قراءة في FROM HITHER TO YON
بسم الله الرحمن الرحيم
كان عمر رون ماليت سبع سنوات عندما توفي والده سنة 1952 جراء سكتة قلبية عن عمر ناهز الثالثة و الثلاثين . لم يتعاف رون من هذه الصدمة الا عندما بلغ العاشرة من العمر حيث كان يقيم في منزل ابناء عمومته و وجد لديهم نسخة مصورة من رواية "آلة الزمن" لكاتبها اتش جي ويلز ، فقد قرا الرواية في جلسة واحدة يحدوه امل القدرة على الرجوع بالزمن و رؤية والده مرة اخرى .
بعد ان انتهى من القراءة سارع بالذهاب الى القبو حيث قام بتجميع ما امكنه من اسلاك و قطع و بدا ببناء آلة الزمن كما صورها الكتاب . الان هو جاهز ! و عندما ادار زر التشغيل حلق في خيال يأخذه في رحلة عبر الزمن و لكن كلها ثوان معدودة و راى تذبذبا في كهرباء السرداب الى ان انطفأت الانوار كليا حينها عاد رون الى الواقع و هو جالس وسط ظلام دامس .
هذه الحادثة خيبة امل رون الصغير و لكنها لم تثنه عن مواصلة رحلة البحث عن آلة الزمن. يقول رون "لقد قرات في الكتاب ان علماء قاموا بانشاء الة الزمن ، فأدركت انه يجب علي ان اصبح عالما ". و هذا ما حدث فبعد سنوات طويلة تابع رون دراسة الفيزياء و نال العديد من الشهادات الاكاديمية و شغل كراسي التدريس لسنوات كل ذلك يحدوه حلم الطفولة . عندما التقى "رش كوهين" مؤلف كتابنا رون ماليت اخبره الاخير بأنه قبل عشر سنوات وصل الى فكرة جديدة قد تمكنه من تحويل الخيال الى الواقع. يقول : تخيل ان كوب القهوة هذا على انه فضاء فارغ و تخيل ان هذه الملعقة عبارة عن عامود من النور (ليزر يتحرك بشكل حلزوني). ماذا يحدث عندما نحرك الملعقة ؟ تبدا القهوة بالدوران و هذا ما يحدث للفضاء الفارغ عندما يتحرك خلاله عامود النور . النقطة هنا انه بناء على نظرية اينشتاين انه مهما تعمل و تؤثر في المكان ايضا يحدث للوقت فهما متصلان. لذلك فالوقت قبل ان تبدا بالتحريك كان يسير بشكل خط مستقيم و لكن عندما تبدا التحريك ينحني خط الزمن بشكل دائري و من خلال هذه الدائرة يمكنك ان ترجع الى الماضي. رون ماليت يريد 10 ملايين دولار كي يستطيع ان يبني نموذجا اوليا للالة التي لن تقوم بارسال البشر الى الماضي و لكنها ستقوم بارسال المعلومات و التنبيهات فكما يقول كم من الارواح سنحفظ لو استطعنا ان نخبر الناس بزلزال هايتي مثلا ؟!
كانت قصة رون ماليت عبارة عن الجزء الختامي لكتاب رش كوهين المعنون بـ “From hither to yon” و هو صياغة ادبية تقريبا لـ " من هنا الى هناك"، هذا الكتاب لا يتوفر الا بشكله الالكتروني و قد اشتريته بسعر 99 سنت من متجر الكندل. و اذ كان تصوري انني ساقرا رواية تتحدث عن السفر عبر الزمن الا انني ادركت لاحقا ان هذا الكتيب ان صح التعبير مجرد مقالة طويلة جدا تشابه في طريقة كتابتها المقالات العلمية التي نقراها في امثال مجلات النيويوركر.
اسلوب الكاتب مختصر جدا حيث في الفقرة الواحدة توجد عدة حقائق و التنقل من فكرة الى اخرى سريع و احيانا بدون مقدمات . الاختصار في الكتيب ملاحظ جدا لدرجة ان البعض ممن كتبوا عن الكتاب قالوا انه قصير جدا حتى بالنسبة لكتاب الكتروني خاص بالكندل. حقيقة لم ار ان هذا الاختصار اخل بالمعنى و الفائدة و لكن على الاقل فيه مزايا :
الاولى هي تفادي الملل فالكتيب يقرا في جلسة الى جلستين و ذلك بدون ملل او رتابة الشيء الذي سيحدث (اغلب الظن) عندما يكون الموضوع علميا و ان كان الموضوع شيقا ظاهرا الا ان التعمق في تفاصيل اي موضوع و خصوصا العلمي منها سينتهي بالملل و الضجر خاصة لمن ليس لديه الخلفية المناسبة عن الموضوع.
الثانية انه يترك القاريء متحفزا للمزيد مع نهاية الكتاب فهو ليس من الكتب التي تتطلع الى نهايتها خاصة ان النهاية تأتي اسرع مما تتوقع. و قد يفهم من هذه المبالغة في الاختصار ان الكاتب ينوي طرح كتاب مفصل عن الموضوع و انما هو في هذا الكتيب يتحسس ردة فعل القراء.
بخصوص اللغة التي كتب فيها الكتاب فهي انجليزية علمية فالذين اعتادوا قراءة مقالات علمية في الصحف لن يواجهوا اي مشقة في فهم العبارات و لكن تواجد خلفية علمية عند القاري سيسهل كثيرا سرعة فهم النص و الاستمتاع به و لكن بشكل عام اللغة استطيع ان اقول عنها متوسطة الصعوبة .
الكتيب ربما يمكن تقسيمه الى عدة اقسام مستقلة او تبنى على بعضها بخفة ، في كل قسم يتناول باختصار شخصية من العلماء الذين لهم صولات و جولات في محاولة فهم الوقت الذي هو المعبر الرئيسي اذا كنا نحاول الوصول الى آلة للزمن.
و بالطبع فالقصة تبدا عند اينشتاين فله حصة الاسد في هذا المجال . طبعا سنتعرف على الوقت لدى اينشتاين و هل هو عبارة عن وحدة واحدة لا يوجد عندها ماض أو حاضر ، او انما هي اشبه بلعبة فيديو القصة فيها كاملة سلفا و انما نحن نقوم بادوارنا في القصة . و سنتعرف على انه لا يمكننا ان نسبق سرعة الضوء فهو دائما متقدم علينا و هذا يحدث لان الوقت يتمدد في السرعات العالية و هذا ما يفسر امكانية ان ينطلق جسم بسرعة خارقة خارج الارض و يقضي لنقل خمس سنوات ثم يرجع الى الارض و قد مرت عشرات السنين في الارض . و منه نعرف ان السفر للمستقبل اسهل بكثير من السفر للماضي .
و سيأخذنا الكاتب في رحلة لاستكشاف اهم الاسباب و الظواهر و التحديات التي تلف موضوع الزمن و السفر فيه و سأتركها لمن يحب ان يقرا الكتيب فلو استمريت اخشى ان اطيل اكثر من الكتيب نفسه؟!
دمتم في الرضا ،
كان عمر رون ماليت سبع سنوات عندما توفي والده سنة 1952 جراء سكتة قلبية عن عمر ناهز الثالثة و الثلاثين . لم يتعاف رون من هذه الصدمة الا عندما بلغ العاشرة من العمر حيث كان يقيم في منزل ابناء عمومته و وجد لديهم نسخة مصورة من رواية "آلة الزمن" لكاتبها اتش جي ويلز ، فقد قرا الرواية في جلسة واحدة يحدوه امل القدرة على الرجوع بالزمن و رؤية والده مرة اخرى .
بعد ان انتهى من القراءة سارع بالذهاب الى القبو حيث قام بتجميع ما امكنه من اسلاك و قطع و بدا ببناء آلة الزمن كما صورها الكتاب . الان هو جاهز ! و عندما ادار زر التشغيل حلق في خيال يأخذه في رحلة عبر الزمن و لكن كلها ثوان معدودة و راى تذبذبا في كهرباء السرداب الى ان انطفأت الانوار كليا حينها عاد رون الى الواقع و هو جالس وسط ظلام دامس .
هذه الحادثة خيبة امل رون الصغير و لكنها لم تثنه عن مواصلة رحلة البحث عن آلة الزمن. يقول رون "لقد قرات في الكتاب ان علماء قاموا بانشاء الة الزمن ، فأدركت انه يجب علي ان اصبح عالما ". و هذا ما حدث فبعد سنوات طويلة تابع رون دراسة الفيزياء و نال العديد من الشهادات الاكاديمية و شغل كراسي التدريس لسنوات كل ذلك يحدوه حلم الطفولة . عندما التقى "رش كوهين" مؤلف كتابنا رون ماليت اخبره الاخير بأنه قبل عشر سنوات وصل الى فكرة جديدة قد تمكنه من تحويل الخيال الى الواقع. يقول : تخيل ان كوب القهوة هذا على انه فضاء فارغ و تخيل ان هذه الملعقة عبارة عن عامود من النور (ليزر يتحرك بشكل حلزوني). ماذا يحدث عندما نحرك الملعقة ؟ تبدا القهوة بالدوران و هذا ما يحدث للفضاء الفارغ عندما يتحرك خلاله عامود النور . النقطة هنا انه بناء على نظرية اينشتاين انه مهما تعمل و تؤثر في المكان ايضا يحدث للوقت فهما متصلان. لذلك فالوقت قبل ان تبدا بالتحريك كان يسير بشكل خط مستقيم و لكن عندما تبدا التحريك ينحني خط الزمن بشكل دائري و من خلال هذه الدائرة يمكنك ان ترجع الى الماضي. رون ماليت يريد 10 ملايين دولار كي يستطيع ان يبني نموذجا اوليا للالة التي لن تقوم بارسال البشر الى الماضي و لكنها ستقوم بارسال المعلومات و التنبيهات فكما يقول كم من الارواح سنحفظ لو استطعنا ان نخبر الناس بزلزال هايتي مثلا ؟!
كانت قصة رون ماليت عبارة عن الجزء الختامي لكتاب رش كوهين المعنون بـ “From hither to yon” و هو صياغة ادبية تقريبا لـ " من هنا الى هناك"، هذا الكتاب لا يتوفر الا بشكله الالكتروني و قد اشتريته بسعر 99 سنت من متجر الكندل. و اذ كان تصوري انني ساقرا رواية تتحدث عن السفر عبر الزمن الا انني ادركت لاحقا ان هذا الكتيب ان صح التعبير مجرد مقالة طويلة جدا تشابه في طريقة كتابتها المقالات العلمية التي نقراها في امثال مجلات النيويوركر.
اسلوب الكاتب مختصر جدا حيث في الفقرة الواحدة توجد عدة حقائق و التنقل من فكرة الى اخرى سريع و احيانا بدون مقدمات . الاختصار في الكتيب ملاحظ جدا لدرجة ان البعض ممن كتبوا عن الكتاب قالوا انه قصير جدا حتى بالنسبة لكتاب الكتروني خاص بالكندل. حقيقة لم ار ان هذا الاختصار اخل بالمعنى و الفائدة و لكن على الاقل فيه مزايا :
الاولى هي تفادي الملل فالكتيب يقرا في جلسة الى جلستين و ذلك بدون ملل او رتابة الشيء الذي سيحدث (اغلب الظن) عندما يكون الموضوع علميا و ان كان الموضوع شيقا ظاهرا الا ان التعمق في تفاصيل اي موضوع و خصوصا العلمي منها سينتهي بالملل و الضجر خاصة لمن ليس لديه الخلفية المناسبة عن الموضوع.
الثانية انه يترك القاريء متحفزا للمزيد مع نهاية الكتاب فهو ليس من الكتب التي تتطلع الى نهايتها خاصة ان النهاية تأتي اسرع مما تتوقع. و قد يفهم من هذه المبالغة في الاختصار ان الكاتب ينوي طرح كتاب مفصل عن الموضوع و انما هو في هذا الكتيب يتحسس ردة فعل القراء.
بخصوص اللغة التي كتب فيها الكتاب فهي انجليزية علمية فالذين اعتادوا قراءة مقالات علمية في الصحف لن يواجهوا اي مشقة في فهم العبارات و لكن تواجد خلفية علمية عند القاري سيسهل كثيرا سرعة فهم النص و الاستمتاع به و لكن بشكل عام اللغة استطيع ان اقول عنها متوسطة الصعوبة .
الكتيب ربما يمكن تقسيمه الى عدة اقسام مستقلة او تبنى على بعضها بخفة ، في كل قسم يتناول باختصار شخصية من العلماء الذين لهم صولات و جولات في محاولة فهم الوقت الذي هو المعبر الرئيسي اذا كنا نحاول الوصول الى آلة للزمن.
و بالطبع فالقصة تبدا عند اينشتاين فله حصة الاسد في هذا المجال . طبعا سنتعرف على الوقت لدى اينشتاين و هل هو عبارة عن وحدة واحدة لا يوجد عندها ماض أو حاضر ، او انما هي اشبه بلعبة فيديو القصة فيها كاملة سلفا و انما نحن نقوم بادوارنا في القصة . و سنتعرف على انه لا يمكننا ان نسبق سرعة الضوء فهو دائما متقدم علينا و هذا يحدث لان الوقت يتمدد في السرعات العالية و هذا ما يفسر امكانية ان ينطلق جسم بسرعة خارقة خارج الارض و يقضي لنقل خمس سنوات ثم يرجع الى الارض و قد مرت عشرات السنين في الارض . و منه نعرف ان السفر للمستقبل اسهل بكثير من السفر للماضي .
و سيأخذنا الكاتب في رحلة لاستكشاف اهم الاسباب و الظواهر و التحديات التي تلف موضوع الزمن و السفر فيه و سأتركها لمن يحب ان يقرا الكتيب فلو استمريت اخشى ان اطيل اكثر من الكتيب نفسه؟!
دمتم في الرضا ،