:: كل المقالات ::

Tue, 13 Dec 2016

قصة المسيح و احياء الموتى

بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى ان شخصا سمع عن المسيح و عن معجزاته و ان نفسا منه يحيي العظام و هي رميم بإذن الله تعالى . فقرر الذهاب اليه و عندما وصل له طلب منه ان يعلمه كيف يحيي بعض العظام .
فأجابه المسيح : ما لك و هذه العظام ، اطلب مني ان اعلمك كيف تحيي نفسك الميتة .
---
لا اعلم مدى صحة هذه القصة و لكن لو اخذناها هكذا فبها الكثير من العبر و اللطائف التي خطر على بالي منها بسرعة :
1- اننا دائما نحاول تغيير العالم و طموحاتنا لا يسعها الفضاء ، و سنفعل و سننجز و نحمل هموم البشرية جمعاء و نتناقش و نعرض حلولا و نتجادل و ربما رسمنا خطة لسعادة البشرية ، و لكن مع الاسف ننسى ان التغيير يجب ان يبدا من الشخص نفسه و عندما يحصل ذلك التغيير و الاصلاح يمكنه ان يهتم باصلاح غيره، فعلا المؤمن مشغول باصلاح عيوبه (عليكم انفسكم) ، و الاية القرانية الكريمة (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
2- هذا يجرنا للكلام عن رؤية العيوب في الغير حيث ان الذي ينصح الغير و يحاول اصلاحهم بدون ان يكون وصل لذلك المقام السامي تكون عيوب الغير حجابا عن عيوبه فيصبح ممن قال فيهم الشاعر :
لا تنه عن خلق و تأتي مثله
3- نستفيد ايضا اهمية دور المربي و المعلم فالرجل و ان كان اخطأ الغاية الا انه اصاب الوسيلة بذهابه الى المرشد بدلا من العبث و السير على غير هدى ، فيكون ممن سيرهم لا يزيدهم الا ضلالا .
4- من الامور الواضحة في القصة ان الكرامة لا تراد في حد ذاتها و ان الكرامات و المكاشفات و غيرها من الامور قد تكون حجابا و مانعا عن مواصلة السير للحقيقة .
5- ايضا ان هذه المقامات لا تتأتى للنفس التي فيها صفات رذيلة مثل العجب و الغرور و حب الشهرة و غيرها ، فوجب اذا اصلاح النفس اولا.
6- ان قانون السببية يجري في الامور المعنويةايضا فمثلما لن يشتعل الحطب بدون وجود نار ، ايضا لا يمكن لشخص ان يقرا اسم الله و يجري على الماء بدون وجود اليقين الخالص .
7- ان امراض النفس اولى بالاصلاح من امراض الجسم كما ان الاهتمام بغذاء الروح اهم من الاهتمام بغذاء الجسد .
8- ان النفس البشرية قد تصل الى مرحلة تصبح فيها من عداد الموتى ، (الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا) ، كذا حال الغرق في الغفلة .
و الحمد لله رب العالمين