:: كل المقالات ::

Thu, 21 Dec 2017

هذه تذكرني بتلك

بسم الله الرحمن الرحيم

الاولى :

قال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم و يحفظوا فروجهم "
ورد عن خدر زينب عليها السلام انها كانت لا تخرج ابدا الا لزيارة قبر جدها صلى الله عليه و اله و سلم و كان اميرالمؤمنين عليه السلام يأمر الامام الحسن عليه السلام بأن يطفئ الانوار ثم تخرج ليلا من امامها امير المؤمنين و عن يمينها الامام الحسن و عن يسارها الامام الحسين و من خلفها العباس "عليهم جميعا السلام" يمحو اثرها . فلم ير لها ظلا الى واقعة الطف المريرة .
و من وصية ابي عبدالله عليه السلام لابن جندب قال : يا بن جندب! إن عيسى بن مريم (ع) قال لأصحابه : إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة ، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه.

تذكرني :

سأل اناندا بوذا كيف نتعامل مع النساء ؟ فأجابه بوذا قائلا : من الافضل لك الا ترى النساء اطلاقا !
هذا الجواب صدم اناندا حيث لم يكن يتوقع هكذا اجابة و لكنه اصر فسأل ثانية :
- لو كنت في وضع يحتم علي مقابلة النساء فكيف اصنع ؟
- لو حدث هذا فلا تتحدث معهن يا اناندا لا تتحدث !
يبدو ان بوذا قطع عليه الطريق هنا و لكن اناندا اصر على المتابعة فقال :
- لو تحتم علي اللقاء و الكلام لنقل مثلا اني كنت ضائعا في الغابة و احتاج الى من يرشدني فكيف اصنع؟
- تكلم و لكن بوعي .
في هذه القصة نرى تشديد بوذا على خطورة التعامل مع النساء و تدرجه مع السائل بحسب الضرورة ، فهو يرى ان الافضلية بعدم الاحتكاك بالجنس المخالف كليا. و لكن في الظروف التي لا مفر من مقابلة النساء و التخاطب معهن فيشير الى اهمية الاكتفاء بالاقل الذي يؤدي الغرض بدون استرسال . من هنا نعرف ان غالب من يدعون اتباع تعليمات بوذا يخالفونه في هذه الجزئية الخطيرة كما نحن ندعي متابعة الرسول صلى الله عليه و اله و سلم و لكن يكذبنا الواقع . و اما الاغترار بالايمان و اننا نخالط مع مراعاة الدين و الاداب فهو وهم فها هي سيدة النساء عليها السلام تحتجب عن الاعمى . و كان امير المؤمنين عليه السلام لا يحب ان يسلم على الشابة و يقول " اتخوف ان يعجبني صوتها فيدخل علي اكثر مما اطلب من الاجر ".

بيان :

اناندا الذي ذكر في القصة هو من اقرباء بوذا ويعتبر من التلاميذ العشرة بل انه يلقب بحامي الشريعة عندهم لكثرة روايته عن بوذا و حفظه الشديد و ان الكثير من خطب بوذا ينقل عنه.

الثانية :

قال تعالى " و اذا راوا تجارة او لهوا انفضوا اليها و تركوك قائما " صدق الله العلي العظيم
عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى " و اذا راوا تجارة او لهوا انفضوا اليها و تركوك قائما " قال عليه السلام انفضوا عنه الا علي بن ابي طالب عليه السلام فأنزل الله عز و جل "قل ما عند الله خير من اللهو و من التجارة و الله خير الرازقين" .
و عن ابن شهر اشوب عن تفسير مجاهد قال ابن عباس قوله تعالى و اذا راوا ...الخ ان دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند احجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه فنفر الناس اليه الا علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم جميعا السلام و سلمان و ابوذر و المقداد و صهيب و تركوا النبي صلى الله عليه و اله و سلم قائما يخطب على المنبر فقال صلى الله عليه و اله و سلم لقد نظر الله يوم الجمعة الى مسجدي فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لاضرمت المدينة على اهلها نارا و حصبوا بالحجارة كقوم لوط ، و نزل فيهم رجال لا تلهيهم تجارة الاية . اقول و الاحاديث في هذا الصدد كثيرة خصوصا ما رواه اهل السنة و لكن باختلاف في العدد فقيل هم اثنا عشر رجلا و امراة . هذا حال الصحابة الذين يتشدق بهم البعض و لعمري ليست هذه الاولى و لا الاخيرة قال تعالى " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم " . " قال ( ولا تلوون على أحد ) أي : لا تعرجون ولا تقيمون على أحد ولا يلتفت بعضكم إلى بعض ، ( والرسول يدعوكم في أخراكم ) أي : في آخركم ومن ورائكم ، إلي عباد الله فأنا رسول الله ، من يكر فله الجنة . " جعلت فداك يا رسول الله ما اشد غربتك بين هؤلاء .
تذكرني :

يعتبر اشتافكرا احد اهم رجال الهندوسية المقدسين و تحكى عنه قصص و نوادر خصوصا ما جرى بينه و بين اهم تلامذته الملك جانكا . جانكا كان احد الملوك في قديم الزمان و قد وصل الى مرحلة التنوير على يدي اشتافكرا و طلب من استاذه ان يترك ملكه و يبقى في خدمته و لكن الاستاذ رفض ذلك و قال ان من حق شعبك ان يحكمهم ملك متنور . نزولا عند رغبة استاذه بقي جانكا في الملك و كان يأتي لزيارة استاذه في الغابة بين الفينة و الاخرى و كان اشتافكرا يجله و ينفرد به الامر الذي ادى الى غيرة و حسد بقية تلامذة اشتافكرا. هؤلاء التلاميذ لم يستطيعوا فهم سر اهتمام استاذهم بهذا الملك فهم تلامذته الفقراء الذين تركوا كل شيء لكي يتتلمذوا على يديه و هذا ملك غارق في الملك و الثراء و الزوجات و الابناء و ما لذ و طاب . اشتافكرا كان يعلم بما يحصل و لكنه تحين الفرصة المناسبة لتنبيههم و هكذا كان . ففي احد الايام كان جانكا جالسا يستمع الى تعاليم الاستاذ مع بقية الرهبان اذ دخل احد جنده مسرعا و انحنى له دون استاذه و اخبر الملك بأن قصره يحترق و ان عليه العودة حالا الى المدينة و لكن جانكا نهره و قال له كيف تقاطع كلام الاستاذ و تنحني لي و لا تنحني له اخرج و لا تعد الى هنا مرة اخرى ، ثم اكمل الاستاذ كلامه. و مضت الايام و مرة اخرى كان الاستاذ يلقي محاضرته اذ دخل احدهم و قال ايها الرهبان ان القرود تعيث فسادا بملابسكم المعلقة فما كان من الرهبان الا ان اندفعوا لانقاذ ملابسهم و لكنهم لم يجدوا اي قرود فأدركوا انهم اخطأوا فعادوا الى استاذهم منكسرين . هنا قال اشتافكرا : هذا الرجل ملك و عندما اخبر بان ملكه يحترق لم يتحرك من مكانه تعظيما لمجلسي و لكنكم رهبان فقراء تدعون انكم تركتم كل متاع الدنيا وراء ظهوركم و ها انتم تجرون خلف ملابس بالية . انه هو الزاهد الحقيقي .

بيان :
اشتافكرا راهب هندوسي معروف لانه ولد بثمانية عاهات في جسده فكان معاقا و هناك رسوم تحاول تخيل شكل هذا الراهب . تحكى حوله اساطير كثيرة و لكن ما يخص العاهات هو ان والد اشتافكرا كان يقرا النصوص الدينية بالقرب من زوجته التي كانت حاملا باشتافكرا و يقال انه اخطأ في قراءة جزء من النص المقدس فأصدر الطفل صوتا تنبيهيا فغضب الاب و لعنه فولد الابن بالعاهات . له كتاب اشتافكرا غيتا و هو من روائع النصوص الهندوسية .


دمتم في الرضا ،