:: كل المقالات ::

Tue, 13 Dec 2016

مزرعة الحيوان "ANIMAL FARM"

بسم الله الرحمن الرحيم
انتهيت للتو من قراءة رواية مزرعة الحيوان عن اللغة الانجليزية . كنت انوي ان اطرح مراجعة مفصلة عن الرواية و لكن اعتقد ان الويكيبيديا العربية قدمت شرحا متميزا للرواية (على خلاف العادة) فأغنتني عن هذه المهمة .
الرواية من تأليف "جورج ارويل" ، و هي اول احتكاك لي بأعمال هذا الكاتب و لكن بدون شك لن يكون الاخير فرواية "1984" في قائمة الانتظار.
ما يجعل من الرواية هذه محل تقدير و اعجاب هو بلا شك كونها تقدم ثلاثة نسخ منها فأنت تقرا ثلاث روايات في نفس الوقت ، الرواية الاولى هي القراءة الظاهرة او السطحية و هي ما يحدث داخل المزرعة بين الحيوانات و الرواية الاخرى التي تمشي بخطى موازية للرواية الاولى هي قصة الشيوعية بداية من ماركس مرورا بلينين و استالين و النسخة الثالثة هي قصة الثورات بشكل عام.
هذا العمق في قصيدة ليس بغريب و لكن في رواية كاملة فهو صعب جدا لانه يحتاج ان يسقط كل جملة على ثلاثة مصاديق و يستمر بدفع عجلة الرواية بدون الاخلال بأي نسخة من الروايات الثلاث.
اذا هناك طريقتان لقراءة الرواية :
1- ان تقرا الرواية بشكلها السطحي ابتداء و من ثم تعيد قراءة الرواية بنسختها الثانية و مرة اخرى تقراها بنسختها الثالثة.
2- ان تقرا الرواية بشكل متواز فعندما تقرا الجملة تستحضر الثلاثة معان مرة واحدة ، كمثال الجملة:
- امر نابليون الخنازير الاربعة بالاعتراف .
- امر ستالين الوزراء الاربعة بالاعتراف.
- امر الدكتاتور الناشطين الاربعة بالاعتراف .
من ناحية اخرى تتميز الرواية بصور أدبية خيالية رائعة ، ما هو شعورك و انت تتخيل مجموعة من الحيوانات تنشد بصوت واحد قصيدة الثورة على البشر :
Beasts of England, Beasts of Ireland,
Beasts of every land and clime,
Hearken to my joyful tidings
Of the Golden future time.
…ألخ القصيدة ….
او الابداع في رسم اللوحة الفنية الاخيرة حيث يجلس مجموعة من البشر و الخنازير حول مائدة العشاء و تدار كؤوس الخمرة و ترتفع الصيحات فلا يعرف من يراقب عن بعد من هو من هو؟
او المعركة العظيمة بين البشر و الحيوانات المسماة بمعركة الطاحونة ؟
و لكن مهما يكن من ابداع في الصور الادبية لن يصل الى القيمة الاجتماعية التي تقدمها الرواية فالكاتب فعلا قدم دراسة تنم عن فهم عميق جدا لنفسية البشر و فلسفة الثورات و القيم .
أعتقد ان اهم الثيمات التي تقدمها الرواية في هذا الجانب :
- الاعلام يكتب التاريخ. (سكويلر)
- التاريخ يتكرر .
- هل الدكتاتورية دائما سيئة ؟
- هل الثورة دائما لصالح الشعب؟
- ما هي الحرية ؟
- هل القيم قابلة للتغير مع الزمان و المكان ؟ (القيم السبعة )
- تقديس الرموز و الاعلام. (نابليون دائما على حق )
في النهاية يمكن قراءة الرواية في نسختها الثالثة و اسقاطها على واقعنا العربي بكل سهولة و يسر.
رواية رائعة استمتعت بكل دقيقة قضيتها معها و هي من الروايات القليلة التي كنت اقراها و لم اكن اريد ان ارى نهايتها ، ربما افضل رواية قرأتها خلال الخمس سنوات الماضية .
دمتم بود ،