تفليس ابليس التعيس
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفليس ابليس التعيس للشيخ الاكبر محيي الدين ابن عربي ، مع ترجمة و شرح و تقديم و زيادة من الدكتور كل بابا سعيدي .
يبدا الكتاب بمقدمة سريعة تستعرض الشيء اليسير من حياة ابن عربي ذي التصانيف الكثيرة ( فوق الـ 500 بين رسالة و كتاب) . و على الرغم من انني هنا لن اتطرق لذكر شيء من سيرة هذا الشيخ الا انه من اللطيف الاشارة الى ان المصنف و المصنف فيه يشتركان في اختلاف الاقوال فيهما و تباين نظرة الناس اليهما . فابن عربي الشيخ الاكبر و محيي الدين و العارف و الفيلسوف و العبقري ذو المقامات و الكرامات الباهرة عند فئة من الناس و مميت الاسلام و المشرك و الملحد و الزنديق عند طائفة اخرى. كذلك ابليس العارف المظلوم المجبور المسكين استاذ الملائكة العابد و ربما المعبود عند بعض الطوائف و الملعون و المضل و الموسوس و الرجيم عند طائفة اخرى .
على كل حال ، المقدمة استعرضت شيئا يسيرا عن اهم مواضيع ابن عربي كوحدة الوجود ، و النور المحمدي ..و ختمت المقدمة بالوجيز في اثبات صدور هذه الرسالة من قبل ابن عربي للرد على القدرية و الجبرية .
الفصل الثاني : و هذا من كلام المترجم و ليس من تصنيف ابن عربي ، في تفسير معاني اسماء ابليس و مصاديق ابليس .. و في هذا الفصل الرائع يتقصى المترجم اسماء ابليس الى بداية التاريخ و يوغل في التاريخ و يتكلم عن كل اسماء ابليس من شيطان و غيرها ثم يستعرض كلام اليهود و المسيح و العرب و غيرهم في ابليس و مسمياته المختلفة حتى لتجده يبحث في جذور الكلمات فيرجعها الى اليونانية و الفرنسية ثم يتكلم عن ابليس و هل هو من الجن او من الملائكة و يورد كلام علماء المسلمين في الموضوع ، ثم يتقصى شخصيات ابليس في الكوميديا الالهية و العالم الضائع لدانتي و ميلتون بالترتيب.
ثم يتقصى قصة ابليس و ادم في الادب الفارسي و الشعر الصوفي و يعرج على قصص ملاقاة الصوفية مع ابليس التي غالبا تتسم بظهوره على شكل الناصح .
تجدر الاشارة الى انه عادة ما يكون استخدام كلمة ابليس مترادفا للنفس الامارة في الشعر الصوفي . و قال بعض المتأولين ان ابليس عبارة عن القوة الواهمة التي تنكر و تحارب القوة العقلية .
ثم ينتقل الى الكلام عن ابليس في الدين الاسلامي و خصوصا في القران الكريم ، و هذا امر معروف مشهور عند كل مسلم .ثم يأتي الكلام عن شكل ابليس و وجهه ، و هو في تصور العامة قبيح دميم . الا ان البعض الاخر و خاصة ممن ادعو ملاقاته يصفونه بالجمال و حتى البراءة . فيحكي سعدي الشاعر الفارسي المشهور شعرا قصة شخص راى ابليس في المنام على هئية فائقة الجمال يشع منها النور فسأله عن سر جماله و ان الناس تتصوره بشكل قبيح كما رسم بشكل قبيح على الايوان فيجيب ابليس ان هذه الصورة القبيحة ليست صورته و لكن ما العمل و الفرشاة في يد الاعداء؟
اما نجم الدين الرازي فتخيله بعين واحدة !
ثم ينتقل الى تصور الغرب لابليس في القرون الوسطى كوحش قبيح مخيف ، الى ان يأتي الشاعر البريطاني الاعمى ميلتون ليصفه بالجمال و الحزن و وافقه على هذا الوصف بيكفورد .
ثم ننتقل الى اشعار ابليس المروية عنه او بلسان حاله ، منها قوله :
تنح عن البلاد و ساكنيها ففي الجنة ضاق بك الفسيح
و كنت بها و زوجك في رخاء و قلبك من اذى الدنيا مريح
فما زالت مكايدتي و مكري الى ان فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبار اضحى بكفك من جنان الخلد ريح
ثم يتكلم عن مكانة ابليس في الوجود ، و يشرع بالشبلي عندما يتمنى ان لو كان في مقام و منزلة ابليس عندما كان يحتضر، و ذلك لعلو منزلة ابليس في المعرفة . الخلاصة يمكن النظر الى بليس من ناحيتين ، الاولى و هي المشهورة في القران و الاحاديث و هي علاقة ابليس بادم و ابنائه و وجوب الحذر منه و من مكائده . و اما الناحية الاخرى هي علاقة ابليس مع الله سبحانه و تعالى و هي التي يتكلم عنها مشائخ الصوفية على راسهم الحلاج و الجرجاني و البستي و الفارمدي و احمد الغزالي و سنائي و عطار و تتلخص في صدق و وفاء و عشق ابليس الى الله سبحانه و تعالى و توحيده المنقطع النظير . و اما في مسألة توحيد ابليس فليقرا القاريء الكريم مناظرة ابليس مع كليم الله موسى عليه السلام .
اما انا فسأذكر.. عن احمد الغزالي عن ابوالقاسم الكركاني انه عند ذكر ابليس قال ذاك خواجة الخواجات و سرور المهجورين ثم قال ان من الاغلاط التي يقع فيها المريد ان يصلي على ابليس حيث ان الله اتحفه باللعنة لذلك هو يحبها اكثر.
و يسترسل في ذكر قصصهم و اشعارهم ما ليس يسعه المجال هنا ، منها ما يشير الى كون ابليس مجبورا و اخرى تشير الى انه كان هناك اتفاق مسبق على هذا الامر . من الامور اللطيفة كون ابليس ينوح و يبكي دوما على فراق الله و انه لا يغفل عن ذكره لحظة واحدة . و استمرت مسالة براءة ابليس من القرن الرابع الهجري الى ثلاثة قرون كاملة ..و في هذه الابيات اشارة الى مسألة ابليس :
جحودي فيك تقديس
و عقلي فيك تهويس
و ما ادم الاك و من في البين ابليس
الفصل الثالث متن الرسالة و الشرح ..
و هنا نقرا نص رسالة ابن عربي في الرد على الجبرية و القدرية من خلال مقدمة قصيرة ثم الانتقال الى الحوار بينه و بين ابليس . و فيها خلاصة راي ابن عربي في المسألة و بعض المسائل المتشعبة منها.
اكتفي بهذا القدر و السلام
رسالة تفليس ابليس التعيس للشيخ الاكبر محيي الدين ابن عربي ، مع ترجمة و شرح و تقديم و زيادة من الدكتور كل بابا سعيدي .
يبدا الكتاب بمقدمة سريعة تستعرض الشيء اليسير من حياة ابن عربي ذي التصانيف الكثيرة ( فوق الـ 500 بين رسالة و كتاب) . و على الرغم من انني هنا لن اتطرق لذكر شيء من سيرة هذا الشيخ الا انه من اللطيف الاشارة الى ان المصنف و المصنف فيه يشتركان في اختلاف الاقوال فيهما و تباين نظرة الناس اليهما . فابن عربي الشيخ الاكبر و محيي الدين و العارف و الفيلسوف و العبقري ذو المقامات و الكرامات الباهرة عند فئة من الناس و مميت الاسلام و المشرك و الملحد و الزنديق عند طائفة اخرى. كذلك ابليس العارف المظلوم المجبور المسكين استاذ الملائكة العابد و ربما المعبود عند بعض الطوائف و الملعون و المضل و الموسوس و الرجيم عند طائفة اخرى .
على كل حال ، المقدمة استعرضت شيئا يسيرا عن اهم مواضيع ابن عربي كوحدة الوجود ، و النور المحمدي ..و ختمت المقدمة بالوجيز في اثبات صدور هذه الرسالة من قبل ابن عربي للرد على القدرية و الجبرية .
الفصل الثاني : و هذا من كلام المترجم و ليس من تصنيف ابن عربي ، في تفسير معاني اسماء ابليس و مصاديق ابليس .. و في هذا الفصل الرائع يتقصى المترجم اسماء ابليس الى بداية التاريخ و يوغل في التاريخ و يتكلم عن كل اسماء ابليس من شيطان و غيرها ثم يستعرض كلام اليهود و المسيح و العرب و غيرهم في ابليس و مسمياته المختلفة حتى لتجده يبحث في جذور الكلمات فيرجعها الى اليونانية و الفرنسية ثم يتكلم عن ابليس و هل هو من الجن او من الملائكة و يورد كلام علماء المسلمين في الموضوع ، ثم يتقصى شخصيات ابليس في الكوميديا الالهية و العالم الضائع لدانتي و ميلتون بالترتيب.
ثم يتقصى قصة ابليس و ادم في الادب الفارسي و الشعر الصوفي و يعرج على قصص ملاقاة الصوفية مع ابليس التي غالبا تتسم بظهوره على شكل الناصح .
تجدر الاشارة الى انه عادة ما يكون استخدام كلمة ابليس مترادفا للنفس الامارة في الشعر الصوفي . و قال بعض المتأولين ان ابليس عبارة عن القوة الواهمة التي تنكر و تحارب القوة العقلية .
ثم ينتقل الى الكلام عن ابليس في الدين الاسلامي و خصوصا في القران الكريم ، و هذا امر معروف مشهور عند كل مسلم .ثم يأتي الكلام عن شكل ابليس و وجهه ، و هو في تصور العامة قبيح دميم . الا ان البعض الاخر و خاصة ممن ادعو ملاقاته يصفونه بالجمال و حتى البراءة . فيحكي سعدي الشاعر الفارسي المشهور شعرا قصة شخص راى ابليس في المنام على هئية فائقة الجمال يشع منها النور فسأله عن سر جماله و ان الناس تتصوره بشكل قبيح كما رسم بشكل قبيح على الايوان فيجيب ابليس ان هذه الصورة القبيحة ليست صورته و لكن ما العمل و الفرشاة في يد الاعداء؟
اما نجم الدين الرازي فتخيله بعين واحدة !
ثم ينتقل الى تصور الغرب لابليس في القرون الوسطى كوحش قبيح مخيف ، الى ان يأتي الشاعر البريطاني الاعمى ميلتون ليصفه بالجمال و الحزن و وافقه على هذا الوصف بيكفورد .
ثم ننتقل الى اشعار ابليس المروية عنه او بلسان حاله ، منها قوله :
تنح عن البلاد و ساكنيها ففي الجنة ضاق بك الفسيح
و كنت بها و زوجك في رخاء و قلبك من اذى الدنيا مريح
فما زالت مكايدتي و مكري الى ان فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبار اضحى بكفك من جنان الخلد ريح
ثم يتكلم عن مكانة ابليس في الوجود ، و يشرع بالشبلي عندما يتمنى ان لو كان في مقام و منزلة ابليس عندما كان يحتضر، و ذلك لعلو منزلة ابليس في المعرفة . الخلاصة يمكن النظر الى بليس من ناحيتين ، الاولى و هي المشهورة في القران و الاحاديث و هي علاقة ابليس بادم و ابنائه و وجوب الحذر منه و من مكائده . و اما الناحية الاخرى هي علاقة ابليس مع الله سبحانه و تعالى و هي التي يتكلم عنها مشائخ الصوفية على راسهم الحلاج و الجرجاني و البستي و الفارمدي و احمد الغزالي و سنائي و عطار و تتلخص في صدق و وفاء و عشق ابليس الى الله سبحانه و تعالى و توحيده المنقطع النظير . و اما في مسألة توحيد ابليس فليقرا القاريء الكريم مناظرة ابليس مع كليم الله موسى عليه السلام .
اما انا فسأذكر.. عن احمد الغزالي عن ابوالقاسم الكركاني انه عند ذكر ابليس قال ذاك خواجة الخواجات و سرور المهجورين ثم قال ان من الاغلاط التي يقع فيها المريد ان يصلي على ابليس حيث ان الله اتحفه باللعنة لذلك هو يحبها اكثر.
و يسترسل في ذكر قصصهم و اشعارهم ما ليس يسعه المجال هنا ، منها ما يشير الى كون ابليس مجبورا و اخرى تشير الى انه كان هناك اتفاق مسبق على هذا الامر . من الامور اللطيفة كون ابليس ينوح و يبكي دوما على فراق الله و انه لا يغفل عن ذكره لحظة واحدة . و استمرت مسالة براءة ابليس من القرن الرابع الهجري الى ثلاثة قرون كاملة ..و في هذه الابيات اشارة الى مسألة ابليس :
جحودي فيك تقديس
و عقلي فيك تهويس
و ما ادم الاك و من في البين ابليس
الفصل الثالث متن الرسالة و الشرح ..
و هنا نقرا نص رسالة ابن عربي في الرد على الجبرية و القدرية من خلال مقدمة قصيرة ثم الانتقال الى الحوار بينه و بين ابليس . و فيها خلاصة راي ابن عربي في المسألة و بعض المسائل المتشعبة منها.
اكتفي بهذا القدر و السلام