عن الكتابة و النشر أو (خطوات كتابة كتابك الاول)
بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا يعرف قيمة الكتب ، هذه التي حفظت لنا تاريخ و تراث البشرية و ثقافتها. هذه الكتب التي ابقت بعض البشر خالدين الى الان في كل يوم يذكر اسمهم عندما تذكر كتبهم. من منا من لا يحب ان يكون صاحب كتاب تذكره به البشرية و يظل خالدا به ؟
عندما كنت صغيرا كتبت قائمة بالكتب التي اريد ان اؤلفها و قدمتها لامي ..
- قائمة طويلة ، هل حقا ستكتبها ؟
- سأحاول! بعضها بالتأكيد سأكتبه مثل ديوان شعري الخاص ..
- الله يوفقك
حوار على انه قديم جدا الا انه لا يزال في ذاكرتي، مع مضي السنوات لم اجد اني كتبت شيئا منها و ان كان لدي بعضا من القصائد و المقالات التي لو كنت اريد نشرها لاستطعت الخروج ببعض كتيبات . ايضا لو خانني الانتاج لاستطعت ان اترجم بعض انتاجات المفكرين من اللغات الاخرى ..
لست حريصا على النشر ، ليس هذا المهم في النهاية ، فما اكثر الكتب الملقاة بدون انيس !. ثم لقد رايت شخصيا كما قرات ايضا عن من هم اعظم مني و لديهم الكراسات المخطوطة التي يأبون ان ينشروها .
ألح علي البعض في نشر مقالاتي في المجلات و الجرائد و الا اهمل هذه الموهبة و لكن ما الفرق ؟ نشرت سابقا في جرائد و مجلات هل لها ذكر الان؟
بل كتب عني و لكن هل يذكر احد شيئا من هذا ؟ اساسا هل هناك اهمية ان يعرفني او لا يعرفني اشخاص غرباء ؟
نأتي الى صلب الموضوع ..
قال تعالى ( اقرا كتابك )
الاية الكريمة صريحة جدا في ان لكل منا كتاب ، كتاب حقيقي سنسلمه شئنا ام أبينا ! كثير منا يجهل هذه النقطة و البعض يعرفها و لكن نسي هذا الامر في مشاغل الحياة ..
يجب ان ندرك و نستحضر ان كلا منا مؤلف يملي على كتابه -الملائكة (كراما كاتبين)-، بالضبط مثل عبقري الرياضيات الشهير ايولر الذي بالرغم من انه اصيب بالعمى فقد بقي طوال سنوات يملي كتبه الكثيرة على طلابه الذين ينسخون ما يقول.
الجميل في الموضوع انهم كرماء و يعطوننا الفرصة في التعديل على مسودتنا كما نشاء حتى نسلم النسخة النهائية . لم يعجبك ما كتبت في كتابك الى الان؟
لا بأس يمكنك ان تمسح كل شيء و تأخذ كراسا جديدا و تبدا الكتابة من جديد و ذلك طريقه التوبة .
الان هناك بعض ملاحظات كي تخرج بكتاب جيد و يعطونك عليه سعرا جيدا ( ربما الجنة !)..
1- التأكد من سلامة المحتوى : ما قيمة كتاب اذا كانت المعلومات الموجودة فيه خاطئة او الاستنتاجات بنيت على افتراضات مغالطة ؟ بالطبع لن يصلح للنشر و سيضرب به عرض الحائط ، مهما كان طويلا، مهما كان جميلا، مهما كان انيقا ! لذلك عليك من ان تتأكد من سلامة المحتوى و دقة المضمون و ذلك بمعرفة العقائد الصحيحة و اتباعها و معرفة اصول الدين و الايمان بها.
2- التأكد من السلامة اللغوية : ممكن ان يكون كتابك به بعض الاخطاء اللغوية او النحوية او الاملائية القليلة و سيتم التجاوز عنها لانه هناك محررون يهتمون بتصحيح هذه الاخطاء . و لكن لا تريد ان يصبح كل كتابك اخطاء نحوية و املائية و عبارات غير مرتبة حينها سيعرف الناشر انك لست مهتما كثيرا و لديك جهل بابسط الامور .
اذا عليك بالتفقه في الدين و معرفة الاحكام الشرعية فهم كرماء و سيتجاوزون عن الكثير و لكن حذاري من الاهمال و ما يترتب عليه ..
3- الاصالة : يمكن ان تكتب كتابا جميلا و لكن يفتقر الى الاصالة . الاصالة هي ان لا تكون دائما مقلدا في افكارك بل تبتدع اشياء جديدة مبتكرة و نلاحظ ان اغلب الكتب الخالدة تتمتع بميزة الاصالة عادة فهي غير مسبوقة. الا تلاحظ ان عدم الاهتمام بهذه الكتب الكثيرة مؤخرا هو نتيجة انها لا تحتوي على جديد كي يقال؟
في كتابك حاول ان تكون اصيلا و تبتعد عن التقليد الجامد و ذلك يتم عن طريق التفكر و التأمل الطويل و بدراسة الحكمة التي من اسسها المنطق و الفلسفة .
4- القيمة الادبية و البلاغية : الان لديك الفكرة الاصيلة و منتبه للسلامة اللغوية و سلامة المحتوى ، ربما تريد ان تصوغ عبارات الكتاب بطريقة ادبية جميلة فيها بلاغة و خيال و جمال و هذا ديدن الكتب الخالدة ..
اذا عليك بتزيين كتابك بمكارم الاخلاق و تجنب سفاسف الامور و دنس الاثام. الاخلاق الجميلة كالصور الشعرية الجميلة ..
الخلاصة كي لا اطيل عليكم من يريد ان يكون كتابه في صف واحد مع الكتب العظيمة فعليه بالجمال فالجمال هو الخير الذي يمنع الانغماس في الشر.
عندما اقول لك كن جميلا فقد امرتك بكل المعروف و نهيتك عن كل المنكر .
الجميل مظهره جميل مرتب انيق ، جميل في المحيا ، جميل في الاخلاق ، جميل في التعامل ، جميل في الممشى ، جميل في الكلام ، جميل في العطاء ، جميل في كل شيء ، رؤيته تبعث الامل و السرور ..
دمتم في الرضـا ،،
كلنا يعرف قيمة الكتب ، هذه التي حفظت لنا تاريخ و تراث البشرية و ثقافتها. هذه الكتب التي ابقت بعض البشر خالدين الى الان في كل يوم يذكر اسمهم عندما تذكر كتبهم. من منا من لا يحب ان يكون صاحب كتاب تذكره به البشرية و يظل خالدا به ؟
عندما كنت صغيرا كتبت قائمة بالكتب التي اريد ان اؤلفها و قدمتها لامي ..
- قائمة طويلة ، هل حقا ستكتبها ؟
- سأحاول! بعضها بالتأكيد سأكتبه مثل ديوان شعري الخاص ..
- الله يوفقك
حوار على انه قديم جدا الا انه لا يزال في ذاكرتي، مع مضي السنوات لم اجد اني كتبت شيئا منها و ان كان لدي بعضا من القصائد و المقالات التي لو كنت اريد نشرها لاستطعت الخروج ببعض كتيبات . ايضا لو خانني الانتاج لاستطعت ان اترجم بعض انتاجات المفكرين من اللغات الاخرى ..
لست حريصا على النشر ، ليس هذا المهم في النهاية ، فما اكثر الكتب الملقاة بدون انيس !. ثم لقد رايت شخصيا كما قرات ايضا عن من هم اعظم مني و لديهم الكراسات المخطوطة التي يأبون ان ينشروها .
ألح علي البعض في نشر مقالاتي في المجلات و الجرائد و الا اهمل هذه الموهبة و لكن ما الفرق ؟ نشرت سابقا في جرائد و مجلات هل لها ذكر الان؟
بل كتب عني و لكن هل يذكر احد شيئا من هذا ؟ اساسا هل هناك اهمية ان يعرفني او لا يعرفني اشخاص غرباء ؟
نأتي الى صلب الموضوع ..
قال تعالى ( اقرا كتابك )
الاية الكريمة صريحة جدا في ان لكل منا كتاب ، كتاب حقيقي سنسلمه شئنا ام أبينا ! كثير منا يجهل هذه النقطة و البعض يعرفها و لكن نسي هذا الامر في مشاغل الحياة ..
يجب ان ندرك و نستحضر ان كلا منا مؤلف يملي على كتابه -الملائكة (كراما كاتبين)-، بالضبط مثل عبقري الرياضيات الشهير ايولر الذي بالرغم من انه اصيب بالعمى فقد بقي طوال سنوات يملي كتبه الكثيرة على طلابه الذين ينسخون ما يقول.
الجميل في الموضوع انهم كرماء و يعطوننا الفرصة في التعديل على مسودتنا كما نشاء حتى نسلم النسخة النهائية . لم يعجبك ما كتبت في كتابك الى الان؟
لا بأس يمكنك ان تمسح كل شيء و تأخذ كراسا جديدا و تبدا الكتابة من جديد و ذلك طريقه التوبة .
الان هناك بعض ملاحظات كي تخرج بكتاب جيد و يعطونك عليه سعرا جيدا ( ربما الجنة !)..
1- التأكد من سلامة المحتوى : ما قيمة كتاب اذا كانت المعلومات الموجودة فيه خاطئة او الاستنتاجات بنيت على افتراضات مغالطة ؟ بالطبع لن يصلح للنشر و سيضرب به عرض الحائط ، مهما كان طويلا، مهما كان جميلا، مهما كان انيقا ! لذلك عليك من ان تتأكد من سلامة المحتوى و دقة المضمون و ذلك بمعرفة العقائد الصحيحة و اتباعها و معرفة اصول الدين و الايمان بها.
2- التأكد من السلامة اللغوية : ممكن ان يكون كتابك به بعض الاخطاء اللغوية او النحوية او الاملائية القليلة و سيتم التجاوز عنها لانه هناك محررون يهتمون بتصحيح هذه الاخطاء . و لكن لا تريد ان يصبح كل كتابك اخطاء نحوية و املائية و عبارات غير مرتبة حينها سيعرف الناشر انك لست مهتما كثيرا و لديك جهل بابسط الامور .
اذا عليك بالتفقه في الدين و معرفة الاحكام الشرعية فهم كرماء و سيتجاوزون عن الكثير و لكن حذاري من الاهمال و ما يترتب عليه ..
3- الاصالة : يمكن ان تكتب كتابا جميلا و لكن يفتقر الى الاصالة . الاصالة هي ان لا تكون دائما مقلدا في افكارك بل تبتدع اشياء جديدة مبتكرة و نلاحظ ان اغلب الكتب الخالدة تتمتع بميزة الاصالة عادة فهي غير مسبوقة. الا تلاحظ ان عدم الاهتمام بهذه الكتب الكثيرة مؤخرا هو نتيجة انها لا تحتوي على جديد كي يقال؟
في كتابك حاول ان تكون اصيلا و تبتعد عن التقليد الجامد و ذلك يتم عن طريق التفكر و التأمل الطويل و بدراسة الحكمة التي من اسسها المنطق و الفلسفة .
4- القيمة الادبية و البلاغية : الان لديك الفكرة الاصيلة و منتبه للسلامة اللغوية و سلامة المحتوى ، ربما تريد ان تصوغ عبارات الكتاب بطريقة ادبية جميلة فيها بلاغة و خيال و جمال و هذا ديدن الكتب الخالدة ..
اذا عليك بتزيين كتابك بمكارم الاخلاق و تجنب سفاسف الامور و دنس الاثام. الاخلاق الجميلة كالصور الشعرية الجميلة ..
الخلاصة كي لا اطيل عليكم من يريد ان يكون كتابه في صف واحد مع الكتب العظيمة فعليه بالجمال فالجمال هو الخير الذي يمنع الانغماس في الشر.
عندما اقول لك كن جميلا فقد امرتك بكل المعروف و نهيتك عن كل المنكر .
الجميل مظهره جميل مرتب انيق ، جميل في المحيا ، جميل في الاخلاق ، جميل في التعامل ، جميل في الممشى ، جميل في الكلام ، جميل في العطاء ، جميل في كل شيء ، رؤيته تبعث الامل و السرور ..
دمتم في الرضـا ،،