحر بخيالي في عوالم تشبه عوالم الف ليلة و ليلة و علاء الدين و سندباد و تلك الاجواء العربية الاسطورية العتيقة .. و هذا يجرني للكلام عن القدرة الرائعة في بناء المسارح و الشخصيات الخيالية و الغريبة فمن يعاني من محدودية خياله يمكن ان تفتح له هكذا قصص افاقا جديدة .
اللغة و ان كانت متكلفة كما قلت سابقا الا انها ممتعة و ادبية و زاد جمالها في احيان كثيرة بعض الاشعار المضمنة في القصة على لسان حال الابطال ..
مرة اخرى اشيد بالقدرة الوصفية العالية في السيرة خاصة فيما يتعلق بوصف و رسم ما يعمله السحر لذلك اعتقد ان المعجبين بهاري بوتر سيعجبون كثيرا بهذه السيرة ففيها من المواقف السحرية و التعويذات و العزائم ما يفوق خيال ج. ك. رولنج .
النهاية ايضا كانت نوعا ما مميزة و غير متوقعة بالرغم من ان الملخص كشف اجزاء منها .
السيرة التي تقع في قرابة الـ 180 صفحة قراءة ادبية ممتعة و كانت لتكون اجمل لو كان هناك تقنين للمواقف الجنسية المتناثرة في كل انحاء الكتاب . اما من ناحية قيمة المضمون فلم اجد انها تقدم الكثير.
دمتم في الرضا ..
اولا سأكون صريحا عندما شرعت في قراءة هذا الكتاب الذي طال جلوسه في قائمة الانتظار كنت اعتقد اني سأقرا سيرة حياة ابن سينا او ربما دراسة تاريخية لبعض جوانب حياته و لكن ذهب عن بالي كليا ان المقصود من السيرة هنا ليست السيرة التاريخية بل السيرة الشعبية او بعبارة اخرى ما اخترعه القصاصون و نشروه عند العامة و ذلك استغلالا لشهرة بعض الشخصيات التاريخية حيث يبدا الناس باختراع قصص و اسنادها لهذه الشخصية و الامثلة كثيرة فحتى الانبياء لم يسلموا من السير الشعبية فمثلا نبي الله يوسف في احدى هذه القصص عندما نزل في البئر وجد شخصا جالسا و قد قام باعداد الشاي و ترتيب المكان استقبالا ليوسف و عندما سأله يوسف عن سبب وجوده هنا اخبره بانه سمع من بعض الاحبار ان يوسفا سيلقى في هذه البئر فيقول ما كان مني الا ان سكنت في البئر انتظارا لقدومك الى اخر القصة .. بل ان سيرة ابن سينا نفسها تبدا بنبي الله داود و من ثم سليمان.
اذا لا قيمة تاريخية او علمية لهكذا نوع من السير و لكن ربما هدفها فقط الامتاع و المؤانسة بذكر بطولات اشخاص تميزوا بقدرات خارقة للعادة فكان لزاما ان تكون هناك سيرة شعبية لابن سينا العالم الذي ابهر الناس بذكائه و موسوعيته و قوة ذاكرته..
قبل ان اشرع في بعض ملاحظاتي لنلخص القصة فنقول ..:
كان هناك عالم يدعى فيثاغورث و كان عالما حكيما عظيما جعله نبي الله داود احد وزراءه و قربه منه و قد الف فيثاغورث كتابا بعنوان التوحيد فاشتهر بتوحيد فيثاغورث . ثم انه لما قضى نبي الله داود و ورثه سليمان تمرد فيثاغورث و لم يدخل في طاعة نبي الله سليمان فدارت بينهم معارك عظيمة اظهر فيها فيثاغورث علوما كثيرة و خوارقا عظيمة. و بعد ذلك جاء فيثاغورث لنبي الله سليمان و اخبره بانه لم يحاربه عصيانا و انما اظهارا لفضله كي لا يجهل قدره فقبل النبي منه و ادخله تحت سلطانه .
ثم ان فيثاغورثا عندما قربت منه منيته ادخر كل علومه في مغارة و حصنها بخدم و حراس من الجن لا يفتحونها الا كل سنة مرة مدة ساعات قليلة ليطلع من يحب الاطلاع على هذه العلوم بشرط ان لا يكتب شيئا منها و انما له ما حفظه فقط .
و بعد مرور السنوات و الدهور اراد ابن سينا ان يستزيد في علمه فخرج مع اخيه ابي الحارث للسياحة حتى وصلا احد المدن في المغرب فسمعا بخبر هذه المغارة فعقدا العزم على ان يدخلاها السنة المقبلة .
بعد مرور العام دخلا المغارة و استترا في احدى الزوايا حتى اغلق باب المغارة فتحصنا و شرعا بتدوين ما يجدونه من علوم بماء البصل (كي يضللوا الناس عند خروجهم بانه ليس لديهم الا اوراقا خالية). بعد مرور سنة فتح باب المغارة و ارادا الخروج و لكن انتبهوا لهما لاشكالهم المخيفة من لحى طويلة و ثياب رثة فاعتقدوا انهما من السحرة فحاولوا الامساك بهما ، حينها عزم ابن سينا عزيمة انتهت به في بلاد مصر و عزم شقيقه عزيمة انتهت به في بغداد . و من هنا تبدا القصة .
هنا اول شيء غريب في هذا الكتاب فقد افتتح الكتاب بسيرة تاريخية مختصرة لابن سينا ثم جاء باب يلخص فيه القصة و لكنه اغرب تلخيص مر علي ففيه لم يتم ذكر جزء من القصة بل ذكر فيه كل القصة ! فانت عمليا اذا تعرف نهاية القصة قبل ان تبدا بقراءتها ..و سأبدا بعيوب هذه السيرة قبل ايجابياتها .. فأقول..
اكثر شيء لا يعجبني في هكذا سير طبعا هو كما اشرت سابقا الخلط بين التاريخ و الخيال ، اعتقد ان هذا شيء سيء لانه يعطي معلومات خاطئة فالخيال يؤثر على التاريخ فقد يعتقد البعض بعضا من هذه القصص حقيقة فينسبها الى ابن سينا و الخيال بدوره يؤثر على التاريخ فمثلا المبالغة في قصص حفظه او ذكائه في القصص الخيالية يجعل في النفس شيئا من القصص الحقيقية التي رويت عنه في هذا الصدد .. و اخيرا انما اختيار شخصيات مثل ابن سينا و غيره من الشخصيات التاريخية هو لمجرد كسب المزيد من الفضول و الاهتمام من المستمع و الا لا يوجد الا القليل جدا من اوجه التشابه بين ابن سينا الحقيقي و ابن سينا الخيالي.
ثانيا فضلا عن بعض الاخطاء اللغوية في الكتاب هناك صنعة لغوية متكلفة في كثير من الاحيان فالمهم هنا فقط المحسنات البديعية من جناس و طباق و سجع و غيرها .
ثالثا المحسنات البديعية المتكلفة كلها في جهة و التشبيهات و القياسات المبالغ فيها في جهة اخرى ! قد تصل احيانا الى مستويات مضحكة جدا مثلا :
(اربعين غلاما اجمل من يوسف !) لم اقم بحساب عدد الغلمان الذين قال انهم اجمل من يوسف في مواطن مختلفة من الكتاب و لكن حقيقة اتساءل ما قيمة جمال يوسف اذا كان عشرات و ربما مئات الغلمان اجمل منه !
(حتى جهنم بالنسبة للحر الذي هم فيه جنة عدن !)..
(الشمس و القمر يخجلان ان يكونا مجرد اواني في هذا المجلس) ، الغريب انه يعود لاحقا ليشبه جمال غلام و فتاة بانهما كالشمس و القمر و قد كان قبلها قال ان الشمس و القمر لا ينفعان ان يكونا مجرد اوان في مجلس الانس هذا!
رابعا هذا كله يهون بالنسبة لكمية الوصف الجنسي في الرواية لدرجة انك تشك احيانا انك تقرا سيرة حياة ابن سينا و لكن ربما تشاهد فلما جنسيا .
خامسا الاغراق في غزل المذكر يثير اشمئزازي ، لكن هذا ليس غريبا فيبدو ان الراوي صوفي او متأثر بالصوفية فهو دائما يصف ابن سينا بالدرويش فلا غرابة ان ينسب اليه الهيام بالغلمان كعادة المتصوفة . و لكن حذاري ان تتهم الدراويش بالفاحشة او مخالفة الشريعة فهم انما يكتفون بالنظر الى الغلام و الهيام فيه بعفة و تنزه امثالهم من الاولياء ان يدنسوا انفسهم بامتطاء الفاحشة.
السادس انعدام القيم في هذه الرواية و الدعوة الى الرذيلة بعد ان يتم تقنيعها بمسميات الخير ، فيكون السحر كرامة و ايذاء الناس و قتلهم تأديبا و انتقاما لاولياء الله و تصبح مجالس الدف و اللهو مجالس انس و تحليق بالارواح و تصبح الخديعة و المكر انتصارا للحق و يصبح التغزل بالغلمان و الجواري سلوكا روحيا الى المحبوب الاول !
اذا اخيرا السيرة من حيث تحاول ان ترفع من منزلة ابن سينا فهي تضعه كثيرا كثيرا فهو ساحر ماكر خائن مغرور يهوى الغلمان و الجواري..
يكفي سلبيات نعود للايجابيات :
اعجبني جو القصة فمنذ زمن لم ابحر بخيالي في عوالم تشبه عوالم الف ليلة و ليلة و علاء الدين و سندباد و تلك الاجواء العربية الاسطورية العتيقة .. و هذا يجرني للكلام عن القدرة الرائعة في بناء المسارح و الشخصيات الخيالية و الغريبة فمن يعاني من محدودية خياله يمكن ان تفتح له هكذا قصص افاقا جديدة .
اللغة و ان كانت متكلفة كما قلت سابقا الا انها ممتعة و ادبية و زاد جمالها في احيان كثيرة بعض الاشعار المضمنة في القصة على لسان حال الابطال ..
مرة اخرى اشيد بالقدرة الوصفية العالية في السيرة خاصة فيما يتعلق بوصف و رسم ما يعمله السحر لذلك اعتقد ان المعجبين بهاري بوتر سيعجبون كثيرا بهذه السيرة ففيها من المواقف السحرية و التعويذات و العزائم ما يفوق خيال ج. ك. رولنج .
النهاية ايضا كانت نوعا ما مميزة و غير متوقعة بالرغم من ان الملخص كشف اجزاء منها .
السيرة التي تقع في قرابة الـ 180 صفحة قراءة ادبية ممتعة و كانت لتكون اجمل لو كان هناك تقنين للمواقف الجنسية المتناثرة في كل انحاء الكتاب . اما من ناحية قيمة المضمون فلم اجد انها تقدم الكثير.
دمتم في الرضا ..