:: كل المقالات ::

Tue, 13 Dec 2016

آرثر كونان دويل في سطور

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المقالة ايضا مأخوذة من البحث الذي كتبته ايام كنت في المدرسة الثانوية .
دخل آرثر المنزل بوجه متورم و لباس متسخ ، هذه الحالة و الغرور الذي كان يبرق من عينيه كانا ينبئان بفوزه ! لقد كانت هذه حالته دائما من اجل الفرار من الضرب يصرخ بأعلى صوته كي لا يقترب منه احد . و لكن امه كانت تسامحه مع حلول العصر و تقص عليه من تلك القصص المثيرة ، بنفس صوتها العالي الذي تستخدمه على المسرح . و اصبح آرثر متيما بهذه القصص فقد بكى كل الطريق عندما اضطر الى مغادرة " ادينبورج " ليستقر في بانسيوني حسرة على تلك الايام . في بانسيوني كانوا يستخدمون العصي لتأديب الطلاب و لم يكن آرثر سعيدا الا عندما كان يكتب الرسائل لامه او عندما كان يلعب الكريكت . و خوفا من العصا بدأ بالانضباط و ترك المشاكسة فخلق لنفسه صورة محترمة في تلك المدرسة .
في الخامسة عشر من عمره بدأ بكتابة الشعر ، و اعتاد اصحابه ان يجلسوا حوله لساعات طويلة يستمعون لقصصه المرعبة و المثيرة . و تمضي هذه الايام ايضا ليأتي يوم العودة و يعود الى اسكتلندا بصعوبة و ضيق مادي . و يبدأ مشوار حياته هناك بضمان أبيه كي لا يدخل السجن ذلك الاب الذي كان يترنح في الطرقات من فرط الشراب . و بمساعدة امه وضعه في مصح عقلي ، و ربما هذه التجربة المريرة هي التي جعلته يقبل على قراءة الكتب الطبية و لمدة خمس سنوات لم يبعد تلك الكتب عن يده .
كان يجلس في غرفته الصغيرة في "بروت اسموت" عند النافذة و يمسك بفنجان القهوة ليسرح بخياله في عالم لا حد له ، فرسم شخصية رجل تحقيق ذكي باستنتاجاته ثم اطلق عليه اسم " شرلوك هولمز " و بدأ بالكتابة ...
شرلوك هولمز و مساعده الدكتور واطسون اشتهرا بحل الجرائم المعقدة و الجنايات الغامضة و تعود بداية ظهور هاتين الشخصيتين لأول مرة في سنة 1888 في قصة بعنوان " درس بلون الدم " . و كان الامر عجيبا فمجلة "استراند" طلبت من آرثر ان يكتب لها قصة من قصص هولمز شهريا و قد بلغ المجموع حوالي 60 قصة اذا اضفنا الروايات . و قد كانت هذه القصص سبب غنى و ثروة لآرثر و لكن لم تكن سببا لسعادته لانه كان يفضل قصصه التاريخية المنسية عليها . حتى انه قال في احدى المرات عن هولمز " اما انني سأقتله او انه سيقتلني " و كتب لامه انه يفكر بذبح هولمز لانه يشغله عن امور أهم . و في سنة 1893 تنتهي قصص هولمز بموته ساقطا من اعلى شلال في ريشنباخ. و اللطيف ان نتيجة هذه النهاية قطع عشرين الف مشترك اشتراكهم من المجلة و بدأت رسائل الاعتراض تنهال عليه و لكنه بقي لا يكتب شيئا عن بطله لمدة ثمان سنوات الى ان نشر رائعته " كلب باسكرفيل " ليبعث هولمز من جديد الى الحياة .
الرجل الذي خلق شخصية المحقق ذو المنطق الخشن و التعامل الجاف كان رحيم القلب رياضي الجسم ، فكان يمارس الراكبي و الغولف و الكريكت و كان من اوائل من نشروا رياضة التزلج في سويسرا . كان رجلا فعالا كثير الحركة ففي سنة 1899 عندما اندلعت الحرب في افريقيا الجنوبية ذهب الى هناك ليمارس التطبيب و المعالجة. و كان موت زوجته الاولى لويزا صدمة عنيفة في حياته جعلته يحبس نفسه في الحزن و الغم لمدة سنة الى ان دخلت " جين ليكي " حياته فتزوجها . و تبدأ الحرب العالمية الاولى و لكن آرثر كان اكبر من ان يذهب الى الحرب و لكنه لم يتوقف عن الكتابة بقلمه ليشجع الجنود البريطانيين . اما زوجته فحولت البيت الى ملجأ للاجئين البلجيكيين ، و لكن الحرب اخذت منهما ولدهما " كنغزلي " و كذلك اودت بحياة اخي آرثر و ابنه.
لكل تلك الحوادث و الانهيارات العاطفية التي حدثت له بدأ بالانطواء و الانعزال عن الناس حتى انه بدأ بتعلم تحضير الارواح و العلوم الغيبية الغريبة فخصص كل وقته للمطالعة و التبحر في هذه العلوم الى آخر عمره . و في صباح يوم ربيعي للعام 1930 وجد مغشيا عليه في حديقته و بجانبه احدى قصصه و بداخلها زهرة نرجسية ربما كان يود ان يقدمها لشخص ما ! و بعد هذه الحادثة لم يدم طويلا حيث اصابه مرض في قلبه اودى بحياته ، و قد كانت اخر كلماته مخاطبا زوجته " أنت رائعة ".
لقد كان هذا ملخص حياة الطبيب و الروائي البوليسي الكبير " السير آرثر كونان دويل " صاحب اشهر شخصية في عالم القصص البوليسية . و قصصه الخاصة بشرلوك هولمز ترجمت الى اكثر من خمسين لغة و تم تحويلها الى مسرحيات و افلام سينمائية و مسلسلات تلفزيونية في شتى انحاء العالم . و في عام 1920 كان دويل اعلى الكتاب اجرا في العالم . و هذه بعض اعماله :
A study in Scarlet
The Mystery of Cloomber
Round the Red Lamp
Adventures of Gerard
Waterloo
The Last Galley
The Lost World
Three of Them
The Case-Book of Sherlock Holmes
The Conan Doyle Stories
The White Company
The Great Shadow
The Adventures of Sherlock Holmes


دمتم في الرضا ،،