الخنزيرة و القبطان
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه حكاية من زمن الاساطير اليابانية في عهد الامبراطور الاصلاحي " ميجي" ايام بداية الانفتاح الياباني على العالم الخارجي من جديد بعد تلك الوحدة و العزلة الطويلة التي امتدت لقرون .
في قرية صغيرة نائية تحيط بها الغابات الخضراء الكثيفة و الجبال الشاهقة الوعرة من الشمال و البحر من الجنوب، كانت تعيش خنزيرة صغيرة قبيحة زاد من قبحها اهمالها لشكلها و مظهرها الخارجي ، فكانت العيون تصاب بالقذى بمجرد النظر اليها .
في احد الايام الحارقة من ايام الصيف خرجت الى الشاطئ برفقة اخواتها و ما لبثن اذ ابصرن سفينة هولندية عريضة و طويلة تشق الامواج تعلوها الرايات الهولندية الملونة بالالوان الثلاثة لون البحر و لون الخير و لون النار تتلاعب بها الرياح يمنة و يسرى ، انخفاضا و علوا .
ازداد فضول الخنزيرة الصغيرة فأخذت تحدق باهتمام الى السفينة و هي ترسو عند ميناء القرية الصغير . عندها نزل من السفينة مجموعة رجال يتقدمهم قائد شاب اشقر جميل الوجه ، ازرق العينين . بدا بتلك البزة الزرقاء الانيقة و القبعة البنية المقوسة التي تعلوها ريشة حمراء ، قبطانا واعدا ، و ما كاد بصرها يقع على طلته اذ هي واقعة في غرامه . كانت هذه الحادثة بمثابة نقطة تحول في حياتها فعند ذلك بدات بالاهتمام بمظهرها الخارجي ايما اهتمام ، فأخذت لا تبرح مكانها امام المرآة ساعات طويلة تارة تهذب شعرها و تارة تلمع اظفارها و لم يبق نوع من الماكياجات الا و قامت بتجربته و قامت بارتداء افخم و اجمل اثوابها و كل ذلك استعدادا لليوم الموعود ، حيث ستقابل فارس احلامها عندما يرجع الى القرية مرة اخرى .
و ها هو اليوم المشهود يصل فتسارع اخواتها الخنزيرات لاخبارها الخبر المترقب مع باقة زهور حمراء . و الحق انه لم ير احد قط خنزيرة بجمال و اناقة تلك الخنزيرة. خرجت تحمل في يدها مظلة مزخرفة بالزهور اليابانية المشهورة و لونها الاصفر يتألق بريقا تحت اشعة الشمس و لم تنس ان تطلي شعرها بلونه الذهبي الاشقر و تطيبت بأفخر انواع العطورات و ارتدت الكيمونو الرائع المنمنم و انتعلت نعلين من الخشب زادا قوامها طولا و مشيتها فتنة .
انتظرت حبيبها طوال اليوم و ها هي الشمس تهم بالغروب ، بدا لها البحر باللون الاحمر و كأنه امتلأ دما ثم استغرقت في صمت عميق. قبل ان تهم هي الاخرى بالذهاب القت نظرة اخيرة و كل سلواها ان يأتي حبيبها غدا ، و لكنها صدمت عندما رأت صورة حبيبها المبروزة في الماء ترميها الامواج هنا و هناك . نزلت الى الماء و التقطتها ثم مسحت دمعة حزينة سقطت على خدها الوردي !
دمتم في الرضا ،
هذه حكاية من زمن الاساطير اليابانية في عهد الامبراطور الاصلاحي " ميجي" ايام بداية الانفتاح الياباني على العالم الخارجي من جديد بعد تلك الوحدة و العزلة الطويلة التي امتدت لقرون .
في قرية صغيرة نائية تحيط بها الغابات الخضراء الكثيفة و الجبال الشاهقة الوعرة من الشمال و البحر من الجنوب، كانت تعيش خنزيرة صغيرة قبيحة زاد من قبحها اهمالها لشكلها و مظهرها الخارجي ، فكانت العيون تصاب بالقذى بمجرد النظر اليها .
في احد الايام الحارقة من ايام الصيف خرجت الى الشاطئ برفقة اخواتها و ما لبثن اذ ابصرن سفينة هولندية عريضة و طويلة تشق الامواج تعلوها الرايات الهولندية الملونة بالالوان الثلاثة لون البحر و لون الخير و لون النار تتلاعب بها الرياح يمنة و يسرى ، انخفاضا و علوا .
ازداد فضول الخنزيرة الصغيرة فأخذت تحدق باهتمام الى السفينة و هي ترسو عند ميناء القرية الصغير . عندها نزل من السفينة مجموعة رجال يتقدمهم قائد شاب اشقر جميل الوجه ، ازرق العينين . بدا بتلك البزة الزرقاء الانيقة و القبعة البنية المقوسة التي تعلوها ريشة حمراء ، قبطانا واعدا ، و ما كاد بصرها يقع على طلته اذ هي واقعة في غرامه . كانت هذه الحادثة بمثابة نقطة تحول في حياتها فعند ذلك بدات بالاهتمام بمظهرها الخارجي ايما اهتمام ، فأخذت لا تبرح مكانها امام المرآة ساعات طويلة تارة تهذب شعرها و تارة تلمع اظفارها و لم يبق نوع من الماكياجات الا و قامت بتجربته و قامت بارتداء افخم و اجمل اثوابها و كل ذلك استعدادا لليوم الموعود ، حيث ستقابل فارس احلامها عندما يرجع الى القرية مرة اخرى .
و ها هو اليوم المشهود يصل فتسارع اخواتها الخنزيرات لاخبارها الخبر المترقب مع باقة زهور حمراء . و الحق انه لم ير احد قط خنزيرة بجمال و اناقة تلك الخنزيرة. خرجت تحمل في يدها مظلة مزخرفة بالزهور اليابانية المشهورة و لونها الاصفر يتألق بريقا تحت اشعة الشمس و لم تنس ان تطلي شعرها بلونه الذهبي الاشقر و تطيبت بأفخر انواع العطورات و ارتدت الكيمونو الرائع المنمنم و انتعلت نعلين من الخشب زادا قوامها طولا و مشيتها فتنة .
انتظرت حبيبها طوال اليوم و ها هي الشمس تهم بالغروب ، بدا لها البحر باللون الاحمر و كأنه امتلأ دما ثم استغرقت في صمت عميق. قبل ان تهم هي الاخرى بالذهاب القت نظرة اخيرة و كل سلواها ان يأتي حبيبها غدا ، و لكنها صدمت عندما رأت صورة حبيبها المبروزة في الماء ترميها الامواج هنا و هناك . نزلت الى الماء و التقطتها ثم مسحت دمعة حزينة سقطت على خدها الوردي !
دمتم في الرضا ،