آرثر كونان دويل في سطور
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المقالة ايضا مأخوذة من البحث الذي كتبته ايام كنت في المدرسة الثانوية .
دخل آرثر المنزل بوجه متورم و لباس متسخ ، هذه الحالة و الغرور الذي كان يبرق من عينيه كانا ينبئان بفوزه ! لقد كانت هذه حالته دائما من اجل الفرار من الضرب يصرخ بأعلى صوته كي لا يقترب منه احد . و لكن امه كانت تسامحه مع حلول العصر و تقص عليه من تلك القصص المثيرة ، بنفس صوتها العالي الذي تستخدمه على المسرح . و اصبح آرثر متيما بهذه القصص فقد بكى كل الطريق عندما اضطر الى مغادرة " ادينبورج " ليستقر في بانسيوني حسرة على تلك الايام . في بانسيوني كانوا يستخدمون العصي لتأديب الطلاب و لم يكن آرثر سعيدا الا عندما كان يكتب الرسائل لامه او عندما كان يلعب الكريكت . و خوفا من العصا بدأ بالانضباط و ترك المشاكسة فخلق لنفسه صورة محترمة في تلك المدرسة .
في الخامسة عشر من عمره بدأ بكتابة الشعر ، و اعتاد اصحابه ان يجلسوا حوله لساعات طويلة يستمعون لقصصه المرعبة و المثيرة . و تمضي هذه الايام ايضا ليأتي يوم العودة و يعود الى اسكتلندا بصعوبة و ضيق مادي . و يبدأ مشوار حياته هناك بضمان أبيه كي لا يدخل السجن ذلك الاب الذي كان يترنح في الطرقات من فرط الشراب . و بمساعدة امه وضعه في مصح عقلي ، و ربما هذه التجربة المريرة هي التي جعلته يقبل على قراءة الكتب الطبية و لمدة خمس سنوات لم يبعد تلك الكتب عن يده .
كان يجلس في غرفته الصغيرة في "بروت اسموت" عند النافذة و يمسك بفنجان القهوة ليسرح بخياله في عالم لا حد له ، فرسم شخصية رجل تحقيق ذكي باستنتاجاته ثم اطلق عليه اسم " شرلوك هولمز " و بدأ بالكتابة ...
شرلوك هولمز و مساعده الدكتور واطسون اشتهرا بحل الجرائم المعقدة و الجنايات الغامضة و تعود بداية ظهور هاتين الشخصيتين لأول مرة في سنة 1888 في قصة بعنوان " درس بلون الدم " . و كان الامر عجيبا فمجلة "استراند" طلبت من آرثر ان يكتب لها قصة من قصص هولمز شهريا و قد بلغ المجموع حوالي 60 قصة اذا اضفنا الروايات . و قد كانت هذه القصص سبب غنى و ثروة لآرثر و لكن لم تكن سببا لسعادته لانه كان يفضل قصصه التاريخية المنسية عليها . حتى انه قال في احدى المرات عن هولمز " اما انني سأقتله او انه سيقتلني " و كتب لامه انه يفكر بذبح هولمز لانه يشغله عن امور أهم . و في سنة 1893 تنتهي قصص هولمز بموته ساقطا من اعلى شلال في ريشنباخ. و اللطيف ان نتيجة هذه النهاية قطع عشرين الف مشترك اشتراكهم من المجلة و بدأت رسائل الاعتراض تنهال عليه و لكنه بقي لا يكتب شيئا عن بطله لمدة ثمان سنوات الى ان نشر رائعته " كلب باسكرفيل " ليبعث هولمز من جديد الى الحياة .
الرجل الذي خلق شخصية المحقق ذو المنطق الخشن و التعامل الجاف كان رحيم القلب رياضي الجسم ، فكان يمارس الراكبي و الغولف و الكريكت و كان من اوائل من نشروا رياضة التزلج في سويسرا . كان رجلا فعالا كثير الحركة ففي سنة 1899 عندما اندلعت الحرب في افريقيا الجنوبية ذهب الى هناك ليمارس التطبيب و المعالجة. و كان موت زوجته الاولى لويزا صدمة عنيفة في حياته جعلته يحبس نفسه في الحزن و الغم لمدة سنة الى ان دخلت " جين ليكي " حياته فتزوجها . و تبدأ الحرب العالمية الاولى و لكن آرثر كان اكبر من ان يذهب الى الحرب و لكنه لم يتوقف عن الكتابة بقلمه ليشجع الجنود البريطانيين . اما زوجته فحولت البيت الى ملجأ للاجئين البلجيكيين ، و لكن الحرب اخذت منهما ولدهما " كنغزلي " و كذلك اودت بحياة اخي آرثر و ابنه.
لكل تلك الحوادث و الانهيارات العاطفية التي حدثت له بدأ بالانطواء و الانعزال عن الناس حتى انه بدأ بتعلم تحضير الارواح و العلوم الغيبية الغريبة فخصص كل وقته للمطالعة و التبحر في هذه العلوم الى آخر عمره . و في صباح يوم ربيعي للعام 1930 وجد مغشيا عليه في حديقته و بجانبه احدى قصصه و بداخلها زهرة نرجسية ربما كان يود ان يقدمها لشخص ما ! و بعد هذه الحادثة لم يدم طويلا حيث اصابه مرض في قلبه اودى بحياته ، و قد كانت اخر كلماته مخاطبا زوجته " أنت رائعة ".
لقد كان هذا ملخص حياة الطبيب و الروائي البوليسي الكبير " السير آرثر كونان دويل " صاحب اشهر شخصية في عالم القصص البوليسية . و قصصه الخاصة بشرلوك هولمز ترجمت الى اكثر من خمسين لغة و تم تحويلها الى مسرحيات و افلام سينمائية و مسلسلات تلفزيونية في شتى انحاء العالم . و في عام 1920 كان دويل اعلى الكتاب اجرا في العالم . و هذه بعض اعماله :
A study in Scarlet
The Mystery of Cloomber
Round the Red Lamp
Adventures of Gerard
Waterloo
The Last Galley
The Lost World
Three of Them
The Case-Book of Sherlock Holmes
The Conan Doyle Stories
The White Company
The Great Shadow
The Adventures of Sherlock Holmes
دمتم في الرضا ،،
هذه المقالة ايضا مأخوذة من البحث الذي كتبته ايام كنت في المدرسة الثانوية .
دخل آرثر المنزل بوجه متورم و لباس متسخ ، هذه الحالة و الغرور الذي كان يبرق من عينيه كانا ينبئان بفوزه ! لقد كانت هذه حالته دائما من اجل الفرار من الضرب يصرخ بأعلى صوته كي لا يقترب منه احد . و لكن امه كانت تسامحه مع حلول العصر و تقص عليه من تلك القصص المثيرة ، بنفس صوتها العالي الذي تستخدمه على المسرح . و اصبح آرثر متيما بهذه القصص فقد بكى كل الطريق عندما اضطر الى مغادرة " ادينبورج " ليستقر في بانسيوني حسرة على تلك الايام . في بانسيوني كانوا يستخدمون العصي لتأديب الطلاب و لم يكن آرثر سعيدا الا عندما كان يكتب الرسائل لامه او عندما كان يلعب الكريكت . و خوفا من العصا بدأ بالانضباط و ترك المشاكسة فخلق لنفسه صورة محترمة في تلك المدرسة .
في الخامسة عشر من عمره بدأ بكتابة الشعر ، و اعتاد اصحابه ان يجلسوا حوله لساعات طويلة يستمعون لقصصه المرعبة و المثيرة . و تمضي هذه الايام ايضا ليأتي يوم العودة و يعود الى اسكتلندا بصعوبة و ضيق مادي . و يبدأ مشوار حياته هناك بضمان أبيه كي لا يدخل السجن ذلك الاب الذي كان يترنح في الطرقات من فرط الشراب . و بمساعدة امه وضعه في مصح عقلي ، و ربما هذه التجربة المريرة هي التي جعلته يقبل على قراءة الكتب الطبية و لمدة خمس سنوات لم يبعد تلك الكتب عن يده .
كان يجلس في غرفته الصغيرة في "بروت اسموت" عند النافذة و يمسك بفنجان القهوة ليسرح بخياله في عالم لا حد له ، فرسم شخصية رجل تحقيق ذكي باستنتاجاته ثم اطلق عليه اسم " شرلوك هولمز " و بدأ بالكتابة ...
شرلوك هولمز و مساعده الدكتور واطسون اشتهرا بحل الجرائم المعقدة و الجنايات الغامضة و تعود بداية ظهور هاتين الشخصيتين لأول مرة في سنة 1888 في قصة بعنوان " درس بلون الدم " . و كان الامر عجيبا فمجلة "استراند" طلبت من آرثر ان يكتب لها قصة من قصص هولمز شهريا و قد بلغ المجموع حوالي 60 قصة اذا اضفنا الروايات . و قد كانت هذه القصص سبب غنى و ثروة لآرثر و لكن لم تكن سببا لسعادته لانه كان يفضل قصصه التاريخية المنسية عليها . حتى انه قال في احدى المرات عن هولمز " اما انني سأقتله او انه سيقتلني " و كتب لامه انه يفكر بذبح هولمز لانه يشغله عن امور أهم . و في سنة 1893 تنتهي قصص هولمز بموته ساقطا من اعلى شلال في ريشنباخ. و اللطيف ان نتيجة هذه النهاية قطع عشرين الف مشترك اشتراكهم من المجلة و بدأت رسائل الاعتراض تنهال عليه و لكنه بقي لا يكتب شيئا عن بطله لمدة ثمان سنوات الى ان نشر رائعته " كلب باسكرفيل " ليبعث هولمز من جديد الى الحياة .
الرجل الذي خلق شخصية المحقق ذو المنطق الخشن و التعامل الجاف كان رحيم القلب رياضي الجسم ، فكان يمارس الراكبي و الغولف و الكريكت و كان من اوائل من نشروا رياضة التزلج في سويسرا . كان رجلا فعالا كثير الحركة ففي سنة 1899 عندما اندلعت الحرب في افريقيا الجنوبية ذهب الى هناك ليمارس التطبيب و المعالجة. و كان موت زوجته الاولى لويزا صدمة عنيفة في حياته جعلته يحبس نفسه في الحزن و الغم لمدة سنة الى ان دخلت " جين ليكي " حياته فتزوجها . و تبدأ الحرب العالمية الاولى و لكن آرثر كان اكبر من ان يذهب الى الحرب و لكنه لم يتوقف عن الكتابة بقلمه ليشجع الجنود البريطانيين . اما زوجته فحولت البيت الى ملجأ للاجئين البلجيكيين ، و لكن الحرب اخذت منهما ولدهما " كنغزلي " و كذلك اودت بحياة اخي آرثر و ابنه.
لكل تلك الحوادث و الانهيارات العاطفية التي حدثت له بدأ بالانطواء و الانعزال عن الناس حتى انه بدأ بتعلم تحضير الارواح و العلوم الغيبية الغريبة فخصص كل وقته للمطالعة و التبحر في هذه العلوم الى آخر عمره . و في صباح يوم ربيعي للعام 1930 وجد مغشيا عليه في حديقته و بجانبه احدى قصصه و بداخلها زهرة نرجسية ربما كان يود ان يقدمها لشخص ما ! و بعد هذه الحادثة لم يدم طويلا حيث اصابه مرض في قلبه اودى بحياته ، و قد كانت اخر كلماته مخاطبا زوجته " أنت رائعة ".
لقد كان هذا ملخص حياة الطبيب و الروائي البوليسي الكبير " السير آرثر كونان دويل " صاحب اشهر شخصية في عالم القصص البوليسية . و قصصه الخاصة بشرلوك هولمز ترجمت الى اكثر من خمسين لغة و تم تحويلها الى مسرحيات و افلام سينمائية و مسلسلات تلفزيونية في شتى انحاء العالم . و في عام 1920 كان دويل اعلى الكتاب اجرا في العالم . و هذه بعض اعماله :
A study in Scarlet
The Mystery of Cloomber
Round the Red Lamp
Adventures of Gerard
Waterloo
The Last Galley
The Lost World
Three of Them
The Case-Book of Sherlock Holmes
The Conan Doyle Stories
The White Company
The Great Shadow
The Adventures of Sherlock Holmes
دمتم في الرضا ،،