:: كل المقالات ::

Tue, 13 Dec 2016

الحياة بدون جوجل

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ فترة كنت اقرا نقاشا عن جدوى مواقع التواصل الاجتماعي و قد اشار الكثير من المشاركين الى ان الحياة بدونها سهلة جدا فهي ادمان يسهل التخلص منه ، و لكن ما اثار استغرابي هو كثرة من اشاروا الى صعوبة الحياة بدون جوجل ، و جوجل هنا نريد بها كل خدمات هذه الشركة العملاقة. طبعا ما اثار استغرابي هو ان الذين يتناقشون في الموضوع اناس لهم من الخبرة في التقنية ما لهم فكيف يجدون ان هناك صعوبة في الاستغناء عن جوجل ؟ شخصيا اعتبر من المستخدمين المتقدمين لخدمات هذه الشركة - كما سيأتي - و لكن لم اجدني في زمن من الازمان اسيرا لخدمات هذه الشركة . اما لماذا اترك جوجل فلاسباب منها :
1- ان شركة جوجل عمليا بدأت تصبح مثل ميكروسوفت في الاحتكار لا اعني انها تمارس سياسات احتكارية او ما الى ذلك و لكن اعني اننا جعلنا من جوجل الخيار الاول و الاخير في خدمات كثيرة خصوصا محرك البحث و البريد الالكتروني و فيديوهات الانترنت "يوتيوب". تعدد الخيارات دائما شيء في مصلحة المستخدم و لا ارى بأسا من تشجيع الخدمات و البدائل الاخرى .
2- توزيع الخدمات بين شركات مختلفة افضل من اختصارها في شركة واحدة على المستوى الامني فالان من يخترق بريدي على جوجل لديه قدرة الوصول الى خدماتي الاخرى من مثل المدونة و حسابي في اندرويد، هذا في حال لو ان كل خدمة معزولة عن الاخرى لكان اقتصر اختراقه على البريد الالكتروني فقط .
3- حصر الخدمات في شركة واحدة يعطي تلك الشركة قوة و يدا عليا على المستخدم فهي تعرف عنه الكثير الكثير ، من مثل : ماذا يبحث في الانترنت ؟ ما هي نوعية الرسائل التي تصله ؟ ماذا يشتري ؟ ما هو رقم جواله ؟ ما هي الفيديوهات التي يشاهدها ؟ ما البرامج التي يستخدمها على جواله ؟ بل حتى تحركاته تتبعها من خلال الجوال ان كان يستخدم الخرائط او انه يترك وضع تعرف الاماكن في وضع التشغيل ...الخ. لو كانت كل خدمة لها شركة مختلفة عن الاخرى لكانت نسبة المعلومات التي لديها اقل بكثير و محصورة في اطار خدمتها .
4- كما اشرت في مقالة سابقة الاستثمار الكلي في خدمات شركة معينة يصعب عملية الانتقال الى شركات اخرى في المستقبل . مثلا لو ان شخصا يشتري برامجه و كتبه من متجر آبل سيكون من الصعب ان ينتقل الى نظام بلاكبيري او ميكروسوفت لو اراد لاحقا لان خدمات آبل غير متوفرة على تلك الانظمة.
5- هناك ملاحظات كثيرة على سياسة الخصوصية في جوجل .
6- جوجل تأخذ موضوع الاعلانات الى مستويات مزعجة لدرجة انها تضعها في بريدك الشخصي على انها رسائل عادية .
7- تعتبر جوجل من اكبر الشركات التي تدعم زواج الشذوذ بعنف و قوة ، و هذا من مظاهر تدخل الشركات في اشياء اجتماعية لا تعنيها.

اما الترك فكان سهلا و ميسرا و لا ادري لماذا يهول موضوع ترك جوجل و كأنها شيء لا يمكن الاستغناء عنه . و اما تفصيل الخدمات فكالتالي :
1- بريد جوجل : فمقدمي خدمات البريد الالكتروني كثيرون و لكن الناس لا تعرفهم لان الكل يستخدم جيميل و السبب الرئيسي هو انه الخيط الذي يربط كل خدمات جوجل . هناك خيارات كثيرة و لكني اخترت ان استقبل بريدي على موقعي الشخصي alyassen.com و الى الان لم افتقد جيميل ابدا اذ انني استقبل البريد بشكل طبيعي و على هاتفي باستخدام IMAP . الجيميل كان يحتوي على كل جهات اتصالي لذلك قمت بالتأكد من ان جهات الاتصال موجودة على شريحة الجوال كي لا اواجه مشكلة عند التنقل بين جوالات مختلفة .
2- محرك البحث : محرك البحث جوجل هو جوهرة الخدمات و كنت اعتقد انني ساواجه مشكلة حقيقية في تركه و لكن محرك البحث duckduckgo تحسن كثيرا خاصة فيما يتعلق بالنتائج العربية و الان لا اجدني احتاج جوجل ابدا . و حتى لو على فرض احتجت البحث من خلاله فلا بأس لانه لا يلزم استخدام بريد جوجل و لانه توجد طرق عديدة لاستخدامه بدون كشف الهوية .
3- جوجل ادسانس : و هو برنامج الاعلانات المقدم من قبل جوجل و يتيح هذا البرنامج امكانية وضع اعلانات جوجل على موقعك و الحصول على مبلغ مادي في حال تم النقر على الاعلانات . و قد كنت اطمح بتوظيف هذه الخدمة و لكن بعد استخدام شهور اكتشفت انهم لا يلتزمون باتفاقية الاعلان اعني انهم يظهرون اعلانات مخلة بالرغم من اختياري عدم اظهار هكذا اعلانات . لهذا تركتهم و قد قرأت عن بعض اصحاب المواقع قولهم ان جوجل اغلقت حساباتهم بدون ان تذكر سببا مقنعا .
4- جوجل انالتكس : و هي خدمة احصائيات المواقع و قد كنت استخدمها في موقعي . هذه الخدمة حقيقة ممتازة و لكني استغنيت عنها لصالح خدمة احصائيات مزودة من قبل المستضيف للموقع Webalizer . لمن هم مهتمون كثيرا بالاحصائيات هناك بدائل مفتوحة المصدر .
5- يوتيوب : الخدمة المشهورة لا تتطلب تسجيل دخول بالبريد و لكن مع ذلك اجدهم يسجلون الزيارات و يتعقبونها بناء على الـ IP . لست منزعجا كثيرا فمع تغيير الـ IP من جهاز و شبكة و ما الى ذلك ليس الامر بتلك الاهمية و هناك حلول كثيرة لخصوصية اكثر.
6- الاندرويد : حقيقة الاندرويد قد يبدو مستحيلا ان تستخدمه بدون جوجل و لكن الامر سهل جدا فقط تقوم بتركيب توزيعة مخصصة مثل سيانوجين او باك روم و من ثم لا تقوم بتركيب الباقة المسماة بـ GAPPS و لكن بهذا تخسر كل برامج جوجل و اهمها برنامج Play الذي يستخدم لتنصيب البرامج و هناك العديد من البرامج لن تقبل التنصيب اذا لم تجد Google services . لكن شخصيا لم اعاني ابدا لان برامجي قليلة اساسا و انصبها من خلال F-droid و لو احتجت برنامجا لا اجده فيه اقوم بتركيبه باستخدام ملفات apk .
7- جوجل درايف : و هي خدمة تخزين الملفات في السحاب و بما انني في مرحلة استغناء عن كل الخدمات السحابية فترك هذه الخدمة كان متوقعا . اما البديل فهو التخزين الكلاسيكي في الاقراص الاحتياطية الصلبة و اما تحرير النصوص فاكتفي باستخدام برنامج gedit .
8- كروم : كروم حقيقة متصفح جميل و لكن مرة اخرى اجد ان البدائل كثيرة و قوية من مثل فايرفوكس و اوبيرا و التي تتواجد على كل انظمة التشغيل تقريبا . شخصيا عدت الى استخدام فايرفوكس و هو موجود على F-droid .
9- اما بقية الخدمات كالمدونات و جوجل بلس و الخرائط و غيرها فلم اكن من مستخدميها .
10- في وقت كتابة المقالة انتبهت الى خدمة اخيرة لجوجل استخدمها في موقعي الا و هي خدمة الخطوط . هذه الخدمة حيوية في موقعي و هي تظهر النص بشكل موحد على كل الاجهزة و لكنها كما بقية خدمات جوجل تتعقب الزوار . بنظرة سريعة على الحلول البديلة اجد ان الموضوع بسيط و سيتم الانتقال الى حل بديل قريبا ان شاء الله . ( تحديث : تم الانتقال الى مزود خطوط آخر غير جوجل )
في الختام يجدر ان اشير الى ان هناك نقطة حقيقة تحسب لصالح هذه الشركة الا و هي مسألة نقل المعلومات فالشركة بكل انفتاحية تتيح لك آليات ميسرة لتنزيل معلوماتك التي لديهم من مثل المستندات و جهات الاتصال و فيديوهاتك في يوتيوب و غيرها من المعلومات التي زودتهم بها . لذلك افضل جوجل على شركات اخرى من مثل آبل و ميكروسوفت في هذه النقطة.

دمتم في الرضا ،